مؤسسة (بيت الأعمال).. الذراع الاقتصادية للدعوة السلفية في مصر
مؤسسة (بيت الأعمال) House Of Business مؤسسة تنموية مجالها الاقتصاد الإسلامي «الحلال»، أسستها الدعوة السلفية»، فهي المؤسسة الاقتصادية والمالية الأولى التي تخرج من رحم التيار السلفي في مصر.
وهي مؤسسة مستقلة «غير هادفة للربح للعاملين بها»، أنشأها في مصر بعد ثورة الـ 25 من يناير 160 من رجال الأعمال الأعضاء في (الدعوة السلفية) و القريبين منها، مستفيدين من أجواء الحرية التي شهدها المجتمع بعد رحيل نظام مبارك.
يقول المهندس محمد سعيد، عضو مجلس أمناء المؤسسة: إن بيت الأعمال كيان اقتصادي مرجعيته الأولى متمثلة في (الدعوة السلفية) فهي ذراع اقتصادية لنا، كما أن حزب «النور» ذراعنا السياسية. ويعرف سعيد بيت الأعمال بأنها مؤسسة أهلية يحكمها قانون الجمعيات الأهلية، حصلت على الإشهار الرسمي في مارس من العام الحالي.
وتنطلق المؤسسة التي يعمل بها عدد كبير من الأكاديميين والشباب الاقتصاديين الناشطين من ذوي الاحترافية في استخدام الوسائل الحديثة المتعلقة بالتقنية والميديا والإدارة، من أهداف عدة، أهمها:
- توفير البيئة المناسبة للاستثمار والتنمية محليا وإقليميا ودوليا، وتهيئة بيئة خاصة لرجال الأعمال لتغيير ثقافة العمل الحر في مصر إلى ثقافة التكتلات والعمل الجماعي، والمشاركة في تنمية المجتمع.
ويوضح سعيد أن أنشطة (بيت الأعمال) تتضمن شقين: الشق الأول خيري تنموي، والشق الثاني (بزنس) وإدارة أعمال، مشيرا إلى أن الجانب الخيري كبير ومتعدد ويأتي على رأس الأهداف التي قامت عليها المؤسسة مثل: كفالة الأيتام والأرامل، وإطعام الطعام، وتقديم المساعد عند الكوارث، وإعالة الفقراء والمعوزين.
أما جانب (البزنس) فهو جانب المؤسسة ويشمل كافة أشكال إقامة المشاريع، وخلق فرص عمل حقيقية للناس إسهاماً في حل مشكلة البطالة. مؤكدا أنهم مهتمون بالأخذ بقواعد (البزنس)في كافة أنشطتهم: «حتى عمل الخير أيضا نريد أن نحوله لبزنس»، ويضيف: «فبدلا من أن أعطي الفقير مالا يأكل به، أقيم له مشروعا يتعيش منه وينتج للمجتمع».
- وتابع: الحاكم الأول لكافة أنشطتنا «الحرام» فهو الخط الأحمر الذي لا يمكن القبول بالاقتراب منه في أعمالنا.
لكن بالرغم من ذلك يؤكد القائمون على «بيت الأعمال» أن المؤسسة مفتوحة أمام الجميع من كافة التوجهات والانتماءات، مشيرا إلى أنها تضم مسيحيين في عضويتها ممن قبلوا بشروطها «أنها لا تعمل في شيء حرام».
وأوضح أن للمؤسسة «ميثاق شرف» بين العاملين فيها مهما كان توجههم أو معتقدهم «لا بد للكل أن يوقع عليه أولا» قبل أن ينخرط في المؤسسة. ويشتمل على: قيم إيمانية - قيم أخلاقية - قيم سلوكية - قيم فنية - قيم أخرى...، وهي تعد مرشداً وموجهاً له في العمل وأساساً لتقييم أدائهِ ومحاسبته عند التقصيرِ أو التعدي.
- سعيد يقول: إن للمؤسسة «لجنة حوكمة» لحل المشكلات بين رجال الأعمال داخليا ولإصلاح ذات البين إذا ظهر خلاف بينهم قبل اللجوء إلى القضاء الرسمي. ومن خلال مرجعية الدعوة السلفية الشرعية فهم غالبا ما يلجؤون إلى الدعاة والمشايخ إذا استشكل عليهم أمر «نأخذ الرأي الفقهي والشرعي فيه».
تقول كلمة للأمين العام للمؤسسة، المهندس حسام صلاح: «مع التمسك بالمبادئ والأخلاق والقيم النبيلة، جاءت رسالة بيت الأعمال لتضع خارطة طريق ومنهجاً واقعياً لتنفيذ كل فكرة ومبادرة للقضاء على الفساد والفقر والجهل، والذي عانته الأمة على مدار عقود طويلة».
وتتخذ المؤسسة المالية السلفية من منطقة (زيزينيا) في الإسكندرية مقرا رئيسا لها، ويرأس مجلس أمناء المؤسسة المهندس محمد عبد الفتاح «أبو إدريس» الرئيس العام للدعوة السلفية بعضوية 9 رجال أعمال أبرزهم: الدكتور بسام الزرقا، نائب رئيس مجلس الأمناء ورئيس المجلس التنفيذي، المهندس حسام صلاح، الأمين العام، والدكتور وليد السيد، المدير التنفيذي، والدكتور محمد سعيد، وإيهاب عبد الجليل، والمهندس إبراهيم رجب، والمهندس محمد السبخي، والمهندس محمد النجار.
وتتكون المؤسسة من 6 لجان رئيسة، هي: لجنة الاستثمار، لجنة تنمية المجتمع، لجنة المشروعات، لجنة الإعلام، لجنة الموارد، لجنة العضوية، وتهدف الجمعية إلى توجيه جميع أرباح المشاريع إلى تنمية القرى الفقيرة في إنشاء مستشفيات ومدارس وتطوير العشوائيات.
وأطلقت «بيت الأعمال» مشروعات عدة أولها شركة للاستشارات الهندسية للمساعدة في إعداد دراسات الجدوى لـ 4 شركات قابضة يتم طرحها للاكتتاب العام بالبورصة المصرية خلال العام الجاري.
ومخطط لها التوسع خلال الخمس سنوات القادمة في إنشاء مشروعات صغيرة ومتوسطة في كافة محافظات الجمهورية. يقول محمد السبخي، عضو مجلس الأمناء: إن المؤسسة تستعد لإطلاق بعض المشروعات لتنشيط السوق المصرية بمشاركة العديد من رجال الأعمال، كما تعتزم طرح بعض المشروعات للاكتتاب العام لتحقيق المشاركة المجتمعية في تحقيق النمو الاقتصادي المرتقب خلال الفترة المقبلة.
وبعد تأكيدات محافظ البنك المركزي، الدكتور فاروق العقدة، صعوبة التوجه لإنشاء بنك إسلامي في الفترة الحالية، قال محمد السبخي: إن التفكير الآن يأتي في إطار شراء رخصة لبنك إسلامي وتولي إدارته وإعادة هيكلته وفقاً لتوجهات الحزب لحين إصدار تشريع من البرلمان القادم يجيز تأسيس بنك إسلامي.
وقد رصدنا نشاطا حثيثا للمؤسسة منذ إنشائها: ففي منتصف سبتمبر الماضي أسست «بيت الأعمال» شركة «بيت العرب للسياحة» برأسمال يزيد عن 5 ملايين جنيه مصري، من خلال أسهم يمتلكها (35) من رجال الأعمال، ويرأس مجلس إدارة الشركة المهندس أشرف أحمد نصير، والمهندس محمد أحمد عبد العظيم نائبا، ووليد عبد الحميد العضو المنتدب.
ففي 23 سبتمبر الشهر الماضي وجهت المؤسسة الدعوة لحضور فعاليات معرض صحارى الدولي بقاعة المؤتمرات بمدينة نصر بالقاهرة، وزيارة جناح شركة (كيم جلاكسي للكيماويات) إحدى شركات المهندس محمد النجار، أمين الاستثمار وعضو مجلس أمناء بيت الأعمال.
وفي 9 أكتوبر الجاري شاركت بيت الأعمال في المؤتمر الدولي Euromoney conference وهو واحد من أكبر المؤتمرات الدولية السنوية في مجال المال والأعمال والذي عقد بقاعة المؤتمرات في فندق فيرمونت في القاهرة.
وفي 11 أكتوبر شارك وفد من بيت الأعمال في فعاليات مؤتمر (موصياد) العالمي للأعمال في تركيا الذي حضره رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، وقالت المؤسسة إنها تسعى إلى دعم التعاون في مجال الأعمال بين رجال الأعمال المصريين والأتراك وفتح سبل جديدة للاستثمار في مصر.
وفي 17 أكتوبر قامت المؤسسة بتنظيم حفل افتتاح (دار التوحيد الجديدة) التي تعد من أكبر دور تعليم القرآن الكريم في محافظة الإسكندرية، وحضر الحفل عدد من كبار شيوخ الدعوة السلفية على رأسهم: الشيخ سعيد عبد العظيم، نائب رئيس الدعوة السلفية وعضو الجمعية التأسيسية لوضع الدستور، والدكتور أحمد فريد.
لاتوجد تعليقات