مرحباً رمضان
شهر رمضان المبارك ينتظر قدومه المسلمون بكل لهفة، ويتأمله المؤمنون بكل شغف، فهو ضيف عزيز لا يفد إلينا إلا مرة في العام، فمرحبا بشهر رمضام، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي [ صعد المنبر فقال: «آمين، آمين، آمين».
قيل: يا رسول الله إنك صعدت المنبر فقلت: آمين، آمين، آمين، فقال [: «إن جبريل عليه السلام أتاني فقال: من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فدخل النار فأبعده الله قل آمين، فقلت: آمين... الحديث رواه ابن خزيمة وصححه الألباني.
وقال [: «إذا كانت أول ليلة من رمضان فتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وغلقت أبواب جهنم فلم يفتح منها باب، وصفدت الشياطين، وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة». متفق عليه.
ولكي يبارك الله في صيامنا أخي الصائم.. علينا التخلق بآداب نبوية نراعيها في صيامنا ومنها:
أولاً - استقبال شهر رمضان بالفرح والغبطة والسرور، فلقد كان السلف - رحمهم الله يدعون ربهم ستة أشهر أن يتقبل منهم رمضان الماضي، ويدعونه ستة أشهر أخرى أن يبلغهم رمضان الحالي.
ثانياً - المداومة على السحور لبركته واستحباب تأخيره؛ لقوله [: «البركة في ثلاثة: في الجماعة والثريد والسحور» أخرجه الطبراني والبيهقي وحسنه الألباني في (صحيح الترغيب) ولو بجرعة من ماء؛ لقوله [: «تسحروا ولو بجرعة من ماء» رواه ابن حبان في (صحيحه)، وقال الألباني: حسن صحيح.
ثالثاً - المحافظة على تعجيل الفطر لإدامة الناس على الخير؛ لقوله [: «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر» البخاري.
رابعاً - استحباب المحافظة على السواك مطلقا، سواء كان المكلف صائما أو مفطرا أو يستعمله رطبا أو يابسا أو كان في أول النهار أو في آخره؛ للحض عليه عند كل صلاة وعند كل وضوء في قوله[: «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة» متفق عليه.
وضمن هذا الحكم يقول ابن تيمية - رحمه الله-: وأما السواك فجائز بلا نزاع، لكن اختلفوا في كراهيته بعد الزوال على قولين مشهورين، وهما روايتان عن أحمد، ولم يقم على كراهيته دليل شرعي يصلح أن يخصص عمومات نصوص السواك.
خامساً - الاجتهاد في فعل الخيرات وتكثيف العبادات، ففي حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «كان - أي النبي [ - أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل - عليه السلام - يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه النبي [ القرآن، فإذا لقيه جبريل - عليه السلام - كان أجود بالخير من الريح المرسلة» متفق عليه.
سادساً - اجتناب كل ما لا يحقق الغاية من الصيام، وذلك بأن يحترز الصائم عن كل ما نهى الشرع عنه من سيئ الأقوال وقبيح الأفعال المحرمة والمكروهة؛ كالكذب، والغيبة، والنميمة، والشتم، والخصام، وتضييع وقته بإنشاد الأشعار، ورواية الأسمار والمضحكات، والمدح والذم بغير حق.. إلخ. قال [: «رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع، ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر» أخرجه ابن ماجه، وصححه الألباني في حديث آخر مرفوعاً: «لا تساب وأنت صائم، فإن سباك أحد فقل: إني صائم، وإن كنت قائماً فاجلس» متفق عليه.
سابعاً - إعداد إفطار الصائمين، وقد صح في فضل ذلك قوله [: «من فطر صائما كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً» أخرجه الترمذي، وصححه الألباني.
ثامناً - المحافظة على صلاة القيام وعاى أدائها مع الجماعة؛ لقوله [: «إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة» أخرجه أبو داود، وصححه الألباني.
أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صيامنا وقيامنا.. اللهم آمين.
لاتوجد تعليقات