متى يعود لنا عزنا ومجدنا ونحرر أرضنا ومقدساتنا؟
متى يعود لنا عزنا ومجدنا ونحرر أرضنا ومقدساتنا؟ أمنية يرددها الكثير من شباب الأمة الإسلامية في ظل حالة الضعف، والذل، والهوان، والتشرذم، والاختلافات الفكرية، وغلبة المصالح الشخصية، واستعار الشهوات الفانية.
والحقيقة أن الأمنيات النافعة ليست مجرد أقوال، إنما هي أعمال دؤوبة صادقة لمعالجة تلك الانحرافات الحادثة، والرجوع بالشاردين عن دينهم إلى مجدهم وعزهم .
الحقيقة أننا إن لم نستطع أن نجاهد أنفسنا وشهواتنا؛ فلن نستطيع أن نجاهد أعداءنا، ولن نقدر على أن نحرر مقدستنا، ونرفع الذل عن ديارنا.
الحقيقة أننا إن لم نستطع أن نحرك أقدامنا لنَصُفّها بين يدي ربها في صلاة الفجر في مسجد حيّنا؛ فلن يتحرك أحد لتحرير قدسنا ولن يشرق فجر عزنا ..
الحقيقة أنه إن لم (يتناس) شبابنا هؤلاء المتلاعبين بعقولهم كذاك (الميسي) و(رونالدو)، و(يتذكروا) سيرة الفاتحين من أجدادهم كعمر الفاروق وصلاح الدين؛ فلن نستطيع إلا البكاء على ما يفعله بنا الأعداء.
الحقيقة أننا إن لم نستبدل ذلك (البكاء) الذي ينتاب أحدنا حين خسارة فريقه أو فقدان حبيبه (بالبكاء) على سجادة الصلاة ومع آيات القرآن؛ فلن يكون لعودة مجدنا من سبيل .
الحقيقة أننا إن انسلخنا من هويتنا ولم نتعلم تفاصيل ديننا، وتركنا الحبل على غاربه للعملاء من بني جلدتنا يهدمون أصول ديننا في نفوسنا ونفوس أبنائنا من بعدنا، فقد حكمنا على أنفسنا بالذل طيلة عمرنا.
الحقيقة أننا إن لم (نخطط) من الآن لبعث أمتنا من جديد بإعداد جيل يتربى على أن الولاء يكون للدين وأن الكره يكون لأعداء الدين، فلا يكون ولاؤه للمشرق ولا للمغرب، ولا يخاف إلا الله، ولا يرجو إلا رضاه؛ فسيستمر أعداؤنا في تنفيذ مخططاتهم التي أعدوها لاستئصال أمتنا من سنين.
الحقيقة أننا إن لم نستبدل تلك الأوقات التي نضيعها على وسائل التلاهي الاجتماعي في القيل والقال ومتابعة الأخبار، بالعمل والعلم والترقي والبناء؛ فلن نرتقي بأمتنا ولن نعيش بكرامتنا.
الحقيقة أننا إن لم نزرع طعامنا، ونصنع سلاحنا، ونوفر حاجاتنا من داخل بلادنا، فلن تقوم لنا قائمة، وستظل مقدراتنا بيد غيرنا، ولن تكون لنا قيمة تذكر بين الأمم من حولنا.
الحقيقة أننا إن تمكن حب الدنيا من قلوبنا، وتناسينا آخرتنا، ولم نراجع ديننا؛ فلا سبيل لعزنا أو نصرنا؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: «إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلًّا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم».
الحقيقة أننا إن لم نغير من أنفسنا؛ فلن تتغير أحوالنا، قال -عز وجل-: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} (الرعد : 11).
لاتوجد تعليقات