رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. مصطفى أبو سعد 17 فبراير، 2014 0 تعليق

متى يحـدث الصدام مع المراهق؟(4) كرم المشاعر سيؤدي إلى حسن تدفق الحوار


كريت لوين: تهميش المراهق وعدم الاعتراف به بوصفه شخصا يسهم في تعميق أزمته

من المهم أن يغير الأهل والمربون من طريقة تفكيرهم تجاه الفئة المراهقة

جرب أن تشترك وتستمتع معه في أنشطة عامة يحبها أو رحلات أو العاب و تعلم كيف ترفع معنوياته

من الحكمة عند التعامل مع المراهق أن ننتبه إلى النتائج التي قد تترتب على سلوكياتنا وردود أفعالنا؛ لئلا تكون النتائج كارثية أو خطيرة، ولاسيما عند الصدام مع المراهق؛ لأن نتائج هذا الصدام تأخذ أشكالا وصوراً دفاعية كثيرة مثل:

1 - البحث عن الأمن والحرية والاستقلال خارج المنزل، فتظهر عندنا مشكلة الهروب من المنزل، أو المبيت المتكرر خارجه والنفور من بيئة الأسرة.

2 - كثرة الانتقاد لسلوك الكبار وتصرفاتهم من حوله، ولاسيما أفكار والديه وتصرفاتهم اليومية ولباسهم وطريقة كلامهم.

3 - افتعال المناقشات الحادة المصحوبة بالصوت المرتفع؛ لتأكيد شخصيته وإبرازها مستقلة عن الآخرين.

4 - توجيه الغضب الداخلي إلى غير الوالدين، وهو ما يسمى بـ(إعادة توجيه المشاعر)؛ حيث يقوم المراهق بتوجيه غضبه نحو شخص آخر مثل أخيه الصغير، أو ابن الجيران، أو صديق في المدرسة.

5 - وأخطر ما في الموضوع أن يلجأ المراهق إلى سلوكيات يشعر من خلالها براحة البال المؤقتة، ونسيان الهموم والبعد عن المشكلات ولو لفترة، كشرب الدخان، أو تعاطي المخدرات.

المراهق العدواني ينشأ في الغالب وسط أسرة خالية من العطف والحنان والاهتمام

كيف نتعامل معهم؟

من المهم أن يغير الأهل والمربون من طريقة تفكيرهم تجاه الفئة المراهقة، ومتى تغيرت طريقة التفكير، تغيرت النظرة وطرائق التعامل معهم.

     إن رؤيتنا لمرحلة المراهقة - التي أبرزتها في المقدمة - المبنية على أنها مرحلة خطيرة ومشكلة عويصة، تجعلنا نمارس التربية من مواقع غير فعالة في احتواء المراهق؛ وهذه المواقع تعبر عن فلسفة تربوية ورؤية تتحول إلى أساليب - في رأيي - ضاغطة منفرة للمراهق ويجب على الأهل والمربين الانتقال من هذه المواقع السلبية لبدائل أكثر إيجابية وفاعلية.

الأدوار الجديدة المطلوبة من الأهل والمربين للتعامل مع المراهقين:

من                              إلى

الوصاية                                الرعاية

   التهميش                                المشاركة

التشكيل                                 التنمية

   المراقبة الصارمة                       الحرية المسؤولة

 الخوف عليهم                           الثقة بهم

                                                                                                                                                   الوعظ والتوجيه                          التفاعل والإتقان

الحاجات النفسية للمراهق

أكثر المواقف التي يحدث فيها الصدام مع المراهق تنبع من:

عدم تفهم الكبار للحاجات النمائية للمراهق، أو عدم السعي لإشباع هذه الحاجات بحكمة، ولاسيما الحاجات النفسية؛ مما يدفعه إلى إشباعها بطرائق مختلفة، قد تكون صحيحة، وقد تكون خطأ.

     ونحن بدورنا نشير هنا إلى الاحتياجات النفسية، وهي من أهم احتياجات المراهق، ولا تقل أهمية عن الغذاء والدواء واللعب، الاحتياجات النفسية ينبغي للأهل والمربين أن يرعوها حق الرعاية، ويهتموا لإشباعها كما يهتمون لإشباع الحاجات الأخرى للمراهق، كالحاجة إلى الطعام والشراب، والحاجة إلى الذهاب للطبيب عند المرض؛ لأن الحاجات النفسية لها تأثير عجيب في سلوك المراهق وحياته، ونذكرها هنا باختصار؛ لأننا قد فصلناها في كتابنا (التربية الإيجابية من خلال إشباع الحاجات النفسية للطفل)، وتحدثنا فيه عن تلك الحاجات الأساسية، وأهمية إشباعها، وعن الطرائق السليمة لإشباعها.

إذا هو بحاجة إلى:

- الحاجة إلى الاطمئنان والطمأنينة والاستقرار النفسي.

- الحاجة إلى الاهتمام والشعور بتقدير الذات.

- الحاجة إلى الحب والود المتبادل.

- الحاجة إلى المدح والتشجيع والثناء المنضبط.

- الحاجة إلى القبول، وتقدير المحيط له، واعتراف الآخرين به.

- الحاجة إلى الحرية والشعور بالاستقلالية.

- الحاجة إلى الحياة الاجتماعية والشعور بالانتماء.

- الحاجة إلى النجاح والإنجاز.

- الحاجة إلى التأديب والتوجيه والإرشاد.

- الحاجة إلي الإيمان (التربية الدينية).

نصائح من ذهب:

حتى نتجنب وقوع الصدام مع المراهق، أو للتقليل من عدد المواقف التي يحدث فيها الصدام، نقترح على الأهل والمربين بعض النصائح التي تمكنهم من مراعاة الخصائص النمائية للمراهقة وتلبية احتاجاتها، ولاسيما النفسية.

- أشركه في القضايا التي تهمه، وأقنعه قبل إشراكه.

- دربه على المشاركة والتفاعل مع المجتمع الذي يعيش فيه (الأسرة، والمدرسة، والأصدقاء).

- أتح له المجال للتعبير عن ذاته ومشاعره، وساعده على بناء قدراته في التعبير عن مشاعره.

- جرب أن تشترك وتستمتع معه في أنشطة عامة يحبها أو رحلات أو العاب.

- أشركه في أعمال جماعية تعاونية.

- زوده بالمعلومات والمعارف التي يحتاجها، ووفر له ما يرغب في تعلمه.

- حاوره، ثم حاوره، ثم حاوره، ولكن ليس بعد المشكلة مباشرة، أو في أجواء مشحونة متوترة.

- دربه منذ البداية واتفق معه على معايير اختيار (الصحبة، والمجموعة، والأقران).

- كن مصلحا اجتماعيا، لا مجرد واعظ أو راو للقصص.

- امتلك مهارات تمكنك من حسن التعامل معه، ولاسيما مهارة الاستماع والإنصات والحوار والإقناع.

- تعلم كيف ترفع معنويات المراهق وتبني الطموح لديه وتنشئ الدوافع الإيجابية.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك