رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.بسام خضر الشطي 21 يونيو، 2011 0 تعليق

لماذا فاز «العدالة والتنمية» للمرة الثالثة؟

      لأول مرة في تاريخ تركيا يفوز حزب ثلاث مرات متتالية وبزيادة واضحة وقبول اجتماعي كبير. هذا السؤال لماذا فاز حزب العدالة والتنمية حيَّر الخصوم في معرفة الإٌجابة، وأعتقد ومن خلال قراءتي أن هناك أسباب عديدة في هذا الخصوص:

- توفيق الله عر وجل أولاً وأخيراً ثم التخطيط الدقيق؛حيث نزلوا إلى الساحة وجالسوا الناس وسمعوا منهم ولهم متابعات جيدة للصحافة وللإعلام ولقضايا الناس.

- نشّطوا التجارة في تركيا حيث حصلوا على الدولة الثانيةبعد الصين في التنمية وعلى الصناعات المتقدمة رغم الظروف العالمية المنهارة والصناعة الإبداعية وعملوا على الاكتفاء الذاتي ورفعوا سعر عملتهم ووفروا وظائف كثيرة وعالجوا مشكلة البطالة.

- السياسة الخارجية القوية وتسجيل المواقف وكسب الدول شعوباً وقيادات مثل قضية فلسطين وحصار غزة وليبيا والآن في سورية وفتح الحدود لجميع اللاجئين، وإعادة مكانتها القوية بين الدول الإسلامية خاصة.

- فهموا القوانين جيداً وقد حجموا سلطة الجيش ورفعوا القضايا عليهم بعد الانقلابات ولم يتنازلوا عن دينهم في الحجاب، وحجب المواقع السيئة وبناء المساجد والمعاهد الدينية، وإرجاع الهوية الدينية إلى الشباب خاصة.

- صبرهم فكم من محاولة إنقلابية واغتيالات تعرضوا لها وتشويه الصورة  لم تفت بعضدهم فملكوا أعصابهم وأحسنوا لمن أساء إليهم ولم ينتهجوا سياسة إلغاء الآخر، بل تعاملوا مع الجميع أنهم مواطنون من الدرجة الأولى، وحلوا أغلب المشكلات مع الأحزاب إلا قضية الأكراد فهي تحتاج إلى وقت طويل.

- لم يجعلوا هدفهم اللهث وراء الانضمام إلى السوق الأوربية بل هدفهم بناء مجتمع متماسك وقوي وإبراز الهوية الإسلامية وإحياؤها بين كل فئات المجتمع.

- خفض الرسوم على المدراس والجامعات والعلاج، والاستماع إلى كل ما يعانيه المواطن التركي في داخل بلاده وخارجها.

- كانوا واضحين في خطواتهم، وهمهم الأول الآن هو تغيير الدستور ليواكب مطالب الشعب والاهتمام ببناء دولة صلبة تهتم بالأجيال القادمة وتغدو رقماً قويا وصعباً.

- حقق أردوغان الاستقرار الأمني والاقتصادي والاجتماعي، وأنهى سنوات الأزمات الاقتصادية وارتفاع معدلات التضخم وأسعار الفائدة وضعف العملة، وجعل الشركات التركية محل تقدير بعد نجاحها الباهر ومنافستها الشركات الصينية ومد جسور التعاون مع الدول الخليجية.

- اهتم ببرنامج إنشاء مناطق سكنية للملايين والقضاء على الفقر، فلا يريد أن يرى مواطناً تركياً فقيراً دون وظيفة وبلا علاج ودون مأوى، هكذا قالها وحققها.

- أصبحت تركيا رقما مهما في السلام العالمي ورقما مهما في الاقتصاد العالمي، ورقما مهما في كل المؤتمرات الدولية.

     صحيح أنه لم يحقق 330 مقعداً من أصل 550 مقعداً، ولكنه حقق 325 مقعداً، وباستطاعته التأثير على الباقي من خلال مصلحة تركيا والشعب التركي، فلا رشوة دفعت ولاضمائر بيعت، ولا تلاعب بالصناديق تم، ولا التأثيرات الإعلامية من خلال شراء صحف وقنوات، بل الصدق والأمانة والانتماء الديني والهوية الإسلامية واحترام الجميع وعدم إلغاء الآخر وبناء البلاد؛ لأن الدول تحترم القوي دوماً، هذه عوامل نجاحه.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك