ماذا ترك القبوريون لله؟!
لا يخفى على أحد من المسلمين، أن أعظم ذنب عصي الله به هو الشرك به -جل وعلا-؛ وذلك بأن يجعل العبد لله -عز وجل- مشاركاً له في صفة من صفاته، أو في أمر يختص به -سبحانه وتعالى- دون غيره، وقد سمى الله -تعالى- الشرك ظلماً، بل هو أعظم الظلم كما قال الله -تعالى- عن لقمان في موعظته لابنه {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} (لقمان:13)، وكيف لا يكون ظلماً، وقد أعطى الجاهلون لمعبوداتهم أعظم مما أعطوه لخالقهم ورازقهم ومحييهم ومميتهم؟؛ ولهذا كان للظلم شؤم وسوء عاقبة في الدنيا والآخرة؛ فالشرك لا يغفره الله -تعالى-: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً} (النساء:48).
قال -تعالى-: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً} (النساء:116) والمشركون بالله -تعالى- حرم الله عليهم الجنة، واستحقوا الخلود في النار قال -تعالى-: {إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} (المائدة:72), والشرك محبط للأعمال جميعها التي عملها الإنسان في الدنيا ولو كثُرت, قال -تعالى-: {وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (الأنعام:88) والمشركون قذف الله في قلوبهم الرعب, ونزع من قلوبهم الأمن, وابتلوا في أنفسهم وأولادهم وأهليهم, قال -تعالى-: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} (الأنعام:82) وقال -تعالى-: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً} (الجن:6) أي: إثماً وخوفاً وهلعاً، إلى غيرها من العقوبات المعجلة في الدنيا والمدخرة في الآخرة.
لاتوجد تعليقات