رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.بسام خضر الشطي 24 فبراير، 2014 0 تعليق

لماذا نفشل في الحوار مع أبنائنا؟!

     يفترض أن تختار أفضل الكلمات ليسمعها الأبناء، ولا يجب أن تنعكس متاعبنا اليومية على أطفالنا؛ فالطفل ضيف عندكَ حتى يكبر، فإما أن يستمر في المواصلة معك أو يقاطعك! فابنك ينهل من معينك، ويتربى في كنفك، وسيفيد من مدرستك، فهو يحتاج إلى غرس معالم الدين والأدب الرفيع والاقتداء والصبر عليه حتى يتعلم، فما أجمل لغة الحوار والتفاهم! فهي أفضل من الأوامر والنواهي.

     فالوالدان ربما لا يريدان أن يسمعا من أبنائهما أو يتعاملا معهم حسب الحالة، بل لا يجب أن يستخدما أسلوباً يطهر لهم أنهم متهمون حتى تثبت براءتهم؛ فيتم استخدام أسلوب المحقق أو ضابط الشرطة معهم في كل أحوالهم؛ ففي كلا الأمرين يريدان من الابن السكوت المطلق والتنفيذ المطلق والمباشر، وغالبا ما ينشغل الوالدان بالهاتف، أو في أعمال خاصة، أو في أمور البيت على حساب أبنائهم فتكون لغة الحوار معدومة تماما.

     فحتى الأبوان فقدا الإحساس بالمشاعر والاحتضان وكلمات الحب والاهتمام والمسح على الرأس وإيجاد الابتسامة وإظهارها عليهما، والأبناء عندما يكبرون يتأثرون بكلمات الدفء الأبوية، وحركات الحب والاحتضان والمساندة والمؤازرة والوقوف معهم في الحق وليس في الظلم، وليس عندما يأتي بالدموع يكون مع الابن الحق أو يرفع صوته كأنه مظلوم فلابد من التفرقة بين العاطفة الأبوية وبين الحكم والعدل.

فكثيرا ما يشتكي الابن من تصرفات معلمه ويكون مخطئا، أو تشتكي من أختها أو زوجها وتكون مخطئة أو مصيبة، فلا يجوز الحكم دون الاستماع من الجهة المعنية أي من الطرفين بعيدا عن لحن الحجة أو كتمان الحق أو تحريفه.

قد يكون للابن تجارب سابقة في الكذب أو الابتداء بالاعتداء، لكن هذا لا يعني أن كل حديثه يكون كذبا، وربما يُظلم بسبب حكم سابق ويقدم على مائدة اللئام في كل قضية متجددة، وربما لا يكون هو طرفا فيها يزج باسمه ظلما وزورا!

نماذج الحوار تمت مع النبي صلى الله عليه وسلم  وأبنائه وأحفاده، مثل الحسن والحسين رضي الله عنهما جميعا، ومع أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأبنائه وكل الصحابة الكرام رضي الله عنه.

فاليوم إذا أخطأ الابن لابد أن نفرق بين أنه كان عالما أو جاهلا أو متعمدا أو غير متعمد، ويجب أن نعلمه طرق الوقاية والعلاج بأقل الخسائر الممكنة ونستر عليه إذا أردنا له الخير؛ لأن الفضائح لا تأتي بخير أبدا.

     ولابد من الحوار الذي بينك وبينه الذي لا يفضح ما دار بينكما، ثم لابد من الإصرار على الاستمرار في الصلاة وملازمتها، والاستمرار على الأذكار وقراءة القرآن وحفظه، والأخلاق وحسن التعامل، وقبل ذلك كله الإيمان بالله عز وجل حق الإيمان؛ فهذه ثوابت لا يمكن أن يتنازل عنها المربي المسلم.

والحوار المطلوب هو الحوار الذي لا يتنازل فيه المربي عن اللبس المحتشم والالتزام بالسنن والهيئات واحترام الكبير وتوقيره والوفاء ببر الوالدين وعدم احتقار الآخرين، وكف الأذى عنهم.

ولا بد من الدعاء قبل البدء بالحوار بأن يلهمك الله سبحانه الرشد والسداد فقد كان من دعائه صلى الله عليه وسلم : «اللهم اهدني وسددني» وكان يقول: «اللهم افتح بيني وبين قومي بالحق وأنت خير الفاتحين».

نسأل الله أن يصلح ذات بيننا ويصلح أبناءنا وذرياتنا ويهديهم سبيل الرشاد.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك