رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. أمير الحداد 12 يوليو، 2011 0 تعليق

ما لن نُسأل عنه

 

أشك أن العاقل يشغل نفسه أو يضيع وقته فيما لن يسأل عنه يوم القيامة.. ولاسيما أن الذي سيسأل عنه واضح بيّن ويمكن أن يشغل كل أوقاته ويزيد.

كنت أتهيأ للإجابة عن سؤال شقيقتي حول ترتيب الأنبياء في السماء عندما مر عليهم الرسول [ في رحلة المعراج.

- نلتزم بما ورد في الأخبار الصحيحة.. من باب الإيمان بما ثبت، من قضايا الغيب، كقاعدة عامة، أما أن ندخل في تفاصيل لم تثبت، فهذا من إضاعة الوقت فيما لا فائدة منه.

- ولكن أطفالنا يأتون بأسئلة من مدارسهم حول ترتيب الأنبياء، وتاريخ الإسراء والمعراج، وعدد الأنبياء الذين صلى بهم الرسول [، وهكذا، ويطلبون منا الإجابة عن هذه الأسئلة ليشاركوا في المسابقة.

- أنا لا أنتقد سؤالك ولكن أبيّن للفائدة، وهذا ما فعله الرسول [ عندما سأله ذلك الرجل: «متى الساعة يا رسول الله؟ قال: ما أعددت لها؟ قال: ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة ولكني أحب الله ورسوله.. قال: أنت مع من أحببت» متفق عليه.. فبين الرسول [ أنه لا ينبغي أن يكون هم الإنسان وقت قيام الساعة؛ لأنه ليس من شأن أحد.. بل الذي يهم ما يعده الإنسان لقيام ساعته.. (موته).. وهكذا بالنسبة للإسراء والمعراج فهي رحلة تفضل الله بها على رسوله [ ليريه من آياته الكبرى.. يثبته يسليه.. يريه من أنباء الغيب فيراه عين اليقين.. فنؤمن بالأخبار الصحيحة الثابتة.. ولكن أعظم ما يمكن أن نتمسك به من رحلة الإسراء، تعظيم شأن الصلاة والمحافظة عليها، فهي العبادة الوحيدة التي فرضت في السماء، وبيّن الرسول [ جزاء من ينام عنها.. فرآهم [ ترضخ رؤوسهم بالحجارة، وذلك أن رؤوسهم كانت تتثاقل عن الصلاة المكتوبة، وهذا سيكون يوم القيامة، وكذلك رأى جزاء من يطلق الكذبة فتنتشر في الآفاق، تشرشر أفواههم إلى أقفيتهم.. مرة إلى هذه الجهة ومرة إلى الجهة الأخرى، وكذلك جزاء من يحمل الأمانات ولا يؤديها، وهكذا، نؤمن بهذه القضايا أنها من الغيب، ونعمل على تجنبها، هكذا نحقق المراد من هذا الحدث العظيم الذي ابتدأ الله ذكره بقوله {سبحان}.. دليل تنزيهه وتعظيمه.

- لدي سؤال آخر.. آمل ألا يكون (فيما لن نُسأل عنه).. عندما قال [: إنه سمع صريف الأقلام.. هل هذا هو القدر الذي تكتبه الملائكة؟ وإذا كان كذلك أليس القدر قد كتب قبل خلق السموات والأرض بخمسمائة عام؟!

- إن صريف الأقلام الذي سمعه الرسول [ هو ما تكتبه الملائكة.. وهو ما ينزل من اللوح المحفوظ على مراحل وإلا فكل شيء قد كتبه الله قبل خلق السموات والأرض، وهذا الذي تكتبه الملائكة ينزل من السماء السابعة إلى السماء الدنيا، سنويا، ثم ينزل إلى الدنيا وفق ما أراد الله تعالى، وهذا يدخل ضمن الإيمان بالقضاء والقدر الذي ربما نفصله في جلسة أخرى إن شاء الله.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك