رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. أمير الحداد 6 يونيو، 2017 0 تعليق

لماذا يغير المرء عقيدته؟ من محاسن الإسلام أنه ليس لأحد أن يتكلم بما شاء في قضايا الشريعة

 

استكمالاً للمقال السابق في الحديث عن السيخ وحقيقة معتقداتهم، فقد سألني صاحبي عن العنف عند السيخ قائلاً:

- ولماذا يوجد هذا الجانب (اللاسلمي) عند السيخ؟!

- أظن أنهم تعرضوا للاضطهاد من قبل المغول؛ حيث أعدموا اثنين من معلميهم  العشرة، ولاسيما نادر شاه المغولي، الذي هاجمهم 1738-1839، وألجأهم إلى الجبال والشعاب، ثم قويت شوكة السيخ، وحكموا البنجاب، وكانوا على صلة وثيقة بالإنجليز الذين أعطوهم امتيازات خاصة من أراض زراعية، وإيصال المياه لهم؛ فكانوا في رغد من العيش، وبعد الحرب العالمية الأولى ألغت الحكومة الهندية امتيازات السيخ؛ مما جعلهم في صدام مع الهندوس، وبلغ هذا الصدام ذروته عندما أمرت انديرا غاندي -رئيسة وزراء الهند- في شهر يونيو 1984 باقتحام المعبد الذهبي في أمرتيساب، ووقع أكثر من (2000) قتيل، ثم انتقم السيخ لقتلاهم واغتالوا غاندي في 31/10/1984.

- هذا يفسر جانب العنف عندهم.

- نعم.

- والآن ما وضعهم؟!

-لديهم معبد كبير يحجون إليه في مدينة (أمرتيسار) ويسمى (دبار صاحب)، أي ديوان السيد الملك، وباقي المعابد تسمى (كرو داوره) أي مركز الأستاذ.

- ولكن اسمح لي أن أعلق قبل أن نصل إلى الفندق ونفترق، أصل هذه الديانة بشري، أي أن أحد البشر خطرت له فكرة (لا هندوس ولا مسلمون) أراد أن يوجد شيئاً جديدً من هذا وذلك، وأنا وأنت نعلم أن أي شيء مصدره البشر، فيه نقص مهما اجتهد أصحاب الفكرة، مثلاً نحن المسلمين تعاليمنا كلها من عند الله، حتى ما يخبرنا به رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم هو من عند الله، هكذا يخبرنا ربنا، وهكذا يؤكد لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم ؛ ولذلك تجد تعاليم الدين عندنا مفصلة ودقيقة في كل شيء، نعرف كيف نلبس ونأكل وننام؟ وكيف ندخل دار الخلاء؟ وكيف نفعل لنتطهر من أي قذر؟ هذا في الأمور الصغيرة اليومية الحياتية، التي ربما يعدها بعض الناس عادات فطرية، ديننا يخبرنا ماذا نفعل في هذه الأمور؟ ما الشعر الذي ينبغي حلقه؟ وما الذي ينبغي تركه؟ كل ذلك بتعاليم من عند الله -عز وجل- فضلا عن تفاصيل الصلاة، متى نصلي؟ كيف نصلي؟ ماذا نقول في صلاتنا؟ كيف نصوم؟ متى نحج؟ وكيف نحج؟ كيف ننمي أموالنا؟ وكيف نزكيها؟ ثم كيف نحقق الإيمان بالله؟ وماذا يجب علينا أن نؤمن به من الملائكة واليوم الآخر؟ وكيف ندعو ربنا؟ وكيف نتطهر من ذنوبنا؟ وإذا متنا ما الذي يحصل لنا، وإذا بعثنا ماذا سنرى؟ وكيف سيكون الأمر في ذلك اليوم؟ كل شيء بالتفصيل، وكل هذه التعاليم من عند الله وليست من عند أحد من البشر.

- هذا كلام جميل، وكل ذلك موجود في كتابكم المقدس؟!

- نعم، أصله موجود في القرآن، وتفصيله في أحاديث رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وهذا وذاك كله من عند الله، ولدينا أساليب علمية لإثبات أن الكلام قاله رسولنا، أم لم يقله، بمعنى آخر لا مجال لأحد أن يقول قولا وينسبه إلى محمد صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه شرع ودين، وليس لأحد من البشر أن يتكلم بما شاء في قضايا الشريعة.

- هذا كلام جميل.

- نعم، نحن -والحمد لله- لدينا دين أرحنا من عناء الضلال والتخبط، كل شيء أتانا مفصلا من عند ربنا، وتعهد الله أن يحفظ كتابنا المقدس (القرآن)؛ فتجد طفلا في أبعد غابات أندونيسيا يرد على شيخ في أقصى صحاري المغرب، إذا هو أخطأ في حرف من القرآن.

استغرب صاحبي كلامي هذا.

- حقاً؟ أم إنك تبالغ قليلاً؟

- أبداً، أبداً، لا أبالغ، كتاب الله يقرؤه الجميع هو ذاته في جميع بقاع الأرض لا يستطيع أحد أن يغير فيه حرفاً واحداً، وسيبقى كذلك؛ ولذلك لا أدري لماذا يتعب البشر أنفسهم في تأليف طرائق للتطهر من الذنوب والوصول إلى الجنة وعبادة الآلهة، ويتبعون تعاليم بشر فيهم من القصور ما فيهم، ألا ينبغي لكل من يتبع تعاليم بشرية أن يغير عقيدته إلى تعاليم الله عز وجل؟

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك