رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. صالح عبدالكريم 9 نوفمبر، 2015 0 تعليق

ماء زمزم في حياة العلماء!!

لم يزل العلماء على مر الأعصار، وفي مختلف الأمصار، يحرصون على شرب ماء زمزم لحاجات مختلفة، ونوايا متنوعة؛ انطلاقا من حديث «ماء زمزم لما شرب له» الذي رواه أحمد وابن ماجه وحسنه ابن حجر والألباني، والذي قال النووي فيه: «وقد جربه العلماء والصالحون لحاجات أخروية ودنيوية؛ فنالوها بحمد الله تعالى، وفضله» تهذيب الأسماء واللغات (م ٣ / ص  ١٣٩)،  وقد لفت نظري الاستعانة بماء زمزم لحفظ العلم، وحسن الفهم، وجودة التصنيف، وبلوغ رتب الأفذاذ في العلم؛ فأحببت أن أنقل شيئا من سير القوم في هذا الباب؛ راجيا من الله أن ينفع به.

 ١ - جاء في كتاب: (شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام) لمحمد الحسني المكي (م ١ ص ٣٣٨):

أن الإمام الشافعي شرب زمزم للعلم، فكان فيه غايته، وللرمي؛ فكان يصيب العشرة من العشرة!

٢- جاء في كتاب (تذكرة الحفاظ) للذهبي (م ٢ / ص ٢٠٨):

 قيل: لابن خزيمة يوما: «من أين أوتيت العلم ؟ فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ماء زمزم لما شرب له»، وإني لما شربت ماء زمزم، سألت الله علما نافعا».

٣ - جاء في كتاب (تاريخ دمشق ) لابن عساكر (م ٤٥ / ص ٣٠٨):

 قال ابن المقرئ: «كنا عند ابن عيينة، فجاءه رجل، فقال: يا أبا محمد ألستم تزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم  قال: «ماء زمزم لما شرب له»،  قال نعم، قال فإني شربته لتحدثني بمئتي حديث!!» قال: اقعد فحدثه بها».

٤ - جاء في كتاب (الصلة)لابن بشكوال ص  ٥١٥:

أن الحاكم النيسابوري قال: «شربت زمزم، وسألت الله أن يرزقني حسن التصنيف» قلت: ولعل هذا السر في أن مصنفاته تجاوزت الألف!

٥ - جاء في كتاب (المنتظم) لابن الجوزي (م ١٦ ص ١٣٤):

عن الخطيب البغدادي أنه لما حج شرب من ماء زمزم ثلاث شربات وسأل الله ثلاث حاجات... ومنها أن يحدث بتاريخ بغداد فحصل له.

٦ - جاء في كتاب (العواصم من القواصم) لابن العربي المالكي ص ١٦ قوله عن نفسه:

«وكنت أشرب ماء زمزم كثيرا، وكلما شربت نويت العلم والإيمان، ففتح الله لي ببركته المقدار الذي يسره لي من العلم....».

٧ - جاء في كتاب (الصلة) لابن بشكوال (م ١ ص ٣١٠):

 في ترجمة سليمان بن هشام الغماز أنه لما ورد زمزم سأل الله العلم وفهم القرآن فآتاه الله علما عظيما بكتابه، حتى قال عن نفسه: «أما القرآن فما أحسب أن بأرضي أعلم به مني».

٨ - جاء في كتاب (التكملة لكتاب الصلة) لابن الأبار (م ٤ / ص ١٨٨):

 أن يحيى الأنصاري القرطبي شرب زمزم لحفظ القرآن فتيسر عليه حفظه في أقرب مدة.

٩ - جاء في كتاب (الضوء اللامع للسخاوي) (م ٤ / ص ١٠٩):

 في ترجمة البلقيني: «أنه لم يكن له تقدم اشتغال بالعربية، فلما حج شرب زمزم لفهمها، فلما رجع أدمن النظر  فيها فمهر فيها في مدة يسيرة».

١٠ - جاء في كتاب (الغاية في شرح الهداية في علم الرواية للسخاوي) (م ١ / ص ٦٥):

في ترجمة محمد ابن الجزري: «كان أبوه تاجرا، ومكث أربعين سنة لم يرزق ولدا، فحج وشرب ماء زمزم، وسأل الله أن يرزقه ولدا عالما، فولد له الناظم بعد صلاة التراويح من ليلة السبت...».

١١ - جاء في كتاب (الإعلان بالتوبيخ) للسخاوي (ص ٤٧٢):

أن ابن حجر شرب ماء زمزم ليصل إلى مرتبة الذهبي في الحفظ والفطنة.

١٢ - جاء في كتاب (حسن المحاضرة) للسيوطي (م ١ / ص  ٣٣٨):

«لما حججت شربت ماء زمزم لأمور: منها أن أصل في الفقه إلى رتبة سراج الدين البلقيني، وفي الحديث إلى رتبة الحافظ ابن حجر».

هذه قطوف سريعة في شرب ماء زمزم بنية العلم والحفظ والفهم وحسن التأليف وبلوغ رتب العلماء؛ رزقنا الله وإياكم الإخلاص في القول والعمل.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك