رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.بسام خضر الشطي 24 نوفمبر، 2015 0 تعليق

لماذا قصد الإرهاب فرنسا؟

لما قبضت إحدى الدول الخليجية على شاحنة محملة بـ 200 كيلو جرام من المخدرات، وتم التحقيق مع السائق ومحاكمته، واكتفت بهذا الإجراء! بعدها توالت حملات تهريب المخدرات! لماذا؟ لأنها لم تضرب الرأس والتاجر الحقيقي!

     وهذا المثال أضربه حتى أبين العلاقة بين ما تقوم به فرنسا حينما أصدرت حزمة من القرارات والخطوات لتطويق الإرهاب، منها طرد أشخاص وإسقاط الجنسية عنهم، واعتقالات وضرب مواقع لداعش المجرمة في الرقة، وتخصيص ميزانية 233 مليون يورو، وسن صلاحيات جديدة وتصعيد الأزمة إعلاميا لإلصاق الإرهاب بالإسلام وهو منه براء! وتدويل الأزمة بالفتك بمن تبقى بسوريا من المدنيين، كان الأجدر والأولى هو طرح الأسئلة الآتية:

- هل هم صادقون في القضاء على داعش؟ عندما رصدت أمريكا مع دول التحالف ميزانيات ضخمة جدا للقضاء على داعش وخلال الأربع سنوات الماضية زاد داعش عددا وعدة، وامتلكوا أسلحة ضخمة.

- بعض الدول الإقليمية تمدهم بالأسلحة والتدريب بعد أن خرجوا من سجون بشار السورية وسجون المالكي العراقية، وها هم ذا الآن يبيعون النفط فما تلك الدول التي تشتري منهم؟ وها هي ذي روسيا الآن لم تضرب مواقعهم إلا القليل منها وعلى استحياء!

أليس هذا كله مؤامرة لاستنزاف الدماء والأموال وتشويه صورة الإسلام وتوسيع رقعة الإرهاب في بلاد المسلمين؟!

هذه نار خطيرة لا تبقي ولا تذر، ما لم تكن هناك حرب حقيقية ضد من صنعها ومولها وروجها، ووجهها، وسخر الإعلام لها! ثم لماذا لايتم إغلاق المواقع التابعة لها عبر شبكات التواصل الكثيرة.

     وبعد الحادث الإجرامي كانت لردة فعل اليمين المتطرف الفرنسي أثر سيء؛ حيث تم حرق مخيمات سورية يسكنها 6000 سوري، وحرق المصاحف، وحرق المساجد، ومنع الحجاب ومظاهرات تطالب برحيل المسلمين من فرنسا! وتهديد المسلمين بقتلهم على يد متطرفين.

     وهذا يتطلب أن تراجع فرنسا سياستها في ضبط الأمن والتطرف ضد المسلمين الأبرياء، بل توجه ردة فعلتها الغاضبة ضد بشار ومفتيه الذي يهدد الغرب بالصوت والصورة، وكذلك إيران التي تهدد فرنسا بعد موقفها المشرف في مجلس الأمن ضد بشار ومن وراءه.

ثم لا بد من مراجعة سياسة فرنسا الخارجية في مالي؛ حيث إن الجراحات أصابت الأهالي والأبرياء، ثم وضع حد للحرية التي تعدت النيل من أصول الدين ورموزه مما يثير حفيظة المسلمين.

     ومع هذا فرنسا كان لها دور إيجابي كبير في الضغط على الدول الأوروبية لاستقبال أكبر عدد من اللاجئين، والاعتراف بفلسطين، وفتح سفارة هناك، ورفع العلم على مقر الأمم المتحدة، والوقوف بشدة ضد صدام إبان احتلاله للكويت، وفتح مدارس إسلامية ومساجد ومراكز إسلامية، والسماح بفتح قنوات إسلامية فرنسية وحملات إغاثية للمنكوبين في الدول الإسلامية والوقوف ضد روسيا في اعتدائها على المسلمين في البوسنة والهرسك.

نسأل الله -عز وجل- أن يقضي على الإرهاب، والتطرف ويوحد صفوف المسلمين، وأن يظهر وسطية الدين الإسلامي الذي جاء بالرحمة، قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ}(آل عمران: 159)، {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}(الأنبياء: 107).

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك