رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 29 يوليو، 2019 0 تعليق

مدير جمعية القيم أحمد المشعل لـ« الفرقان»: أخطر ما يواجه الشباب انفتاحهم على العالم دون ضوابط ولا قيود

الجمعية الكويتية لتعزيز القيم جمعية نفع عام، تسعى لتعزيز القيم الوطنية الكويتية الأصيلة والقيم الإسلامية المستمدة من الشريعة الغراء، واحترام الآخر في ظل القوانين والأعراف السائدة في المجتمع الكويتي، تأسست سنة 2014، من أهدافها دعوة الناس إلى التمسك بالقيم الإيجابية بالحكمة والموعظة الحسنة، والاهتمام بقضايا الشباب، والمساهمة في تنمية طاقاتهم، وتفعيل الخطاب الدعوي والإعلامي الموجه للمجتمع، وإقامة المشاريع الإنتاجية والوقفية لمساعدة الجمعية على تنمية مواردها. ونظرا لأهمية الرسالة التي تحملها الجمعية كان لنا هذا اللقاء مع مديرها أحمد خالد المشعل:

- ما أهم البرامج والأنشطة التي تنفذها الجمعية في فترة الصيف لشغل أوقات الشباب؟

- أهم البرامج والأنشطة التي تنفذها الجمعية خلال فترة الصيف هي الأكاديميات والنوادي الصيفية التي تخدم فئة النشء وفئة الشباب، من خلال برنامج متكامل يهتم بجودة البيئة وجودة المنهج التربوي وجودة المحاضر والمشرف، كما يغذي احتياجات تلك المراحل السنية سواء الفكرية أم الحركية منها، كما يتم إقامة المحاضرات الأسبوعية في مجالات ومواضيع متنوعة في مقر الجمعية، والجدير بالذكر أن الجمعية ساهمت بالعديد من الأكاديميات بمناطق مختلفة في دولة الكويت على سبيل المثال: منطقة القادسية (أكاديمية قيم)، منطقة قرطبة (مركز الشباب “ مشروع بناء”)، منطقة كيفان (أكاديمية الإحسان)، منطقة الأندلس (أكاديمية قيم)، القرين (أكاديمية قيم).

- ما الذي يميز أنشطة جمعية قيم عن باقي المؤسسات؟

- إن ما يميز الجمعية الكويتية لتعزيز القيم هذا الصيف هو تنوع البرامج وتنوع الفئات العمرية التي تخدمها؛ حيث قامت الجمعية بتنفيذ الكثير من البرامج والأنشطة في مختلف المجالات، منها الرياضية، مثل: (كرة القدم، السباحة، فنون الدفاع عن النفس، كرة الطائرة، ركوب الخيل) والثقافية، مثل: (المسابقات الالكترونية، الدورية الثقافي، السمر الثقافي) والحرفية الفنية، مثل: (الخزف، النجارة، الزراعة، الطبخ، الرسم على الماء) وبالنسبة للفئات العمرية المستفيدة من هذه الأنشطة والبرامج فهي شاملة؛ حيث استطعنا -وذلك بفضل الله ثم بفضل التعاون والتنسيق مع إخواننا مسؤولي الإدارات الشبابية- من تغطية أربع فئات عمرية وهي: فئة النشء من عمر 6 إلى 12 سنة، فئة الفتية من عمر 13الى 18 سنة، فئة الشباب من عمر 18 إلى 34 سنة، وفئة الكبار من عمر 35 سنة فما فوق.

- هل لديكم الكوادر الشبابية المؤهلة؟ وكيف يتم اختيار تلك الكوادر؟

- نعم -ولله الحمد- يوجد كوادر شبابية مؤهلة ومتميزة ومتخصصة لإدارة هذه البرامج بالرغم من قلة أعدادهم مقارنة بكثرة الأنشطة، ويتم اختيار تلك الكوادر بعناية؛ حيث يقوم الإخوة -مدراء الأنشطة والبرامج في الجمعية- باختيار المدرسين والمربين الأفاضل ومن لهم الرغبة في التطوع والعمل في الجمعية؛ وذلك للإشراف على منتسبي البرامج والأنشطة من الطلبة في مختلف المراحل العمرية، ويتم اختيار الموظفين الإداريين أصحاب الوظائف الإشرافية من الذين لديهم الخبرة العملية في إدارة النشاط واستقبال أولياء الأمور والإشراف على عملية التسجيل، وتوزيع الطلبة وأيضا التأكد من التجهيزات وتوفير احتياجات الأنشطة وهكذا «وضع الشخص المناسب في المكان المناسب»، هذا فضلا عن عمل البرامج التدريبية لتطوير المشرفيين على مختلف الفنون والمهارات التي يحتاجون إليها.

- ما أهم القضايا التي تمثل خطورة على الشباب وقيمهم ومعتقداتهم؟

- إن الانفتاح على العالم الآن كما هو معروف وذلك بسبب تنوع الأجهزة الإلكترونية ووسائل التواصل وسهولة الاطلاع على كل شيء يدور في كل مكان وبسرعة وسرية تامة؛ مما يعرض النشء والشباب في عمر مبكر للاطلاع على الثقافات المختلفة فكرياً وثقافياً وعقائديا عن مجتمعاتنا؛ حيث لا يوجد سقف للممارسات والأفعال والأقوال التي توثر على عقول الشباب ولاسيما الأفكار الجديدة والغريبة التي تأتي من ثقافات لا تؤمن بأبجديات ديننا الإسلامي الحنيف في توحيد الألوهية والربوبية والإيمان بالله وملائكته ورسله والقدر خيره وشره، ومن ثم فالخطورة تبدأ بمجرد تعرض الشاب في سن مبكر لمثل هذه الأفكار الغريبة والدخيلة على مجتمعنا ولاسيما إذا لم يكن هذا الشاب أو هذا الطفل قد حصن من قبل والديه ومعلميه ومؤسسات المجتمع المدني فهو عرضة للانحراف نحو ما لا يحمد عقباه، مثل: الإلحاد وتعاطي المسكر أو المخدر والعنف والشذوذ الجنسي و زنا المحارم، وعدم احترام الوالدين وغيرها من السلوكيات السلبية، وأيضاً عدم احترام القوانين ومؤسسات الدولة وطاعة ولي الأمر وغيرها من الأمور التي لا تمت بصلة إلى ديننا الإسلامي الحنيف أو إلى عادات مجتمعنا وتقاليده في دولة الكويت؛ حيث يمكن أن يصل الشاب إلى مرحلة عدم وجود حدود لأفعاله وأقواله.

- كيف تُقيِّمون واقع المؤسسات المعنية بالشباب في الكويت؟

- ولله الحمد والمنة أولت دولة الكويت اهتماماً كبيراً بالشباب على المستويات كافة من رأس الهرم وحتى أصغر مؤسسة في الدولة تعنى بالشباب، وهذا واضح وجلي؛ حيث أولى صاحب السمو أمير البلاد اهتمامه الشخصي بالشباب وبقضايا الشباب؛ حيث لا يخلو أي خطاب لسموه في كل مناسبة وفي كل عام من توجيهاته وتوصياته وحرص سموه المتكرر على الاهتمام بالشباب، هذا من جانب ومن جانب آخر فهناك وزارة كاملة تعنى بشؤون الشباب وهي وزارة الدولة لشؤون الشباب، هذا فضلا عن الهيئات والمؤسسات المعنية بالشباب مثل: الهيئة العامة للشباب، والهيئة العامة للرياضة والأندية الرياضية والمراكز الشبابية، ولا ننسى وجود التسهيلات من قبل وزارة الشؤون للأنشطة التي تعنى بالشباب وتشجعهم على العمل الشبابي والعمل التطوعي، ونرى العدد الكبير من المبادرات والندوات والمؤتمرات السنوية الخاصة بالشباب، أيضا أولت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية اهتمامها من خلال الدروس الشرعية وخطب الجمعة وإقامة الندوات والأنشطة لتوجيه الشباب ونصحهم، ولا يخفى على أحد الدور الحيوي والمهم والواضح لوزارة التربية والتعليم من خلال مناهجها التعليمية والتربوية ودور وزارة الإعلام في الاهتمام بقضايا الشباب وتخصيصها البرامج والقنوات المرئية والمسموعة لدعم الشباب مثل وجود القناة الرياضية، وقناة إثراء، وحديثا إنشاء قناة تلفزيونية خاصة بالطفل، والكثير من القنوات والمنصات التي وفرتها الدولة لتشجع المشاريع الشبابية التنموية في مختلف الميادين، وتشجيع المبادرات الشبابية واحتضانها، ولكن التسابق والسرعة الرهيبة في انتشار الانحرافات الفكرية يعد تحديا كبيرا، ويحتاج إلى عمل جبار وتكاتف المؤسسات جميعها وحتى الأسرة والفرد نفسه؛ حيث إن الهدم سهل والبناء والتحصين يحتاج إلى وقت وجهد كبيرين.

- ما دور الجمعية في حماية الشباب من الانحرافات التي انتشرت في الآونة الأخيرة بينهم؟

- النظام الأساسي والأهداف التي أُنشئت من أجلها الجمعية الكويتية لتعزيز القيم تجيب عن هذا السؤال؛ حيث إنه لم يتقدم بفكرة إنشاء هذه الجمعية الإخوة الأعضاء المؤسسون إلا لإحساسهم وشعورهم الجاد بالمسؤولية تجاه المساهمة في حماية المجتمع وعلى رأسهم الشباب من هذه الانحرافات السلوكية؛ حيث تقوم الجمعية بعمل البرامج والأنشطة والدورات ودعمها، وإقامة المحاضرات واللقاءات السنوية لمكافحة هذه الظواهر الدخيلة على المجتمع من خلال تعزيز القيم المستمدة من الشريعة الغراء ومن عادات المجتمع الكويتي وتقاليده، وما البرامج والأنشطة التي ذكرناها في بداية هذا اللقاء إلا أمثلة على دور الجمعية في السعي لحماية الشباب من هذه الانحرافات، وذلك من خلال شغل أوقاتهم بما ينفعهم ويعود عليهم وعلى أسرهم وعلى المجتمع والدولة بالنفع والفائدة، تماشيا مع خطة التنمية الوطنية والمنبثقة عن تصور حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لرؤية دولة الكويت بحلول عام 2035 (كويت جديدة)؛ حيث ترسخ القيم، وتحافظ على الهوية الاجتماعية، وتحقق التنمية البشرية والتنمية المتوازنة.

ومن الأمثلة على الأنشطة التي قامت أو شاركت بها الجمعية الكويتية لتعزيز القيم بهذا الخصوص:

- إقامة دورة إعداد الكوادر البشرية لمواجهة مخاطر الإباحية، بالتعاون مع فريق تطوعي وبدعم من جمعية إحياء التراث الإسلامي.

- إقامة محاضرات لطلبة المدارس عن مشكلة العنف بين الشباب، بالتعاون مع مركز العون للاستشارات النفسية إقامة محاضرات لطلبة المدارس عن خطورة الإلحاد، بالتعاون مع وزارة التربية ووزارة الأوقاف.

- إقامة يوم ترفيهي مفتوح في مدينة الألعاب المائية، بالتعاون مع جمعية إحياء التراث الإسلامي، وقد حضره 1374 شخصا، تخلله مسابقات وخواطر لغرز القيم الإيجابية وتعزيزها.

- ما أبرز الجهود التي تقدمها الجمعية للشباب؟

- تسعى الجمعية الكويتية لتعزيز القيم لإيجاد البدائل المفيدة لإشغال وقت فراع الشباب بما هو مفيد، وذلك من خلال الأنشطة والبرامج المختلفة والمتنوعة؛ حيث نفذت الجمعية في عام 2018 -على سبيل المثال لا الحصر- الأنشطة التالية: إقامة الغبقة الرمضانية السنوية، المخيم الربيعي لتعزيز القيم لفئة المتوسط، المخيم الربيعي لتعزيز القيم لفئة الثانوي، المخيم الربيعي لتعزيز القيم لفئة الثانوي، العمرة السنوية للمتميزين من طلبة الثانوية، العمرة السنوية للمتميزين من طلبة المتوسطة، عمل 12 زيارة للتوعية بأخطار الإدمان بالتعاون مع وزارة التربية ووزارة الداخلية، المسابقات الالكترونية الهادفة وعددها 10 مسابقات، تصوير رسائل إعلامية هادفة موجهة وتنفيذها نشرها في حسابات التواصل الاجتماعية التابعة للجمعية، مسابقة أفضل فيديو هادف، حملة نحافظ عليها، الدوري الثقافي الرمضاني، تم عمل دورات تدريبية متنوعة، أكادمية العمل التطوعي لتشجيع الشباب، أهمية العمل التطوعي بالتنسيق مع جمعية إحياء التراث الإسلامي، الاهتمام بالمصليات في المدارس؛ حيث تم تجهيز 6 مصليات ببعض احتياجاتها المهمة.

- كيف تُقيِّمون إقبال الشباب على برامج المؤسسات الخيرية وأنشطتها وجمعيات النفع العام؟

- من خلال الملاحظة والمتابعة للأنشطة، ولاسيما الصيفية نجد أنه -ولله الحمد- الإقبال جيدا جداً على الأنشطة؛ حيث تجد التنوع والتميز من قبل كثير من الأندية الصيفية والأكاديميات التابعة للجمعيات الأهلية المختلفة؛ فنحن في الجمعية الكويتية لتعزيز القيم على سبيل المثال استقبلنا ما يزيد عن (3 آلاف طالب وموظف) تقريبا في مختلف الأعمار والمراحل من بداية هذا العام وإلى منتصف شهر 7 الجاري في مختلف الأنشطة والبرامج التي نفذتها الجمعية او ساهمت في تنفيذها، وبهذه المناسبة أحب أن أتقدم بالشكر الجزيل لكل من: الإخوة أعضاء الجمعية العمومية الكرام على اهتمامهم بالجمعية ومتابعة أعمالها ونصحهم وارشاداتهم للعاملين في الجمعية، والإخوة رئيس وأعضاء مجلس الإدارة الذين أخذوا على عاتقهم مسؤولية الإشراف والتوجيه والمتابعة المباشرة على أعمال الجمعية وأنشطتها وتوجيه العاملين إلى تنفيذ البرامج النافعة والمفيدة، والإخوة والأخوات العاملين في الجمعية من مدراء لجان ومن موظفين ومن مشرفين ومتطوعين الذين لهم الفضل بعد الله -تعالى- في إنجاز هذه البرامج والأنشطة وتنفيذها، الإخوة العاملين ومسؤولي اللجان والمراكز التابعة لجمعية إحياء التراث الإسلامي، الذين تشرفنا وسعدنا بالتعاون والعمل معهم من خلال الأنشطة والبرامج المشتركة مع الجمعية الكويتية لتعزيز القيم، فجزاهم الله جميعا خير الجزاء.

- ما أبرز مشكلات الشباب اليوم، ولاسيما في المجال القيمي؟

- لقد قامت الجمعية بعمل استبيان شارك فيه 73 شخصا، 35.6٪ إناث، 64.4٪ ذكور، مقسمين حسب التالي: 38.4٪ موظف، 27.4٪ معلم، 19.2٪ ولي أمر، 5.5٪ طالب، 9.9٪ (أعمال أخرى و لا يعمل).

     وكان نص السؤال: «استبيان لاختيار القيم والصفات المستحبة التي سيتم التركيز عليها ضمن أنشطة الجمعية»، وقد تم وضع 70 قيمة تم اختيارها من الصفات المستحبة المذكورة في موسوعة (نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم[) وتبينت النتيجة الاهتمام تدريجيا بالقيم التالية: الأدب، بر الوالدين، الإخلاص، حسن الخلق، الأمانة، تعظيم الحرمات، الاستقامة.

     وهذه النتيجة تعد مؤشرا مهما على أبرز المشكلات التي يقع فيها الشباب من وجهة نظر الشريحة والعينة التي أجابت على الاستبانة؛ حيث لو أخذنا أضداد هذه القيم لظهرت النتيجة أن لدينا المشكلات التالية: (خلاعة، فجور، فسق، فحش) وهي من أضداد الأدب، عقوق الوالدين وهي ضد بر الوالدين، (افتراء، غش، كذب، مكر، نفاق) وهي من أضداد الإخلاص، سوء الخلق ضد حسن الخلق، الخيانة ضد الأمانة، تصغير الحرمات ضد تعظيم الحرمات، الانحراف والاعوجاج ضد الاستقامة، وهذه بعض أهم مشكلات الشباب في المجال القيمي وأبرزها كما تفضلتم بالسؤال.

- ما أهم فترات الشباب التي ينبغي الاعتناء بها من وجهة نظرك؟

- جميعها مهمة ولكن الأهم هي فترات الشباب في المرحلة الثانوية والمرحلة الجامعية؛ وذلك بسبب تعرض هذه الفئة للبيئة خارج المنزل بصورة  أكبر.

 - ما أبرز المؤثرات على الشباب في واقعنا المعاصر؟

- التقدم التكنلوجي، وسهولة الوصول للمعلومة و التعرض لكل شيء بسبب أجهزة التواصل الإلكتروني، وألعاب الفيديو جيم وغيرها من الأجهزة.

- ما الرسالة التي تودون توجيهها للشباب؟

- أنصحهم بطاعة الله ورسوله، والتمسك بالأخلاق والقيم المستمدة من الشريعة الإسلامية والعادات والتقاليد الكويتية الأصيلة، واستغلال أوقاتهم بما ينفعهم من الأنشطة والبرامج المتوفرة في مؤسسات الدولة وانتقاء المناسب منها واختياره، والابتعاد عن الانحرافات الفكرية والسلوكية الدخيلة على المجتمع.

- كلمة أخيرة

- جمعية القيم -ولله الحمد- تسير بخطى صغيرة ولكنها ثابتة، وذلك لتحقيق رؤية الجمعية بالتميز في تعزيز القيم والأخلاق، ولاسيما أنها جمعية ناشئة، لا يتجاوز عمرها الخمس سنوات، ولا يسعنا في ختام هذا الحوار إلا أن نتقدم بالشكر للأخوة في المراكز الشبابية التابعة لجمعية إحياء التراث الإسلامي الذين تتعاون معهم الجمعية في مختلف الميادين التي تخدم فئة الشباب في دولة الكويت في أعمال الخير وبإذن الله القادم أفضل.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك