رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 1 يونيو، 2015 0 تعليق

ماذا بعد اجتماع قادة الجيوش العربية بالقاهرة؟

القوة العربية المشتركة ستظل حديث الشارع العربي لفترة طويلة، ولا سيما مع تزايد الصراعات داخل غالبية البلدان العربية التي قد تنتظر تكوين تلك القوة لمساعدتها في تحقيق استقرارها، ولا شك أن وجود مثل هذه القوة تبعث في النفوس أملاً يراود الكثيرين من أبناء الأمة العربية، الذين طالما حلموا باجتماع الدول العربية على هدف مشترك ولا سيما في المجال العسكري، لعله يعيد للأمة جزءًا من مجدها الضائع، وعزها المفقود، ويبقى السؤال ماذا بعد هذا الاجتماع؟

ضرورة العمل الجماعي

     أكد رؤساء أركان الجيوش العربية في اجتماعهم على ضرورة العمل الجماعي المشترك لإيجاد حلول عربية لقضايا المنطقة، وعلى أهمية تكوين تلك القوة لتمكين الدول العربية من التعامل بفاعلية مع التحديات الراهنة، كما شدد رؤساء الأركان على ضرورة الاستجابة لمعالجة الأزمات التي تنشب في المنطقة بما فيها عمليات التدخل السريع وغيرها من المهمات ذات الصلة، التي تستهدف توظيف هذه القوة لمنع نشوب النزاعات وإداراتها وإيجاد التسويات اللازمة لها، وكيفية استخدام هذه القوة بما يحفظ استقرار الدول العربية وسلامة أراضيها واستقلالها وسيادتها.

أهم قرارات الاجتماع

- بداية لم يجر بعضهم الاتفاق على حجم هذه القوة؛ إذ طرح أن يكون حجمها واحدًا في كل الأحوال، في حين اقترح آخرون أن يحدد حجم القوة بناء على الحالة الراهنة في كل مرة تتدخل فيها هذه القوة عسكريًا.

- تم الاتفاق على تشكيل مجلس أعلى للدفاع يضم وزراء الدفاع والخارجية في الدول الأعضاء في القوة على أن يجتمع مرة واحدة سنويا بدولة المقر.

- لرؤساء الأركان الحق في الاستعانة بما تحتاجه القوة من خبراء، في حين تساهم كل دولة عضو بعناصر عسكرية برية وبحرية وجوية طبقا لإمكاناتها وتحدد المساهمة في ميزانية القوة المشتركة السنوية وفقا لقرار المجلس الأعلى.

- تم الاتفاق على وضع خطط التدريب المشتركة مع بقاء القوات داخل حدود دولها، ويكون الاستدعاء السريع للقوات بعد طلب التدخل من الدولة الراغبة في ذلك.

تساؤلات مهمة

من جانبه أكد الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء نبيل فؤاد أن هناك أسئلة مهمة يجب الإجابة عنها قبل البدء في تكوين هذه القوة منها: ما الهدف الحقيقي من تلك القوة؟ وما مهامها؟ وما مصادر تمويلها؟ وما أماكن وجودها؟، وبالتالي فالإجابة عن تلك التساؤلات سيحدد مصير هذا التكوين.

وتابع: القوات التي سيتم تكوينها يجب أن تكون قوات خفيفة الحركة، مثل قوات الانتشار السريع، وأيضًا تكون قوات رئيسة مكونة من دبابات وآليات عسكرية، هذا إلى جانب القوات الجوية والبحرية.

ولفت إلى أن غياب التوافق الكامل على تكوين القوة المشتركة يجعل الغموض يسيطر على مصيرها، متسائلاً هل تلك القوة ستتدخل في الأزمات الخارجية أم الداخلية للبلدان الأعضاء؟ وماذا لو حدث تمرد من جانب مواطني بعض الدول مثلما يحدث في اليمن وليبيا وسوريا؟

سيناريوهان للاتفاق

بدوره قال الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء محمد علي بلال، إن الجيش العربي المشترك بداية لتوحد البلدان العربية عسكريًا، مضيفًا أن استمرار تفعيل القوى العربية المشتركة أمر ضروري، وأوضح أن «هناك سيناريوهين، ستسير عليها الدول العربية:

- الأول: تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك، وعمل حلف عربي مكون من مجموعات من القوات العربية.

- والثاني: أن يتم اختيار دولة عربية للتدريبات وإعداد غرف للعمليات، ويتم فيها تجميع كل قوات التحالف العربي ليتم تدريبهم ونقلهم عسكرياً.

وأشار إلى أن تحديد مهمة القوة العربية المشتركة، سيحدد مدى قوتها وتأثيرها في المنطقة، لافتًا إلى أن تلك القوة يجب أن تكون تحت قيادة مشتركة ولا يمكن أن تكون تحت قيادة دولة بعينها، حتى لا يحدث اختلاف بين صناع قرارها.

لم الشمل العربي

من جانبه أكد اللواء طلعت موسى الخبير العسكري والاستراتيجي، أن القوى العربية الموحدة تستهدف إلى لم الشمل العربي، مضيفًا أن كيفية تنفيذ تلك القوى على أرض الواقع، ترجع إلى القيادة العسكرية التي قد تقوم بتلك المهمة.
وأوضح الخبير العسكري أن آليات تنفيذ تلك القوى لم تتحدد بعد، لكن بكل تأكيد، أنه عقب دخولها حيز التنفيذ، فستتكون تلك القوى من كل الدول العربية، كما أنها ستختلف في نوع القوات المشتركة، من الصاعقة والمظلات وغيرها، وستختلف في نوع الطائرات الحربية والناقلة للمقاتلين.

- أخيرًا: يبقى السؤال هل ستتحول هذه القرارات إلى مشاريع عملية على أرض الواقع؟ أم تظل حبرًا على ورق؟ ويظل المثل القائل اتفقنا على ألا نتفق، ويحبط الأمل الذي راود الشعوب العربية في التئام الشمل مرة أخرى والتوحد على هدف سام؛ نسأل الله ألا يحدث ذلك! 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك


X