رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 24 يناير، 2011 0 تعليق

متحدثًا عن ضرورة تصحيح المسار في مخيم تراث الجهراء عثمان الخميس: السلفية ليست عباءة تلبس بل هي منهج حياة يجب التزامه

 

فيما أسماها وقفة لتصحيح المسار أوضح الداعية الكويتي فضيلة الشيخ عثمان الخميس أن النهج السلفي الذي  يلتزم بكتاب الله وسنة نبيه [ على فهم سلف الأمة ليس عباءة تلبس بل هو منهج حياة يجب علينا أن نلتزمه وندعو إليه ونطبقه واقعا لا مجرد دعاوى تلوكها الألسن، جاء ذلك في المحاضرة المتميزة، والتي ألقاها في المخيم الربيعي التاسع عشر الذي تنظمه جمعية إحياء التراث الإسلامي - فرع محافظة الجهراء حملت عنوان (حلاوة الالتزام) وحضرها جمهور غفير امتلأت به قاعة المخيم وأدارها الشيخ صالح بن حسين العجمي وذلك في منطقة استراحة الحجاج في محافظة الجهراء. 

     وبدأ الخميس محاضرته بذكر نعم الله على الإنسان التي لا تعد ولا تحصى، ومن هذه النعم  أنه لم تنل أمة من الأمم رسولا كمحمد [ ولا كتابا كالقرآن الكريم ولا شريعة أتم من هذه الشريعة، فواجب على المسلم أن يشكر الله على هذه النعمة بل وأن يحدث بها ومن باب التحديث بها لا نستحي من كوننا أن نتمسك بكتاب الله وسنة نبيه [ على فهم سلف الأمة، وأن نعتز بهذه النعمة، ونحن مرفوعو الرأس فنظهرها ونعمل بمقتضاها في أخلاقنا وفي معاملاتنا ومع أنفسنا وأهلنا وأولادنا ومع الخلق جميعا.

       وأوضح الخميس أن كثيرا من الناس يدعو هذه الدعوة لكنها ربما تكون هذه الدعوة فارغة لأنهم لم يطبقوها واقعا ولم يعيشوها حياة حيث يكون المسلم متبع للنبي [ ومعظما لسنته فإذا بلغته سنة النبي لا يقدم أي شئ عليها أبدا، وإذا تعارض فهمنا مع فهم الصحابة نقدم فهم الصحابة على فهمنا متسائلا: وإلا كيف نكون سلفيين إذا؟ فلا ينبغي أن نترك هذا النهج ويجب أن نتمسك به ونعلمه الناس؛ لأننا نحن الذين نملك العقيدة والمنهج الصحيح، فيجب علينا بالمقابل أن نصحح كثيرا من المسارات ومنها ألا تكون الدعوة إلى الله ضعيفة حيث أنه لما اعترى الدعوة إلى الله في بعض المراحل قصور وتكاسل بادر غيرنا باستلام زمام المبادرة. وبيّن الخميس أنه من المفرح الالتزام بدين الله، وأن يتكامل هذا الالتزام وينعكس أثره في تعاملنا مع أهلنا وبيوتنا، وأن نحرص على طلب العلم وأن تكون مجالسنا عامرة بكتاب الله وذكره ، وأن تكون دعوتنا حقيقية وليست مجرد أقوال لا تصدقها الأفعال فنحن لا نريد أن نكون من أولئك الذين قال الله فيهم: {يأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون} أو كما يقول تبارك وتعالى عن آخرين {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم} ،فنحن لدى بعضنا تقصير ولكن أبشركم بأن من يتمسك بكتاب الله وسنة نبيه [ تمسكا حقيقيا هو على خير عظيم وعلى ثغر عظيم أيضا. وحذر الخميس المتمسكين بهذا النهج في هذا العصر بأن الناس في كل مكان لم يعودوا يستمعون إليكم  فقط بل هم أصبحوا يسمعون منا أو من غيرنا سواء في بلادنا أم في خارجها، فإن شاب هذه الدعوة شيء من القصور فلن  ينال الناس خيرا، وحتى نحقق الخير للناس علينا أن نراجع أنفسنا وأن ننظر أين نضع أقدامنا فإن هذا الطريق يحتاج إلى علم وصبر ومثابرة وحكمة. وأضاف الخميس أن قضية الدعوة  إلى الله على نهج سلف الأمة  تعيش لدى بعضنا مرحلة التردد  فما زال بعضنا يستحيي من تعريف نفسه بأنه سلفي، حتى أصبح دعاة الباطل يعيبون ما عليه من الحق، وأصبح بعضهم يتجرأ على من يتمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وبسبب هذا الحياء قصر البعض في إنكار المنكر وإيصال المعروف حتى وصل الأمر لدرجة أن أصبح أهل المنكر ينكرون المعروف، مسترشدا بمواقف البعض في المجتمع حينما ينكر على المرأة المستترة التي تغطي وجهها، ولا ينكر على المرأة المتبرجة مرجعا سبب ذلك كله إلى أنه لما ترك أهل الحق وظيفتهم وواجبهم تجاه الناس وتراجع دورهم أصبح هناك فراغ لم يملأه سوى غيرهم.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك