رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 25 يوليو، 2021 0 تعليق

لماذا ندافع عن العلماء؟

 

- الناس -بطبيعتها- تحمي الأشياء الثمينة وتدافع عنها؛ لأن بفقدها تكون خسارة عظيمة على صاحبها، والضرورات الخمس في الإسلام من أثمن الأشياء وهي: الدين، والنفس، والعقل والعرض، والمال، فلو أن أحدا سعي لنشر الرذيلة في المجتمع، أو أراد إفساد عقول الشباب بالمخدرات، أو استباح الأموال العامة، واتخذ الفساد نهجا له، فإن الواجب يحتم علينا أن نتصدى له، ونحمي مجتمعنا من شره، وذلك بمحاسبته ومعاقبته.

- فإذا كانت حماية المجتمع من المفسدين من الأمور الواجبة، فإن حماية الدين وأهله أوجب، بل هي مقدمة على كل شيء، وهي الأصل الذي تقوم به الضرورات الأربع الأخرى، وتأمل قول الشيخ صالح الفوزان: «فإن الإسلام جاء بحفظ الضرورات الخمس التي هي الدين والنفس والعقل والعرض والمال».  ثم قال: «وأعظمها الدين الذي يتعامل العبد به مع ربه ومع إخوانه»..

- ومن يُحرِّض على العلماء فهو يحارب الدين، ويجني على النفس، ويدمر العقل، وينتهك العرض، فالعلماء هم حملة الدين ومبلغوه تماما كالأنبياء.

- وحتى تدرك فضل العلماء ومكانتهم تأمل فقط قوله -تعالى-: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} (الزمر:9)،  وأيضا قوله -تعالى-: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (المجادلة: 11) ، وقوله -تعالى-: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } (آل عمران: 18) وانظر ماذا قال المفسرون في هذه الآية؟: «بدأ -سبحانه- بنفسه، وثنَّى بملائكته، وثلَّث بأهل العلم، وكفاهم ذلك شرفاً وفضلاً وجلالةً ونبلاً».

- ولاحظ كل كلمة في هذا الحديث النبوي الكريم، قال - صلى الله عليه وسلم -: «.. وَمَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا إلى الجَنَّةِ، وَما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ».

- ودقق هنا في الربط بين العلم والعلماء، حين قال - صلى الله عليه وسلم -: « إنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، ولَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بقَبْضِ العُلَمَاءِ، حتَّى إذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فأفْتَوْا بغيرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وأَضَلُّوا».

- فلا ينبغي الطعن في العلماء المشهود لهم بالخير والفضل، ولا التجني عليهم، أو اتهامهم بما ليس فيهم، أو نسبة شي لهم وهم منه براء، ولا ينبغي التعامل مع العلماء كما نتعامل مع غيرهم في الحديث عن شخصياتهم ومنهجهم، بل للعلماء هيبة ووقار وأدب، تنبع من حفظهم للقرآن والسنة الصحيحة والعلم الذي يحملونه في صدورهم، والجهد الذي يبذلونه في تبليغ دعوة الإسلام إلى الناس كافة.

 

 

12/7/2021م


لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك