لماذا نحرص على رمضان؟
- نحرص على رمضان؛ لأنه ليس كالشهور، فهو شهر مميز بالصيام والقيام وتلاوة القرآن، وهو شهر العتق والغفران، وهو شهر الصدقات والإحسان، شهر تفتح فيه أبواب الجنات، وتضاعف فيه الحسنات، وتقال فيه العثرات، شهر تجاب فيه الدعوات، وترفع فيه الدرجات، وتغفر فيه السيئات، شهر يجود الله فيه -سبحانه- على عباده بأنواع الكرامات، ويجزل فيه لأوليائه العطيات، شهر جعل الله صيامه أحد أركان الإسلام.
- وهو شهر من صامه إيمانًا واحتسابًا، غفر الله له ما تقدم من ذنبه، ومن قامه إيمانًا واحتسابًا، غفر الله له ما تقدم من ذنبه، فيه ليلة القدر خير من ألف شهر، من قامها، غفر الله له ما تقدم من ذنبه، ومن حرم خيرها فقد حرم.
- شهر التسابق في الخيرات، والهمة العالية، والعزيمة الصادقة في الصيام والصلاة والزكاة والصدقات والعمرة وفعل الطاعات كافة، يبادر فيه المسلم إلى التوبة النصوح من سائر الذنوب والسيئات، والتناصح والتعاون على البر والتقوى، والتواصي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى كل خير.
- وشهر رمضان تطهير للنفس وتهذيب لها، وتزكيتها من الأخلاق السيئة، كالأشر والبطر والبخل، وتعويدها للأخلاق الكريمة، كالصبر والحلم والجود والكرم، ومجاهدة النفس فيما يرضي الله ويقرب إليه -سبحانه-، قال - صلى الله عليه وسلم -: «الصيام جُنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفُث ولا يصخَب؛ فإن سابّه أحد أو قاتله، فليقل: إني امرؤ صائم».
- وفي شهر رمضان يعرف المسلم نفسه وحاجته وضعفه وفقره، {أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ}؛ فيتقرب إلى الله أكثر، ويعرف نعم الله عليه؛ فيزيد في الطاعات ويشكر، ويعرف حاجة إخوانه الفقراء؛ فيعطي ويبذل، ويعرف غاية الصوم من قوله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة:183)، فيطيع الله ورسوله أكثر، ويفعل المعروف وينكر المنكر عن إخلاص لله -عز وجل-، ومحبة ورغبة ورهبة، وبذلك يتقى العبد عذاب الله وغضبه؛ فالصيام شعبة عظيمة من شعب التقوى، وقربى إلى المولى -عز وجل-، ووسيلة قوية إلى التقوى في بقية شؤون الدين والدنيا.
- وفي شهر رمضان لا يصوم المسلم عن الأكل والشرب فقط، بل تصوم جوارحه: بصره ولسانه عن الكذب والمحارم وأذى الجار، ويكون عليه من السكينة والوقار خلاف باقي الشهور.
- وشهر رمضان شهر الإكثار من الصلوات والصدقات والذكر والاستغفار، وسائر أنواع القربات في الليل والنار، والبعد عن المعاصي، ولا سيما التكاسل عن الصلوات المفروضة، والتهاون في أدائها جماعة في المساجد؛ فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من سمع النداء فلم يأت، فلا صلاة له إلا من عذر».
- وفي شهر رمضان يجب الحذر من تضييع الأوقات فيما لا يفيد، من استغراق الوقت فيما يباح من المجالس، والذهاب إلى الأسواق، والجلوس ساعات طويلة مع التلفاز أو الهاتف أو الحاسب الآلي، «ما جَلَس قومٌ مجلسًا لم يذكروا اللهَ فيه، ولم يُصلُّوا على نبيِّهم، إلَّا كان عليهم تِرةٌ!» (حسرة وندامة)؛ فاللهم بلغنا رمضان، واجزنا فيه خير الجزاء، وامنن علينا بعبادة الصالحين التوابين.
12/2/2024م
لاتوجد تعليقات