مؤتمر الرياض هل يوحد المعارضة السورية العسكرية والسياسية تجاه حل الأزمة السورية؟
عُقِدَ في العاصمة السعودية الأربعاء الماضي أعمال مؤتمر الرياض الذي يجمع أكبر طيف من المعارضة السورية بمستوييها السياسي والعسكري لأول مرة، وبحضور أكثر من 110 شخصية، حيث تسعى المعارضة لتوحيد موقفها قبيل مفاوضات محتملة مع نظام بشار الأسد، أعلن عنها في اجتماع فيينا مؤخرًا، بهدف التوصل إلى موقف مشترك وحل سياسي للقضية السورية.
خطوات لإنهاء النزاع
ويأتي مؤتمر الرياض بعد اتفاق دول كبرى معنية بالملف السوري، الشهر الماضي في فيينا2، على خطوات لإنهاء النزاع الذي أودى بحياة أكثر من 250 ألف شخص، تشمل تشكيل حكومة انتقالية، وإجراء انتخابات يشارك فيها سوريو الداخل والخارج، ويشمل الاتفاق الذي شاركت فيه دول عدة، بينها الولايات المتحدة والسعودية الداعمة للمعارضة، وروسيا وإيران حليفتا النظام، السعي إلى عقد مباحثات بين الحكومة والمعارضة السوريتين بحلول الأول من يناير القادم.
الأطراف المشاركة
ومن الأطراف التي شاركت في المؤتمر (20) ممثلا عن الائتلاف الوطني السوري ، (20) ممثلا عن المجموعات المشاركة في مؤتمر القاهرة، (16) ممثلا عن الفصائل المسلحة في المعارضة السورية ، (7) ممثلين عن هيئة تنسيق المعارضة، (3) ممثلين عن تيار الدولة ، وممثلان عن المجلس الوطني الكردي.
اجتماعات تمهيدية
وكانت قوى المعارضة المشاركة في المؤتمر قد عقدت الثلاثاء، اجتماعات تمهيدية غير رسمية حضر جانبًا منها دبلوماسيون غربيون وروس، وكانت مجموعة من الفصائل والقوى السياسية قد أصدرت، “وثيقة” محددات المسار التفاوضي حول مؤتمر الرياض، طالبت المجتمعين بعدم الخروج عنها، شددت على رحيل الأسد وأركان حكمه قبل أي عملية انتقالية، وأكدت على بيان جنيف كإطار للعملية السياسية.
نقاط اتفاق
وقد ذكرت بعض المصادر إن المعارضة السورية المشاركة في المؤتمر، اتفقت على مجموعة نقاط لتضمينها في البيان الختامي للاجتماع، وركزت هذه النقاط على رفض وجود كافة المقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية على الأراضي السورية، وضرورة التمسك بوحدة هذه الأراضي، ومدنيّة الدولة وسيادتها ووحدة الشعب السوري في إطار التعددية.
كما تم الاتفاق على الالتزام بالديمقراطية وحقوق الإنسان والمساءلة والمحاسبة والشفافية، فضلا عن رفض الإرهاب بكافة أشكاله وأنواعه بما في ذلك إرهاب الدولة، وشددت المعارضة السورية على أن تحتكر الدولة حق امتلاك السلاح من قبل حكومة شرعية ينتخبها الشعب السوري.
أبرز النقاط
من جهته، قال سفير الائتلاف السوري المعارض في باريس منذر ماخوس إن أبرز النقاط الأساسية التي تم الاتفاق عليها في اجتماع فيينا الأخير - والتي سيتم التطرق إليها في اجتماع الرياض- هي تشكيل هيئة حكم انتقالي بصلاحيات كاملة تتولى إدارة الفترة الانتقالية في البلاد.
أحرار الشام تتحفظ
وقد أعلنت حركة أحرار الشام الإسلامية رفضها أي نتائج تصدر عن المؤتمر لا تتضمن إخراج القوات الأجنبية وإسقاط نظام بشار الأسد بكامل أركانه ورموزه، وأضافت الحركة في بيان لها أنها تفاجأت بدعوة شخصيات قالت إنها أقرب لنظام الأسد منها للثورة، فضلاً عن مستوى التمثيل للفصائل «بما لا يتناسب مع دورها على الأرض».
وأكدت الحركة أنها لبت دعوة السعودية لحضور مؤتمر الرياض بهدف تحقيق أهداف الثورة السورية، وقطع الطريق على أي محاولات للالتفاف على مطالب الثورة، على حد وصف البيان.
العقبة الكؤود
لا شك أن هذا الاجتماع أمر مبشر ولكن هل يمكن للمعارضة أن تصل لنقطة اتفاق أما العقبة الكؤود التي تعيق تقدم محادثات السلام، وهي الخلاف الجذري بشأن مصير بشار الأسد حيث ترفض أطراف المعارضة بشدة على بقائه لأي فترة بناء على اقتراح بريطانيا أن يبقى في السلطة لفترة انتقالية تصل إلى 6 أشهرن حيث تصر فصائل المعارضة المسلحة على رحيل الأسد قبل أن تتخذ إجراءات في طريق مواجهة تنظيم (الدولة الإسلامية)، فهل يمكن لها أن تتجاوز هذه العقبة وتخرج بوثيقة اتفاق وخارطة طريق للمرحلة القادمة أم لا هذا ما ستسفر عنه الأيام القادمة.
لاتوجد تعليقات