لماذا تفككت وتصدعت الأسر والعائلات المسلمة في الوقت الحاضر؟ خـــــروج الــمـــرأة للـعــمــــل
إن خروج المرة للعمل خارج البيت في المعامل والمصانع ومختلف الإدارات العمومية والخصوصية والشركات والمقاولات، أسهاماً بشكل كبيرا في تفكك الأسرة المسلمة المعاصرة وتصدعها، وهز استقرارها، وهدد أمنها، وأثر سلبا على الأبناء والأطفال وتربيتهم الأسرية، وتنشئتهم الاجتماعية، وما ظاهرة النزاع والشقاق بين الإخوة إلا نتيجة حتمية لمغادرة المرأة لبيتها؛ لأن الأبناء فقدوا حنانها ومودتها وعطفها.
وهكذا تخلت الأم العاملة والموظفة عن دورها التربوي الذي حدده لها الإسلام، المتمثل في وجوب تربية الأطفال ورعايتهم والاهتمام بهم وبمصالحهم وشؤونهم الصحية والغذائية والنفسية والتربوية والدينية، وفي المقابل استعانت المرأة العاملة أو الموظفة بالخادمات ودور الحضانة ورياض الأطفال ليقوموا بتربية فلذات أكبادها وتنشئتهم، وهكذا فإن خروج المرأة إلى العمل اليوم يعد من أهم عوامل تفكك الأسرة المسلمة وتصدعها.
سفر الأب أو الزوج وغيابه
إن سفر الأب أو الزوج وغيابه عن المنزل زاد من حدة تفكك الأسرة المسلمة وتصدعها؛ بسبب بحثه عن لقمة العيش، وجمع المال وتحصيله، فهذا السفر أو الغياب قد يصل لأيام أو شهور دون أن يرى الأب أولاده ويجلس معهم، وبالتالي يحرمون من توجيهه ونصحه ومساعدته ومراقبته لهم، وهكذا قصر وفرط الآباء والأمهات في حقوق أبنائهم عليهم، واكتفوا فقط بالحقوق المادية. ونسي هؤلاء أن حاجة الأطفال إلى العطف والحنان والرعاية والتوجيه والمراقبة والمساعدة المعنوية والنفسية لا تقل أهمية عن حاجتهم إلى الطعام والشراب، وأن غذاء الروح والعقل والرعاية المعنوية والنفسية تفوق بكثير أهمية غذاء البدن أو الجسد لو كانوا يعلمون أو يدركون.
الطلاق أو هجر أحد الوالدين
إن الطلاق يعد بمثابة (قنبلة موقوتة) تنفجر فجأة لتدمر كيان الأسر والعائلات وتفككها وتزلزلها؛ لأن من نتائجه قطع أواصر الصلة ووشائجها بين الأبوين فيفتقد الأولاد الحنان والعطف والرعاية والاهتمام والمراقبة والتوجيه والإرشاد.
إن الطلاق أو هجر أحد الوالدين يؤدي بالأطفال إلى ردات فعل عسكية، تخرجهم عن مجال الطواعية والانصياع، فيكون التشرد والضياع نتيجة وثمرة أكيدة من ثمرات الهروب إلى الشارع، ومخالطة رفاق السوء والسقوط في مهاوي الرذيلة والفاحشلة واكتساب العادات السيئة وسلوك طريق الإجرام والانحراف والتطرف، وهذا هو الخسران الكبير والفشل الذريع الذي أصاب الأسر والمجتمعات المسلمة.
ضعف الوازع الديني أو الإيماني
إن انعدام أو ضعف الوازع الديني والإيماني والروحي لدى أفراد المجتمع يعد من أهم عوامل تفكك الأسر والعائلات المسلمة المعاصرة؛ لأن عوامل الدين والإيمان والعقيدة والأخلاق -كما هو معروف- تحض الأسرة والعائلة وتحفظها من التصدع والتفكك والانحراف والتطرف، وغيرها من الاختلالات الخطيرة التي تهدد أمن الأمة اليوم واستقرارها، لقد ابتعدنا عن العقيدة والشرعية الإسلامية والأخلاق السامية والعادات والتقاليد الأصيلة؛ ولذلك فلا غرابة أن تتفكك أسرنا وعائلاتنا.
خطر وسائل الإعلام المرئية
إن لوسائل الإعلام دورا خطيرا في تصدع الأسر وهدمها وتشتيتها، ولاسيما المرئية منها كالفضائيات مثلا التي تبث برامج وأفلام ومسلسلات العنف والجريمة والتحلل الأخلاقي والانحراف السلوكي والتطرف وغيرها من الأفعال والسلوكيات المشينة والدنيئة، لقد أسهمت وسائل الإعلام المرئية إسهاما كبيرا في هدم الكثير من الثوابت والقيم الدينية والأخلاقية والثقافية والتربوية والأسرية والاجتماعية، لعل أهمها ما كان يحيط الوالدين من قداسة وتعظيم واحترام وتبجيل، فكانت سببا مباشرا في شيوع ظاهرة عقوق الوالدين وعدم احترامهم، وتوقيرهم وطاعتهم واتباع أوامرهم ونصائحهم وإرشادهم واجتناب نواهيهم وتحذيراتهم.
لاتوجد تعليقات