رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: أحمد عبدالرحمن الكوس 3 يناير، 2011 0 تعليق

لماذا نهينا عن السماح ببناء الكنائس والمعابد في جزيرة العرب؟!

ينادي بعض الإخوة بين الحين والآخر بضرورة التسامح والأخوة بين الأديان، وقد أقحموا وسط ذلك ضرورة السماح ببناء الكنائس في الكويت. وعلى الرغم من وجود عدة كنائس مرخصة وغير مرخصة إلا إنه بين عشية وضحاها ازداد عدد الكنائس حتى أنه تم منح إحدى الكنائس أرضا بمنطقة حولي تزيد مساحتها على ستة آلاف متر تقريبا، مما فتح شهية بقية الكنائس وطوائف أخرى من الكنائس بطلب المزيد من الأراضي مجانا من بلدية الكويت، ونقول - وبالله التوفيق -: إن الكويت هي من جزيرة العرب وأرضنا أرض إسلامية لها طبيعتها الخاصة؛ وذلك لقربها من أرض مهد الإسلام مكة والمدينة اللتين هما منبع الرسالة، فإذا ضعفت وتأثرت بتلك الديانات ضعف الإسلام في كل العالم.

      لذلك نهى الرسول محمد [ عن وجود اليهود والنصارى «إلا لمصلحة مهمة» في أرض الجزيرة؛ للمحافظة على كيان الإسلام وعقيدته من التأثر مرة أخرى بعقائد الشرك وأهل الكتاب، لذا قال رسول الله [: «لا يجتمع فيها دينان» صحيح أخرجه مالك في الموطأ.

      وهناك رسالة للشيخ إسماعيل بن محمد الأنصاري في حكم بناء الكنائس والمعابد الشركية في بلاد المسلمين، وقد عرضها على الشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى - مبينا فيها إجماع العلماء على تحريم بناء الكنائس في البلاد الإسلامية وعلى وجوب هدمها إذا أحدثت وعلى أن بناءها في الجزيرة العربية كنجد والحجاز وبلدان الخليج واليمن أشد إثما وأعظم جرما؛ لأن الرسول [ أمر باخراج اليهود والنصارى والمشركين من جزيرة العرب، وقال الشيخ ابن باز في مقدمة هذه الرسالة: «أجمع العلماء رحمهم الله على تحريم بناء الكنائس في البلاد الإسلامية وعلى وجوب هدمها إذا أحدثت وعلى أن بناءها في الجزيرة العربية كنجد والحجاز وبلدان الخليج واليمن أشد إثما وأعظم جرماً؛ لأن الرسول [ أمر بإخراج اليهود والنصارى والمشركين من جزيرة العرب ونهى أن يجتمع فيها دينان».

     وقد أفتت هيئة الإفتاء بوزارة الأوقاف بالكويت بالآتي: «إن إنشاء أي دار للعبادة لغير المسلمين في دار الإسلام لا يجوز، وكذلك لا يجوز تأجير الدور لتكون كنائس أو معابد لغير المسلمين؛ وذلك لإجماع علماء المسلمين أنه لا يبقى في دار الإسلام مكان لغير المسلمين إلا في البلاد التي فتحت صلحا وأقر فيها غير المسلمين».

     وكذلك أفتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية «بعدم جواز بناء الكنائس، وبينت أن جزيرة العرب حرم الإسلام وقاعدته التي لا يجوز السماح أو الإذن لكافر باختراقها ولا التجنس بجنسيتها...» ومن المؤسف أن ينادي بعض الناس بالسماح ببناء الكنائس في بلادنا؛ حتى يمكننا بناء المساجد في بلاد الكفار.

     وقد أجاب الشيخ العلامة محمد بن عثيمين عن هذه الشبهة بقوله: «هذا من السفه وليست المسألة من باب المكافأة؛ اذ ليست هذه مسائل دنيوية، فهي مسائل دينية، والكنائس بيوت الكفر والشرك، والمساجد بيوت الإيمان والإخلاص، فبينهما فرق، والأرض لله، فنحن إذا بنينا مسجدا في أي مكان من الأرض، فقد بنينا بيوت الله في أرض الله بخلافهم».

     وقد أحسن جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله تعالى ورعاه - في جوابه المفحم ردا على مقدمة أحد البرامج في لقائه باحدى الفضائيات الأمريكية وهي «باربرا وولتزر» عندما طالبته ببناء معابد لغير المسلمين فكان الجواب: إن أماكن العبادة لغير المسلمين، غير مسموح بها؛ لأن المملكة كما تعرفين هي مهد الإسلام، والسماح بإنشاء دور عبادة عدا المساجد في المملكة سيكون مثل مطالبة الفاتيكان السماح ببناء مسجد لذلك نطالب بأن تبقى بلادنا تعامل بهذه الخصوصية.

     وأذكر أني كُنت في ضيافة العلامة الشيخ ابن باز - رحمه الله - مفتي السعودية وقد دعاني شخصيا وإخواني الطلبة الكويتيين لتناول الغداء في ضيافته بمنزله في الرياض عندما كنت أدرس بالجامعة في سنة 1984م تقريبا، وكان المجلس يغص بالمشايخ وأوصانا الشيخ رحمه الله بأهمية الدعوة الى الله تعالى، فانبرى أحد المشايخ وقال: يا شيخ بالكويت توجد كنائس وهذا لا يجوز..!! فرد عليه الشيخ ابن باز بقوله: «إن شاء الله الشباب الكويتي يناصحون ولاة أمورهم بالحكمة والموعظة الحسنة...».

     لذلك رأيت من واجبي أن أكتب هذه النصيحة لله تعالى ولرسوله ولأئمة المسلمين، وهأنا أطبق نصيحة شيخنا ابن باز - رحمه الله تعالى - وأشكر الإخوة أعضاء المجلس البلدي بالكويت وأشيد بهم على دورهم الطيب المبارك برفض إنشاء الكنائس.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك