رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: القاهرة - الفرقان: أحمد عبد الرحمن 1 أكتوبر، 2012 0 تعليق

مؤسسات الدعوة نجحت في الحفاظ على هوية الجاليات الإسلامية ووقفت حائط صد دون ذوبانها في المهجر-مسيرة الدعوة الإسلامية في أوروبا ونجاحات متتالية

رغم ما يواجه الجالية المسلمة في أوروبا -التي بلغ عددها بحسب إحصاءات غير رسمية ما يقرب من عشرين مليون نسمة من صعوبات وحملات تشويه ومخاوف شديدة يبرزها اللوبي الصهيوني من احتمال تحول القارة الأوروبية إلى قارة إسلامية في عام 2050؛ حيث سيشكل المسلمون القادمون من المهجر الكتلة السكانية الأولى في ضوء تراجع معدلات التناسل في القارة الأوروبية- إلا أن مستقبل الوجود الإسلامي هناك يبدو مبشرًا جدًا في ظل حالة التمدد في عدد من البلدان الأوروبية لدرجة أن بلدانًا بحجم فرنسا وبريطانيا خصصت أماكن ومناطق معينة لإقامة الجالية المسلمة، بل إن ضواحي في بريطانيا أصبحت تطبق أحكام الشريعة الإسلامية هناك لدرجة أن قاضي المحكمة الإسلامية في لندن أكد أن مدينة الضباب لن تحدث فيها جريمة واحدة إذا طبقت أحكام الشريعة الإسلامية.

 

قيود وصعوبات

     وقد كثر الحديث عن تنامي المد الإسلامي في أوروبا فضلاً عن حملات التخويف الشديدة من خطر الإسلام في القارة الأوروبية انعكس في إجراءات عدة منها الحملة على المآذن التي شهدتها سويسرا وبلدان عدة أخرى وما سبقتها من حملة مماثلة على الحجاب والنقاب ووضع بلدان أوروبية أخرى قيودًا على جمع شمل العائلات وثالثة وضعت القيود نفسها على جلب الدعاة المسلمين لتوعية ذويهم في القارة الأوروبية، وشددت على ضرورة إخضاعهم لاختبارات صعبة ناهيك عن صدور تصريحات عدائية للإسلام من مرجعيات دينية وسياسية في أوروبا بعد تقرير اللوبي الصهيوني عن أسلمة القارة العجوز، إلا أن الجالية المسلمة استطاعت امتصاص هذه الأزمات وخرجت منها بأقل الخسائر.

دعوة ذاتية

     إن الأمور أخذت بعدًا أكثر تفاؤلاً بعد إقبال الآلاف من مواطني البلدان الأوروبية الأصليين على اعتناق الإسلام يومياً وفي عواصم أوروبية معروفة بعدائها للإسلام مثل روما وباريس وأمستردام ودبلن دون أن يكون هناك دور دعوى بارز للمؤسسات الإسلامية في القارة العجوز يسوغ الإقبال المتنامي على الإسلام، بل إن عدداً من المفكرين الغربيين أكدوا أن الطابع الخاص والروحي الذي يتمتع به الدين الإسلامي هو عامل دعوي ذاتي لهذا الدين دون أن يتزامن مع أي جهود دعوية ذات قيمة داخل بلدان القارة العجوز باعتبار أن المسلمين أمضوا عقودا طويلة في القارة العجوز لا شاغل لهم إلا اكتساب لقمة العيش.

ترس في آلة

     غير أن هذه الأجواء شهدت تغييرا خلال السنوات الأخيرة تمثل في سعي مسلمي أوروبا وجالياتهم لتطوير أدوات العمل الدعوي الإسلامي في أوروبا سواء للحفاظ على هويتهم الإسلامية أم لمحاولة تثبيت أقدام الإسلام في القارة العجوز مستغلين تراجع دور الكنيسة في حياة الأوروبيين لدرجة أن مئات من الكنائس اضطرت خلال الأعوام الأخيرة لإغلاق أبوابها لعدم وجود رواد فضلا عن تنامي المد غير الديني أو الإلحادي في القارة الأوروبية وافتقاد المنظومة الأوروبية لأي قيم روحانية؛ مما دعا كثيرا من الأوروبيين للبحث عن بديل لهذه الحياة المادية التي حولت المواطن الأوروبي إلى ترس في آلة تطحنه الحياة بطابعها القاسي، وهو أمر لم يجد تعاطيا إيجابيا من جانب مؤسسات الدعوة الإسلامية في أوروبا التي ما زالت في طور نموها الأول أو لنقل الثاني دون أن تلتمس الطريق الصحيح.

ورغم عدم تحقيق الدعوة الإسلامية لأهدافها إلا أنها شهدت تطوراً إيجابياً خلال السنوات الماضية تمثل في وجود ما يقارب 7700 مسجد في جميع بلدان الاتحاد الأوروبي بارتفاع زاد على 50%خلال السنوات العشر الماضية رغم أن هذه السنوات كانت تالية لأحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 التي شهدت السنوات التالية لها أكبر حملات تضييق على الوجود الإسلامي وزيادة القيود على المؤسسات الإسلامية من جانب الحكومات الأوروبية التي تبنت خيار الهجرة المنتقاة ووقفت حائط صد ضد الهجرة غير المشروعة أو القادمة لأهداف اقتصادية بحتة وتبنت سياسات تضييق ضد الجاليات الإسلامية.

     وشهد العمل الدعوي الإسلامي في أوروبا توسعا ملحوظا إذ نمت نمواً ملحوظاً أعداد المؤسسات المنضوية تحت لافتة اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا؛ حيث ضم في عضويته مؤسسات دعوية عامة وتخصصية كالمؤسسات الشبابية والطلابية والنسائية وبعض المؤسسات المهنية في 28 قطراً أوروبياً، كما قام بإنشاء مؤسسات أوروبية مركزية تخصصية تقدم خدمات كبيرة للمسلمين في أوروبا، وهي اليوم مؤسسات كبرى قائمة بذاتها.

تأهيل شرعي

     وعلى الدرب نفسه يأتي المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية وهو مؤسسة تعليمية وله فروع ثلاثة في فرنسا وفي بريطانيا ويضم ثلاث مؤسسات: معهد اللغة العربية، ومعهد تحفيظ القرآن، والكلية الأوروبية للدراسات الإسلامية، ويضم اليوم ما يقارب 500 طالب بدوام كامل ومثل ذلك يدرسون بالانتساب والمراسلة بهدف تخريج جيل من المسلمين في أوروبا من الجنسين يحملون العلم الشرعي والمعرفة بواقع الحياة في المجتمع الأوروبي ويقومون مستقبلاً بإدارة المراكز وإمامة المساجد الإسلامية في أوروبا، فضلاً عن هدف آخر هو الارتقاء بالمعلومات الشرعية لمدراء وأئمة المساجد والمراكز الإسلامية الحالية من الدارسين بالانتساب.

     وعلى الدرب نفسه يأتي، المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، وهو مؤسسة علمية تمثل مرجعية دينية للمسلمين في أوروبا ويضم أكثر من ثلاثين من أهل العلم في مختلف دول أوروبا ومن مختلف الأعراق والمذاهب ومن علماء أفاضل من خارج أوروبا، والمنتدى الإسلامي الأوروبي للشباب والطلاب  وهو مؤسسة تضم اليوم أكثر 40 مؤسسة شبابية وطلابية قطرية على الساحة الأوروبية، فضلا عن الوقف الأوروبي وهو مؤسسة وقفية خيرية واستثمارية تعمل لتأمين الدعم المالي للمؤسسات الإسلامية في أوروبا «ومقرها بمدينة بيرمنجهام ببريطانيا مما ساهم في استقرارها ونموها وتطورها» إضافة إلى دعم وإسناد حاجات المسلمين في جوانب الحياة المختلفة ولاسيما الاجتماعية والتعليمية.

 

منارة إسلامية

     وفي الوقت الذي يؤخذ على الدعوة الإسلامية عدم تحقيقها لأهدافها بشكل كامل إلا أن هذا لا يخفي أن هناك عددا من النجاحات التي حققتها الدعوة الإسلامية في أوروبا منها مظاهر النمو الإسلامي وانتشار المعالم الإسلامية في عدد من البلدان الأوروبية وفرنسا وألمانيا وبريطانيا خصوصا الأخيرة التي تحولت إلى أكبر مراكز الدراسات الإسلامية الشرقية، بعد أن كانت يومًا ما منارةً للأدب الإنجليزي؛ بل إن الأمر قد وصل إلى أن يستمع أهالي (أكسفورد) الأذان خمس مرات يوميا في صمت عميق لأجراس الكنائس، ووصل الأمر إلى أن عددا كبيرا من مسلمي بريطانيا يرغبون في العيش في ظل أحكام الشريعة بل وصل الحد بالإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس لوضع قيود على التعرض للإسلام بالانتقاد أو الانتقاص بل إن مناخ الحرية الذي تتمتع به الدعوة الإسلامية قد خلق رأيا عاما بين مسلمي البلاد بضرورة تطبيق حد الردة على المرتدين عن الإسلام والمفارقين لحظيرته.

اعترافات متتالية

     وقد انعكست النجاحات التي حققتها الدعوة الإسلامية في أوروبا على حالة التنسيق بين المؤسسات الإسلامية في عدد من الأقطار الأوروبية، كالمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية في فرنسا الذي يضم معظم المؤسسات الإسلامية في فرنسا، وهو ما تكرر في بريطانيا؛ حيث يشكل تمثيلا شبه رسمي للمسلمين في بريطانيا، وهو ما يتكرر في بلدان أوروبية عدة وهي سياسة نجحت في توحيد صف الجاليات المسلمة وكلمتها أمام الحكومات الأوروبية بشكل قد ينعكس على تنامي الاعترافات بالإسلام كدين رسمي في البلدان التي لعبت فيها الخلافات العرقية دورا في تفتيت أصوات المسلمين وتفويت الفرصة عليهم للحصول على حقوقهم كاملة في بناء المساجد والمدارس وتطبيق الشريعة الإسلامية على أحوالهم الشخصية.

حملات تشويه

     من النجاحات أيضا التي حققتها مؤسسات الدعوة الإسلامية في أوروبا أنها عملت على التصدي ولو نسبيا لحملات تشويه صورة الإسلام التي أدى اللوبي الصهيوني دورا كبيرا في تكريسها في نظر الأوروبيين لدرجة دفعت مرة مسؤولا إيطاليا رفيع المستوى وهو رئيس مجلس الشورى للدعوة لوقف المد الإسلامي والتصدي له مبديا انزعاجه من النجاحات التي تحققها الدعوة الإسلامية وكيف أفلحت في إقناع مواطنين أوروبيين باعتناق هذا الدين رغم الحملات التي تشن عليها، بل عملت بقوة على الحفاظ على هوية المهاجرين الدينية وربطهم بتعاليم الدين الحنيف وباللغة الأمة وتصدت بقوة لمحاولات تذويبهم في المجتمعات الغربية.

     ومع هذا فمن المنصف التأكيد أن الأنشطة والفعاليات الدعوية قد تصاعدت خلال السنوات الماضية عبر عقد سلسلة مؤتمرات تعريفية عن الإسلام عقدت في فرنسا وإيطاليا وألمانيا وسويسرا وغيرها من البلدان، فضلا عن أيام الإسلام في أوروبا التي نجحت إلى حد ما في تحسين صورة الإسلام وعدم تكريسها بوصفها ديناً يدعو للعنف والإرهاب وكراهية الآخر، وأطلعت الجانب الأوروبي على حق أبناء الجالية في الحفاظ على حقوقهم واحترام هويتهم بما انعكس على تنامي مظاهر الأسلمة في القارة الأوروبية ومنها السماح لهم بإنشاء المساجد والمحاكم الشرعية ومؤسسات الذبح الحلال.

     بل إن هذه المؤسسات الدعوية قد أفلحت في إيجاد رأي عام أوروبي رافض لحملات تشويه الرموز الإسلامية كما حدث في أزمة الرسوم المسيئة في الدانمارك وفرنسا وهو ما ظهر جليا في إصدار دول أوروبية مثل بريطانيا وبلجيكا وبعض الولايات الألمانية قوانين تحظر ازدراء الدين الإسلامي وتفرض عقوبات على من يقدم على هذه المخالفة بل ووقفت حائلا دون توسع دول أوروبية في فرض قيود على ارتداء الحجاب أو النقاب والسير وفق النهج الفرنسي؛ حيث خاطبت هذه المؤسسات السياسية والدعوية بالإشارة إلى أن هذه الخطوات ستعرقل اندماج هذه الجاليات في هذه المجتمعات بل ستجعلها تسلك طريق مقاضاة هذه الحكومات أمام محكمة حقوق الإنسان الأوروبية باعتبار مثل هذه الممارسات تمييزية.

غياب المؤسسية

     وفي ظل هذه النجاحات النسبة فإن هناك مآخذ شديدة على الدعوة الإسلامية في القارة الأوروبية بحسب الدكتور سعيد اللاوندي الخبير في الشؤون الأوروبية في مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية في (الأهرام) والذي يري أن غياب الطابع المؤسسي للعمل الدعوي الإسلامي في القارة الأوروبية والمنهجية والأدوات الواضحة أفقد مثل هذا العمل الجمعي زخمه وحصره في حيز ضيق يتمثل في الحفاظ على هوية الأجيال الثانية من المهاجرين المسلمين وربطهم بأوطانهم وعقيدتهم ومنع ذوبانهم في هذه المجتمعات.

     ويرى أن مسيرة الدعوة الإسلامية ورغم دورها في تحسين صورة الإسلام والحد من آثار وصمه بالإرهاب وخلق نوع من التعاطف معه إلا أن الصراعات السياسية والعرقية والرغبة في النفوذ السياسي بين الدول المصدرة للمهاجرين قد ألقت بظلالها على هذا الجهد وحولته إلى جزر منعزلة وفرغت هذه الجهود من مضمونها رغم أن هذا التعدد العرقي كان يمكن استخدامه لصالح الدعوة في مجتمعات تعشق الرأي والرأي الآخر.

     ولفت إلى أن جهود الدعوة الإسلامية في أوروبا قد وقفت حائلا دون نجاح مؤامرات المؤسسات الكنسية هناك لمحاولة صبغ الأجيال الثانية والثالثة التي ولدت في أوروبا بالصبغة الأوروبية وحافظت إلى حد كبير على هويتهم ومع هذا يجب أن تراعي هذه المؤسسات الطبيعة الخاصة للأجيال الثانية والثالثة للمسلمين في أوروبا وتتبني أساليب مختلفة عن المعمول بها في دول المنطقة باعتبار أن ذلك يناسب هذه الأجيال وكذلك نظراؤهم الأوروبيون الذين نشؤوا في بيئة تقدس العقل والمنطق، وهو أمر تحترمه الدعوة ويمكن أن يكون منطلقا لاكتسابها أرضية جديدة كل يوم في القارة العجوز.

     وشدد د.اللاوندي على أهمية وجود تنسيق ودعم بين المؤسسات الدعوية الإسلامية في أوروبا ونظيرتها في المنطقة، حيث يجب على المنظمات الدعوية والمنظمات السياسية مثل الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي أن تعضد هذه المسيرة الدعوية بوصفها قناة اتصال بين العالم العربي والإسلامي وبلدان المهجر.

مدارس( الإند نايت)

     من المهم الإشارة إلى أن مناخ الحرية التي تمتعت به الدعوة الإسلامية في القارة الأوروبية نتيجة لحالة طمأنينة من جانب الدوائر الغربية بأن طابع الإسلام المختلف عن البيئة الثقافية الأوروبية لن يجد له آذانا مصغية في القارة الأوروبية وهو ما ظهر عكسه، قد أفرز كذلك عددا من الظواهر الإيجابية منها نظام المدارس الإسلامية في بلدان الاتحاد الأوروبي التي تتضمن ثلاثة نظم تعليمية: الأول يقتصر على تدريس المقررات الشرعية واللغة العربية، والثاني يخلط بين المقررات الشرعية والمناهج العامة، والثالث مدارس (الإند نايت) التي تمنح طلابها حزمة مقررات شرعية بعد انتهاء دوامهم في المدارس، والأنظمة الثلاثة تتيح لطلابها الالتحاق بالجامعات الغربية على أُسس إسلامية صحيحة.

     وفي الوقت الذي نجحت هذه المدارس في صبغ أبناء المهاجرين بالصبغة الإسلامية وقدمت لهم وجبة شرعية جيدة تحفظ لهم الحد الأدنى من هويتهم الدينية في ظل الطابع الاستقلالي لهذه المدارس وعدم تدخل البلدان المستقبلة في شؤونها إلا بقدر مخالفاتها للاعتبارات الفنية، فإن هذه التجربة لم تحقق المأمول بسبب ما واجهها من صعوبات.

     ويجمل الدكتور مرزوق أولاد عبد الله أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة نوتردام الحرة الصعوبات التي واجهت تجربة المدارس الإسلامية في أوروبا في استغلال بعض الجهات المعادية للوجود الإسلامي لانتشار المراكز والمدارس الإسلامية باعتباره خطراً كامناً يهدد المجتمعات الغربية، ويمثل فيروساً داخلياً ينخر في بنيانها ولذلك لابدّ من التصدي لأي تمثيل للمد الإسلامي داخل المجتمعات الغربية وتقزيمه.

     فضلا عن افتقار المدارس الإسلامية إلى الأساسيات المهمة مثل تأهيل المعلمين، والاعتماد على مناهج تعليمية مبنية على أسس نفسية واجتماعية تتناسب والتركيبة السكانية لمسلمي الغرب؛ مما أفقد هذه المدارس الثقة عند كثير من أولياء الأمور المسلمين.

انتقادات شديدة

     تواجه هذه التجربة صعوبات عديدة، والكلام مازال للدكتور أولاد عبد الله، بشكل يهدد استمرار المدارس الإسلامية، ومنها افتقار معظم المدارس لاشتراطات المبنى التربوي، فمعظمها مقامة في داخل جمعية أو مركز إسلامي، مما عرض هذه المدارس لانتقادات شديدة؛ بل إن بعض البلديات الأوروبية أعطت بعض المدارس مهلة زمنية لمعالجة مشكلة المبنى، وهددت باحتمال تعرضها للإغلاق إذ لم تصل لحل هذه المشكلة.

     في السياق ذاته بحسب أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة نوتردام الحرة تفتقد المدارس الإسلامية في أوروبا الكوادر اللازمة للقيام بالتدريس؛ نظراً للاعتماد على الإمام أو الشيخ في المسجد لتعليم العلوم الشرعية أو استقدام أساتذة ومعلمين من العالَميْن العربي والإسلامي لا يدرك أغلبهم عقلية المسلم الأوروبي، غير أن المدارس الإسلامية تعمل جاهدة حالياً لتوفير كوادر محلية من خلال تدريس الإسلام في بعض الجامعات، كما هي الحال في ألمانيا، بشكل يخلق نوعا من التفاؤل حول مستقبل هذه التجربة وما تواجهه من تحديات كثيرة تتطلب جهوداً مضاعفة من التربويين والدعاة والجمعيات الإسلامية لينهضوا بها من عثراتها، ولاسيما أن أمامها طريقاً طويلاً لتحقيق أهدافهاالتي تسعى إليها.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك