
مدير المركز الإعلامي الروهنجي ورئيس وكالة أنباء أراكان، صلاح عبد الشكور- الأزمة تحتاج إلى حلول جذرية لتخليص المسلمين من هذه المعاناة الدائمة
وفي حوار خاص للفرقان أكد مدير المركز الإعلامي الروهنجي ورئيس وكالة أنباء أراكان، صلاح عبد الشكور أن المسلمين في أراكان يتعرضون للتمييز العرقي والإبادة الجماعية منذ أكثر من 70 عامًا لأسباب عدة أهمها أسباب سياسية ودينية وعرقية.
أسباب سياسية
السبب الأول سبب سياسي؛ حيث قامت حكومة ميانمار بحرمان المسلمين من حقوقهم السياسية كافة، خوفًا من وصول المسلمين إلى سدة الحكم، أو حتى إلى حكم الولاية المليئة بالثروات.
أسباب دينية
والسبب الثاني سبب ديني وهو أن هذا العرق هو عرق إسلامي بالكامل وله جذور عريقة في المنطقة، وقد كانت تحكم مملكة أراكان كاملة قبل أن تحتل من حكومة بورما، ويخشون من انتشار الإسلام وتمكين المسلمين في هذه المنطقة.
أسباب عرقية
السبب الثالث لتلك المأساة هو سبب عرقي؛ لأن عرقية الروهينجا هي عرقية متكاملة وعددها كبير ومنافسة لعرقية الموغ البوذية، وحتى لا تتفوق العرقية المسلمة على عرقية الموغ البوذية لذلك كان التهميش لهذه العرقية ومحاولة تذويب هويتها وسحب مواطنتها وكافة الإجراءات القمعية التي تتخذها حكومة ميانمار لتحقيق ذلك.
أوضاع مذرية للغاية
وصف عبدالشكور الأوضاع الحالية للمسلمين هناك وصفها عبد الشكور بأنها أوضاع مزرية للغاية؛ حيث يتعرض المسلمون لعمليات وحشية من قبل جيش ميانمار، كما يتعرضون لحملات تطهير عرقي بنهج منظم؛ اضطر بسببها أكثر من 600 ألف مسلم للفرار إلى بنجلاديش منذ أكثر من 30 سنة؛ حيث يعيشون أوضاعاً مأساوية هناك، نظرًا لصغر مساحة دولة بنغلاديش، وكذلك ضعف إمكاناتها؛ حيث لا تستطيع أن تتحمل كل هذه الأعداد من اللاجئين.
شبهات وافتراءات
وعن المشككين في حقيقة الأحداث ووجود مبالغات في عرض الصور المأساوية للمسلمين هناك، قال عبدالشكور: نعم مع الأسف الشديد هناك من يردد هذه الشبهات والافتراءات، ولا شك أن ما يراه العالم من مقاطع فيديو وصور بالأقمار الصناعية للإبادة الجماعية، لا يحتاج إلى دليل وإثبات أكثر من ذلك، فكل هذه الانتهاكات واضحة للعيان.
الهدف من تلك الحملات الكاذبة
وعن الهدف من هذه الحملات قال عبد الشكور: وأما عن تحليلنا للهدف الذي يقوم به هؤلاء بنشر هذه الافتراءات فهو البحث عن الشهرة على حساب القضية، أو بعض المغرضين المزروعين من قبل حكومة ميانمار في الوطن العربي لبث روح التناقض في هذه القضية، وأنا من خلال موقعي ومن خلال العديد من المقابلات التي أجريتها مع الفارين من هذه المذابح أقول: إن ما يعرض في وسائل الإعلام لا يكاد يصل إلى 50 % مما يحدث على أرض الواقع؛ فهنالك صفحات مظلمة من الجرائم والانتهاكات، لم يستطع الإعلام الدولي أن يصل إليها بسبب فرض حكومة ميانمار حصارًا إعلاميًا وأمنيًا على الأحداث في ولاية أراكان.
صور مزيفة
وعن بعض الصور المزيفة التي انتشرت في وسائل الإعلام، قال عبد الشكور: نعم هناك عدد من الصور المزيفة التي لا تمت للقضية بأي صلة انتشرت في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي؛ وذلك بسبب جهل بعض الناس، وكذلك عاطفة بعضهم الآخر وحماسته، إلا أن الواقع يحوي أضعاف هذه الصور من الوحشية التي لم تصل للإعلام بعد.
التفاعل العربي والإسلامي
وعن التفاعل العربي والإسلامي مع هذه المأساة أكد عبد الشكور أنه تفاعل متواضع حتى الآن، وإن كان هناك حراك شعبي مع تجدد الأزمة يوحي بالتضامن والتكافل بين أبناء الأمة الإسلامية، ولكن على مستوى الدول ومستوى الحكومات فهو حراك متواضع، وهناك حالة من التراخي؛ حيث تحتاج قضية الروهينجا إلى حراك دولي كبير من قبل السلطات والدول المعنية بالأمر كافة؛ لأن الحكومات هي التي تملك زمام الأمور، وتملك الضغوطات الكافية ليحصلوا على حقوقهم، ومع الأسف تكتفي الدول بإصدار البيانات فقط، وهذا في ظني غير مؤثر؛ فالقضية كبيرة، وهي قضية إنسانية في المقام الأول؛ حيث يعاني بسببها شعب بأكمله، والأزمة تحتاج إلى حلول جذرية، وإلى حراك أكبر لتخليص المسلمين من هذه المعاناة الدائمة.
رسالة إلى المسلمين في أنحاء العالم
وفي ختام تصريحاته وجه عبد الشكور رسائل عدة إلى المسلمين قائلا: بدايةً أقول: إن الشعب الروهينجي هو شعب مسلم يريد الحفاظ على دينه وعلى العيش في وطنه في أمان وسلام، ونحن نحتاج أن يتكاتف معنا المسلمون ويتضامنوا معنا في قضيتنا من أجل نيل حقوقنا، ومن أجل الوصول إلى حل جذري لهذه القضية التي راح ضحيتها مئات الآلاف من المسلمين؛ بسبب سياسات حكومة ميانمار القمعية والعنصرية؛ لذلك نحن نوجه نداء للعالم أجمع وللأمة الإسلامية على وجه الخصوص أن يولوا هذه القضية اهتماما.
كذلك نحن نوجه أصحاب الفكر والقلم والرأي ممن لديهم الإمكانات والوسائل، أن يسعوا لإظهار هذه القضية، وأن يوجهوا أقلامهم وفكرهم من أجل نصرة المستضعفين لتمكينهم من الحصول على حقوقهم.
كما نوجه نداءً إلى الساسة وأصحاب الشأن وأولياء الأمور ومن بيدهم القرار أن يهبوا لنجدة إخوانهم فواجبهم كبير، كذلك نوجه نداءنا إلى العلماء والدعاة أن يولوا القضية اهتماما ويقوموا بدورهم في توعية الشعوب لحقوق إخوانهم وحثهم على نصرتهم بما يستطيعون.
لاتوجد تعليقات