رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.بسام خضر الشطي 10 يونيو، 2013 0 تعليق

ما الذي يحدث في تركيا؟

     المظاهرات، والمواجهات، والاعتصامات، والفوضى بين مجموعة شعبية، ظاهرها أنها لا تريد البناء على ساحة التقسيم، لأنها متنفس لهم، وتمثل أتاتورك، وقد سماها أتاتورك مدينة العشاق لنشر الفساد، وهي أغلى قطعة موجودة في تركيا؛ لأنها تجمع الأسواق القديمة، والفنادق العريقة، وملتقى لجميع الأقليات المقيمة في تركيا، ومحلا لتجمع الفئات المعارضة، وقيل إنها كانت مركزا لأكبر مسجد هدمه أتاتورك.

     والحقيقة أن الذي يقود الاحتجاجات والفوضى هم أحزاب علمانية، ويسارية، وعلوية، وذلك لأنهم يلمسون أن الهوية التركية ستتغير من علمانية إلى تيار محافظ، وهذا ما أزعجهم.

     ولو تأملنا كثيرا لوجدنا أن حزب العدالة والتنمية الذي نجح في الانتخابات التي أجريت هناك عام 2002، ولدورتين متتاليتين، بأغلبية ساحقة استطاع أن يسدد ديون تركيا، وأن يرفع إنتاجها، من الصناعات والزراعة، ورفع سقف التصدير، واستطاع أن يجلب السواح إليها، وعاشت في أمن وأمان، ولا سيما بعد أن وقع مع الحزب الكردي بنزع السلاح، واستطاع توفير فرص عمل كثيرة، وإعادة هيبة تركيا، حتى إن الحكومة الصهيونية اعتذرت ورضخت إليه، واستطاع أن يقف مع قضية الشعب السوري ضد الطاغية بشار وجنوده، وحزب اللات وإيران وغيرها من الدول، التي أثرت وما زالت تؤثر على المشهد السوري وتعقيده وإبادته والتمثيل بهم، ودك سوريا بأشد الأسلحة فتكا.

     الطيب أردوغان قام بإجراءات دقيقة، لم يجرؤ أحد على القيام بها، من منع بيع الخمور في ساعات المساء، في تدرج واضح، ووقف بعض المظاهر الأخلاقية المستفزة، والسيئة، والفاسدة، وهذا لا يرضي أصحاب السوء ودعاته.

     ونجد أن مجموعة كبيرة من أتباع المجرم الأسد من العلويين، يقودون أحزابا وقيادات في الجهاز العسكري يحاولون بالاتفاق مع الأحزاب العلمانية، عرقلة الدور التركي الداعم للشعب السوري، في قضيته العادلة، مع مجرم العصر وسفاحه وأتباعه الأشرار.

     والمجمع المزمع بناؤه مخطط له في لوحة كبيرة، قبل ثلاثة أشهر، وبه مجمع ضخم، ومسجد، وحديقة، ومواقف سيارات، ومطاعم، وغيرها ليكون مركزًا اقتصاديا ضخما.

     لقد كشفت أجهزة الأمن التركية، أن الانفجارين الأخيرين في الريحانية، كشفا تورط مجموعات تركية طائفية معارضة، متصلة بنظام الأسد، وموجة العنف الأخيرة تصب في الاتجاه الحاقد نفسه، على استقرار تركيا، وهذه الفئات تعتقد أن بانتهاء المجرم بشار، لن يكون لها دور، ولذلك قام الأسد بمساعدتهم وتحريضهم؛ للقيام بسلسلة أعمال تخريبية، من أجل أن تنشغل تركيا عنه، وهناك أجندات خارجية، لا تريد لتركيا الرجوع إلى هويتها المحافظة؛ لأن هذا حتما سيؤثر على أوروبا بشكل أو بآخر، وتم ضبط 15 عنصرًا إيرانيا، يعطي الأموال للمتظاهرين ويحرضهم.

     الطيب أردوغان بدأ بتغيير الأسماء إلى أسماء الخلفاء العثمانيين، فأطلق اسم السلطان (سليم الأول) على الجسر الثالث المزمع تأسيسه في اسطنبول، وهو السلطان الذي هزم الإيرانيين، وفتح تبريز في إيران، ولذلك إيران متورطة في الأحداث الأخيرة.

     والذي أثار المتظاهرين أن الجماهير المؤيدة للحكومة واسعة النطاق، ولها حضور قوي في جميع الوزارات، والهيئات العسكرية وغيرها، ولذلك يريدون تشويه صورة الحكومة؛ حتى تنهزم ويُطوى سجلها، وتتوقف عن التطور والتنمية، والوصول إلى أعلى سلم.

     أصعب ملف مطروح هو الملف الطائفي؛ لأن الذي يقوده هم اتباع المجرم بشار، وأثاروه بشكل كبير، ويتبع المجرم بشار في طائفته، قرابة المليون فرد، ولا يستبعد أن يبرم هؤلاء صفقات مع العلمانية، التي انتهت أو قاربت على الانتهاء، ولذلك عاشوا في صراع قرابة العشر سنين ضد التغيير في الجيش، والقضاء ورجال الأعمال والوزارات، ولم يكن لديهم إلا العنف وإشاعة الفوضى، ويراهنون على الإعلام في الدعم والإثارة.

     أردوغان استطاع أن يقلل من خطر قوى المعارضة، التي لم يكن لها أثر على الواقع التركي، بل جعجة من غير بصمة واضحة للنجاحات الاقتصادية التي تشهدها تركيا، ولذلك فالاستمرار معناه تقليل السواح والتصدير، ومزيد من الخسائر على  الاقتصاد، والتخريب المتعمد.. نسأل الله السلامة للجميع.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك