لماذا (منهج الجمعية للدعوة والتوجيه)؟
ماذا المنهج للدعوة والتوجيه؟ وما الحاجة إليه؟ سؤال سمعناه أكثر من مرة حول منهج الجمعية للدعوة والتوجيه، الذي صدرت طبعته الأولى مع بدايات عام 1996 م، مع العلم بأن الشيخ العلامة عبدالعزيز ابن باز هو الذي أسماه بمنهج الجمعية للدعوة والتوجيه.
ولا شك أن من لم يعش تلك الفترة الحرجة من تاريخ العالم الإسلامي، ومن لم يتابع الأحداث بعين المحقق والمدقق، لن يعرف إجابة هذا التساؤل، ولو عدنا لعام واحد قبل إصدار المنهج؛ حيث كانت تعصف بالعالم الإسلامي أحداث خطيرة ظاهرها الخير وباطنها شر مستطير.
عشرات المحاضرات
وقد أقامت عشرات المحاضرات للتحذير من المخالفات الشرعية التي تمارس باسم الجهاد، وما هي إلا إفساد في الأرض، منها محاضرة في الشهر الرابع من العام 1995 لدفع شبة خطيرة، وهي انتشار القتل والتخريب باسم الجهاد، فكان عنوان المحاضرة: (الحد الفاصل بين الجهاد والإفساد)، بين فيه المحاضر الشيخ محمد الحمود النجدي الجهاد الشرعي الصحيح بشروطه ومقاصده، لينتهي إلى أن ما يحصل في ذلك الوقت ولا سيما في الجزائر ومصر وبعض الدول هو إفساد وليس جهادا.
ثم تلتها محاضرة للشيخ شمس الدين السلفي، أبرز فيها أن أعمال التفجيرات والاغتيالات لا علاقة لها بدين الله، ومحاضرة ثالثه بعنوان: (الفرق بين الجهاد والإفساد) للشيخ عبدالرزاق البدر والشيخ عبدالله السبت، أضف إلى ذلك العشرات من الفعاليات الأخرى والمطبوعات والتسجيلات وغيرها.
منهج شرعي صحيح
من هنا ندرك ما انتهى إليه القائمون على الجمعية من ضرورة وضع منهج شرعي صحيح يعرض لأهم القضايا التي يكثر حولها الجدل، وأصبحت منفذا للطعن في الشيوخ والعلماء، بل وفي الجمعية ذاتها، فكان إصدار (منهج الجمعية للدعوة والتوجيه).
مقدمة الطبعة الأولى
ومما جاء في مقدمة الطبعة الأولى «إن الصحوة الإسلامية المباركة تواجه اليوم مِحَنًا كثيرة، وهجمة شرسة في شتى بقاع العالم، والمتتبع لأحوال هذه الصحوة يرى بوضوح انتشار العقيدة السلفية بين شبابها، وتيقن أن الدعوة إلى الإسلام والتمسك بشرائعه لا يكون إلا من خلال هذه العقيدة، ولهذا تجد أصحاب المناهج البدعية قد شَنُّوا حربا ضَرُوسا على هـــــذا المنهج إِمَّا علنا بِمُنابذته والنَّيل منه، وإمَّا سِرًّا بالتظاهر به، وتشويهه من الداخل، وعليه فإنَّ الجمعية قد أخذت على عاتقها منذ تأسيسها نشرَ الدعوة السلفية بعقيدتها ومنهجها في شتي بقاع العالم.
شُبُهاتٌ وادعاءات كثيرةٌ
وفى الآونة الأخيرة أُثيرَت شُبُهاتٌ كثيرةٌ حول منهج الجمعية؛ إذ نَسَبوا إليها ما لا يَعتَقِدُه أفرادها، ولقد أراد الشانِئُونَ أصحابُ المناهج البدعية، ومِمَّن أعيتهم السُّبُلُ تشويهَ هذه الجمعية؛ إذ أزعجهم نشاطها البارزُ في العالَمِ الإسلامي، ولهذا قامت الجمعية بصياغة هذا المنهج المختصر، رفعًا للالتباس وإزالةً للشُّبُهات، وردًّا على المُفتَئِتِينَ عليها، وقد عُرِضَ هذا المنهج على سماحةِ الوالدِ العلامةِ الشيخِ / عبدِ العزيزِ ابنِ باز، نفع الله الأمةَ بِعِلمه وجهاده لإبداءِ الرأي والتوجيهات الَّلازمة، فَأَقَرَّهُ وأثنى عليه مع إبداء بعض الملاحظات اليسيرة التي أثبتناها في مواضعها، كما اختار سماحتُه عنوانَ هذا المنهج فثبتنا اختيارَه؛ إذ سَمَّاهُ (منهج الجمعيةِ للدعوةِ والتوجيهِ)، فجزاه الله عنا وعن الدعوةِ السلفيةِ خيرَ الجزاء، والله نسأل أن يُعلِيَ كلمته، وينصر دينه، وأولياءَه؛ فإنه خير مسؤول.
مقدمة الطبعة الثانية
كما جاء في مقدمة الطبعة الثانية: « لقد كان لإصدار الجمعية لمنهجها الموسوم « بمنهج الجمعية للدعوة والتوجيه «، صدىً طيب بين العلماء السلفيين، والدعاة العاملين، في داخل الكويت وخارجها، ولله -تعالى- الحمد والمنة، حتى نفدت نسخ الطبعة الأولى في وقت قصير، وكثر عليها الطلب، فاحتجنا لطبعها مرة أخرى، فنسأل الله -تعالى- المزيد من التوفيق في العلم والعمل، وقد حرصنا على أن يكون هذا المنهج في القضايا المهمة التي حدث ويحدث فيها خلاف بين أصحاب هذا المنهج المبارك، وغيرهم ممن حاد عن سلوك جادة الصراط المستقيم، ووقع في المخالفة للسلف في قليل أو كثير، نسأل الله -تعالى- لهم الهداية ومراجعة الحق.
ولم نشأ أن يكون هذا الكتاب جامعًا لكل ما جاء في كتب المعتقد والتوحيد من قضايا ومسائل وفرعيات؛ لأن المقصود بيان الحق المختلف، والمتنازع عليه في الساحة الإسلامية والدعوية اليوم، فإن فاتنا شيء يسير فهو مما قضى به الله -عز وجل- على عباده من استيلاء النقص على جملة البشر، كما قال الشافعي -رحمه الله تعالى-: «أبى الله أن يكون كتابًا صحيحًا غير كتابه».
عرض المنهج سماحة الشيخ ابن باز
وقد قمنا بعرضه على سماحة الشيخ/ عبد العزيز ابن باز (مفتى عام المملكة العربية السعودية)، وأيضا عرضناه على المزيد من أهل العلم المشهورين والمعروفين بنصرة السُّنة، زيادة في التوثيق، ورغبة في المشاورة في هذا الأمر المهم.
عرض المنهج على الشيخ الألباني
فتم عرضه على علامة الشام ومحدثها الشيخ/ محمد ناصر الدين الألباني؛ فقال: «لقد وجدت المنهاج المذكور صالحاً، والحمد لله، ولم أتبين فيه ما يستحق أن أذكره، أو أنبه عليه إلا مسائل قليلة ومحدودة».
عرض المنهج على الشيخ الفوزان
كما عُرِضَ المنهج على فضيلة الشيخ / صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، فقال: «فقد اطلعت على نسخة من منهج جمعية إحياء التراث الإسلامي (للدعوة والتوجيه) فوجدته منهجا صحيحاً يتمشى مع الكتاب والسنة وما تحتاجه الأمة؛ فجزى الله القائمين على هذه الجمعية خير الجزاء، وأمدهم بنصره وتوفيقه، وزادهم علماً نافعاً، وعملا صالحا، ووفقهم لما فيه صالح الإسلام والمسلمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه».
عرض على الشيخ صالح العبود
وتم عرضه كذلك على فضيلة الشيخ/ صالح بـن عـبد الله العبود (رئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية)، وقد أثبتت بعض ملاحظاته في مواضع أشير إليها مما رأينا إضافتها، وتركنا التكرار، وعرضناه - أيضاً - على غيرهم من المشايخ الفضلاء ممن أبدى موافقته على المنهج وأثنى عليه شفوياً ؛ فجزاهم الله عنا خيراً، ووفقنا وإياهم لاتباع الحق واجتناب الباطل.
ومن نظر إلى هذه الملاحظات وجد أن جلَّها ملاحظات توضيحية لا تمس أصل المنهج بشيء، ولله الحمد والمنة.
لاتوجد تعليقات