رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: صادق عبدالله المسلم 28 مارس، 2016 0 تعليق

محـاربة الفسـاد

     حذرنا الله -تبارك وتعالى- من الفساد في الأرض، فقال:{وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ}(الأعراف: 56)، والفساد عاقبته وخيمة ليست على الفرد المفسد أو على المفسدين وحدهم، بل قد تعم المجتمع جميعاً، ولا يسلم أحد من العقوبة النازلة،يقول الله-تعالى: {وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}(الأنفال: 25)، وعن أم حبيبة، عن زينب بنت جحش أن النبي صلى الله عليه وسلم  استيقظ من نومه، وهو يقول: «لا إله إلا الله! ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه»، وحلق بإصبعه الإبهام التي تليها، قلت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: «نعم إذا كثر الخبث»، وإذا انتشرت المنكرات وفشت في الناس، ولم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر؛ فإن المجتمع معرض لعقوبة تحل به، جزاء ما عملوا، ولا يظلم ربك أحداً.

     فالسكوت عن المنكر عاقبته وخيمة، فقد يتعرض الجميع لعقوبة جماعية؛ لذا فمحاربة الفساد والتصدي له واجب على الجميع، فكل فرد على حسب استطاعته وقدرته، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه؛ ذلك أضعف الإيمان».

وما أجمل المجتمع عندما يكون نقياً من المنكرات التي تعكر صفوه، وتخلخل توازنه، فليتق الله المسلمون، وليؤدوا ما هو واجب عليهم من النصيحة،حتى يصلح المجتمع، ويسعد بالخير والأمن والاستقرار.

ومن صور محاربة الفساد:

- مراقبة أماكن الإفساد وإغلاقها عند ثبوت أدلة إدانتها.

     وعندما نقول المراقبة والتنبه، لا يعني هذا أن يؤخذ الناس بالظن والتشكك ويجعل الأصل فيهم الريبة وعدم الثقة؛ فهذا مما يتنافى مع أصول الإسلام؛ فالأصل في الناس السلامة، والبراءة وإحسان الظن بهم والتعامل على خلاف ذلك يوقع المجتمع في حرج وضنك كبير، ويظل المؤمن كذلك كيساً فطناً، مدركاً لما يجري من حوله.

- القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتناصح في الله، لبعض أصحاب المهن التي هي من المشتبه فيه في أقل الأحوال ونعني بذلك محلات بيع الأغاني وأشرطة الأفلام السينمائية، والأطباق الفضائية، والملابس الفاضحة، وهذه وإن كان الأمر فيها واضح الحرمة في نظر كل عاقل فضلاً عن العالم، إلا أنه لابد من الأمر بالمعروف ولو من باب: ومن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه.

- مناصحة أهل المعاصي الذين أسرفوا على أنفسهم، وتقريبهم إلى الله وتحبيبهم في الطاعة، فالمؤمنون ناصحون، وينصر بعضهم بعضاً ظالماً ومظلوماً، ومن صور التناصح التي يمكن أن يقوم بها الدعاة والفضلاء أو الوجهاء من أهل الحي زيارة السجون والإصلاحيات ونحوها، بغرض التوجيه والإرشاد.

وصور المحاربة كثيرة جداً، وإنما هذه بعض الصور التي يمكن أن يحارب الفساد من خلالها نسأل الله أن يوفقنا للخير، وأن يعيننا عليه،وأن يخلص مجتمعاتنا من المنكرات،ما ظهر منها وما بطن،والحمد لله رب العالمين.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك