متى يعود لنا قدسنا؟!
سألني صديقي متى يعود لنا قدسنا؟ فشكرته وأثنيت على سؤاله، وقلت له: أفقتني من غفلتي بسؤالك هذا، سؤال من أربع كلمات، لكنه دفعني أن أحاسب نفسي، وأراجع نيتي، وأنظر في اهتماماتي وأعمالي، وها أنا ذا قبل أن أجيبك أعقد العزم راجيا الصدق والعون من الرب -سبحانه وتعالى- في خطوات عملية، أن أجمع أولادي لأحكي لهم قصة القدس الأسير، أحكي لهم كيف ضاعت القدس؟ وكيف ظهر جيل صلاح الدين؟ وكيف عادت للمسلمين؟
سأجمع أبناء الحي عندي لنحفظ معًا سورة الإسراء والتين، سأُجالس أقاربي وجيراني نتدارس معا تفسير آيات الكتاب المجيد، وسنة النبي العظيم، وسيرة الصحب الكريم، أتعاهد نفسي أولا وإخواني وأبنائي وجيراني، لإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحفظ الدين، لترتج بنا المآذن، وتمتلئ بنا المساجد، ونكون في أوائل صفوف الفجر أجمعين.
سأحيي قضية القدس
سأحيي بقلمي وصوتي وعزمي قضية القدس في نفوس أبناء أمتنا من جديد، سأنشر الدين، وأُدافع المنافقين، وأكون قدوة تسري في العالمين، سأبني نفسي، وأُعلي مهاراتي وأقوي عزمي، وآخذ بالأسباب المادية والمعنوية للنصر والتمكين، لتعود أمتنا من جديد، وســـــتعود.
ستعود -بإذن الله
ستعود -بإذن الله- بجيل يخرج المحتل من أراضي المسلمين، جيل يحقق العبودية التامة لرب العالمين.
ليست قضية حكومات
فـقضية القدس يا صديقي ليست قضية حكومات تخضع حساباتها للمواءمات السياسية، بل هي قضية عقيدة لأمة مستباحة ضاعت منها الهوية.
يا صديقي، القدس ستعود عزيزة لديار المسلمين؛ فـذاك وعد الله، قال -تعالى-: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون}؛ فـمن حقق الشرط حقق الله له الوعد.
ستعود القدس يا صديقي، على يد من يربي أبناءه على حب الدين، من يربي أبناءه على كره بني صهيون، من يغرس لعدوه غرسا لا ينزعه إلا الموت، من يعد لهم جيلا لا يخاف إلا الله ولا يرجو إلا رضاه، حـــينئذ:
ســـنعودُ والأجيـــالُ تُصغِي
إلى وَقع الخُطى عند الإياب
ونُحيي ليـلة العيـدينِ فيهـا
ونَدخل قدسـنا من كل بـابِ
الخلاصة يا صديقي
الطريق إلى عودة القدس لأحضان أمتنا، لن يكون إلا بالتمسك بديننا وهويتنا والاعتزاز بذلك وإعلانه في المحافل كلها، وتفعيل ذلك على كل المستويات، ثم السعي والعمل الدؤوب بعد ذلك، للحفاظ على بلادنا من التشرذم والتقسيم المخطط لها، والعمل على اتخاذ اللازم لامتلاك قرارتنا السياسية، طبقا لمصالح أمتنا الخالصة التي لن تكون، إلا إن اعتمدنا أولا على الله ثم على أنفسنا بتنمية علمية، واقتصادية مستدامة، توفر لشعوبنا حاجتها المطلوبة، وتمكننا من زراعة أرضنا، وبناء مصانعنا، وصناعة أسلحتنا، لنستطيع تحرير مقدساتنا بأيدينا .
أولويات العمل المطلوب
ولا خلاف أن من أولويات العمل المطلوب منا حاليا يا صديقي، دوام النصح المتتابع لهذا الجيل الحالي الذي غابت عنه كثير من المفاهيم الصحيحة لأسباب النصر والتمكين، وضوابط الولاء والبراء، وأنواع الجهاد ومراتبه، ومسائل الإيمان والكفر، وفقه المصالح والمفاسد.
لاتوجد تعليقات