رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.بسام خضر الشطي 28 أبريل، 2015 0 تعليق

لمـــاذا يعادوننـــا؟

الصراع بين الحق والباطل إلى قيام الساعة ولن يتوقف.. ولكن لو تأملنا في أسباب عدواة الكافر للمؤمن وجدناها كثيرة حسب الاستقراء للقرآن والسنّة الصحيحة لعل أهمها:

- القضاء على الإسلام وأهله، فهم يعتقدون أن الإسلام يمثل حظراً داهماً على دينهم الباطل، فنوره سيمحو ظلام معتقدهم وشريعتهم الفاسدة، قال تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ ۖ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ} (غافر:26).

- كرههم وبغضهم للإسلام وأهله، وحقدهم عليهما؛ لأن الإسلام دين الفطرة والقناعة ودين العدل؛ يعطي كل ذي حق حقه، ولاسيما وهم يرون أن كل حيلهم وإعلامهم وأموالهم التي وضعوها للصد عن سبيل الله، لا تصدّ الناس من أتباعهم اتباعهم عن الدخول في دين الله أفواجا، قال تعالى: {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (غافر:14).

- عجزهم عن مواجهة المؤمنين بالحجة والإقناع، فجاؤوا برهبانهم وأحبارهم، ليناقشوا ويحاوروا ويحادّوا علماء المسلمين، فما استطاعوا.. فعمدوا إلى قتل العلماء وحرق الكتب وهدم المساجد، واستخدموا كل ما استطاعوا من الحيل والعقوبات لخلع الحجاب وحلق اللحية وتغيير اللباس الشرعي الساتر.. وجعل الله كيدهم في نحرهم.. فقال تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْحَقِّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ ۚ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (25) وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ } (غافر:25-26).

- حسدهم للمؤمنين على نعمة الإسلام، واظهاره على الدين كله، قال تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (البقرة:109).

- محاولة إضعاف الصف المؤمن ودس  الفرقة والاختلاف بين المسلمين، قال تعالى: {وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ...} (الأعراف:127).

- خوفهم على مصالحهم؛ لأن الإسلام لا يفرق بين الغني والفقير، والرجل والمرأة، والحاكم والمحكوم، في حال الخطأ تنزل العقوبات والتعزيزات على الجميع.. فالإسلام سيسويهم ببقية الناس، قال تعالى: {وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا} (القصص:57).

- خوفهم من أن تنالهم أحكام الشريعة، وهم واقعون في هذه الجرائم أو بعضها، وقد أجاز لهم كبراؤهم ارتكابها بالتحريف والتغيير والتبديل، قال تعالى: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ} (المائدة:49).

    وفي الحديث: «إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها» (رواه الترمذي وحسنه وصححه.

- جهلهم عن الإسلام وما فيه من العدل والحق؛ ولذلك تعصبوا وعاندوا ونفروا من الإسلام.. قال تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} (الأعراف:179).

- الكِبْرَ يرد الحق عن صاحبه ويختم على قلبه ويزين له عمله ويجعله في غيه وهواه، قال تعالى: {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ} (يونس:78)، وهذا ما ذكره فرعون لموسى وأخاه هارون عليهما السلام.

- الشيطان يقودهم إلى العدواة المستمرة لمواجهة المسلمين مثلما فعل مع مشركي قريش وقد تقدمهم في غزوة بدر وجاء بشكل شيخ معمم، ثم لما حمي الوطيس وتأكد من التقاء الطرفين ولى مدبرا، وقال: {إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ۚ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (الأنفال:48).

نسأل الله السلامة والثبات على الحق والصلاح في الدين والدنيا..

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك