رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.بسام خضر الشطي 13 فبراير، 2012 0 تعليق

لماذا لا ينجح الوزير الجديد؟

 

       يستبشر الناس خيرا بتعيين وزير جديد، ويباركون له ويدعون له بالتوفيق، ولكن معالي الوزير سرعان ما يفتر حماسه ولا يريد إلا السلامة والخروج من الوزارة عاجلا غير آجل وبأقل الخسائر الممكنة؛ وذلك لعشرة أسباب من وجهة نظري:

- البطانة السيئة من الوكلاء والمديرين والمتنفذين بالوزارة الذين يبقون في توجس وحالة ترقب، وقد رسخوا الجمود والرتابة والترهل والفساد الإداري والعملي والروتين في الوزارة فكرا وعملا، بل يعلقون مصيره بترك ما كان على ما كان، وكل متنفذ من هؤلاء المسؤولين له ثقل وعباءة تحميه، فيعرضون على الوزير التلميع الإعلامي، ومميزات أخرى مقابل بقائهم وعدم التغيير.

- الصراعات داخل الوزارة والأحزاب والمجموعات المتشرذمة، فكل منهم يريد من الوزير أن يعلن ولاءه ونصرته مع أي الحزبيين حتى يقرب ويبعد، وكل فئة تتربص بالوزير على حساب التنمية والتطوير والإنجاز والإبداع.

- عدم وجود خطة واضحة المعالم يريد الوزير تطبيقها ولا هدف واضح يريد تحقيقه خلال مدة زمنية محددة، فلا خطة للوزير يعلنها ويحاسبه النواب عليها وكذلك مجلس الوزراء، لا توجد لديه خطة، وعليه هم يريدون الوزير ليسد مكانا للفراغ ويسمع ويطيع ويطبق، ويكف لسانه النواب والإعلام عن مجلس الوزراء.

- الإجراءات المقيدة: يفاجأ الوزير بأن هناك قوانين ونظما ولوائح وإجراءات روتينية معقدة تحول بينه وبين سرعة الإنجاز والإبداع والابتكار لمواكبة التطور الرأسي والأفقي داخل الكويت وخارجها.

-  الاجتماعات المستهلكة: فالوزير مطالب بحضور اجتماعات داخل الوزارة، وداخل مجلس الأمة، وداخل مجلس الوزراء، وتمثيل الدولة في الخارج، وحضور افتتاح مؤتمرات وندوات ومجاملات على حساب إصلاح الخلل داخل أروقة الوزارة والهيئات التابعة لها.

- الخبرة مفقودة: الوزير قد يكون عالة على وزارته؛ حيث إنه غير ملم بها وليست من تخصصاته، وفاقد الشيء لا يعطيه، فالوزير الذي يريد أن يكون مناسبا في وزارة يجب أن يخرج من رحمها ويعرف مواطن الخلل ليعدل ويغيرّ ويقيّم ويطوّر، والعكس من ذلك فقد يحتاج إلى وقت طويل ليتعرف على الأقسام ويوجد البطانة الصالحة التي يثق بها وتعينه على الأداء، وتعمل على استقرار الوزارة.

- الواسطات: فهناك المتنفذون والقريبون من الوزير من الذينيملكون قدرة هائلة على تطويع فكر الوزير ليساير مصالحهم، وينفذها دون تراجع أو تردد، وأفكارهم التي ظلت سارية المفعول فيخنع الوزير لهم من أجل السلامة ولا يصعد على سلم الاستجوابات ويتخلى عنه الباقون.

- أجندة التبعية: قد يقدم الوزير خدمات وصلاحيات غير مسبوقة من أجل حزب أو طائفة أو عائلة أو التغاضي عن أخطاء أحد المديرين، ويتحمل هو الفساد ويسكت عنه ويتعافى عن التقصير للتبعية المقيتة التي لم يتجرد عنها عندما وصل إلى الوزارة ليتعامل مع المواطنين بشكل واحد ألا وهو العدل.

- عدم مد جسور التعاون مع الموظفين والمراجعين: فالوزير الناجح هو الذي يفتح خطا مباشرا مع جميع الموظفين ليسمع ويتوثق وينصف المظلوم ويأخذ على يد الظالم ويستمع عن قرب إلى المراجعين ويزيل عنهم العثرات ويستفيد من أهل الخبرة ليرفع رصيده المعرفي وخبرته الإدارية من أناس لهم تجارب طويلة ليحقق الإنجازات في سجله المشرف.

- لا يأبه بالهجوم الإعلامي وتهديدات أصحاب المصالح المتقلبين، فإن أعطاهم الوزير رضوا وإن لم يعطهم تظاهروا بأن الوزير يقف في وجه مصالح المواطنين في تعنته وكبريائه وغطرسته: «فامش صح يحتار بك عدوك» ولا يبتزك الآخرون! ولا تنتظر التقدير من البشر لأنك حتما ستصاب بالإحباط، بل انتظر الأجر من رب البشر الرحيم الغني، والله عز وجل يضاعف الأجر أضعافا كثيرة.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك