لماذا التشكيك في مكان المسجد الأقصى ومكانته ؟!
كثرت في الآونة الأخيرة حملات التشكيك في مكانة المسجد الأقصى، وأنه ليس هو مسجد القدس، وأنه مسجد في الطائف، وأن مسرى النبي كان إليه، وأن المسجد الأقصى في القدس ليس له أي فضل عن بقية المساجد، وأن المسلمين خدعوا بإعطاء القداسة لمسجد القدس على مر العهود والأزمان، وبعضهم قال: إنَّ الذي بناه هو عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، ووصل الأمر إلى التشكيك في المعراج، وأنه حصل بالقلب فقط وليس بالجسد والروح، وأن المسجد الأقصى الذي ندعي قداسته في القدس ليس لنا، وأن لليهود حقا فيه، وأنه عندما فتح أخذ من النصارى فهو لليهود والنصارى، وفي النهاية قالوا: إن لليهود حقا في المسجد الأقصى، والمطالبة بإعطاء اليهود حقوقهم في أماكن عبادتهم، ورد ما اعتدينا عليه من مقدسات اليهود.
ونستغرب، كيف وصل الحال بهؤلاء أن جندوا أفواههم وأقلامهم لخدمات يعجز عنها كتّاب الصحف العبرية؟! بل توسعوا ليوجهوا سهامهم لكل من دافع عن حقوق المسلمين في مقدساتهم في فلسطين، وأعطوا لليهود حقوقا في أرضنا ومقدساتنا، وأوغلوا في تنظيرهم حتى قالوا بضرورة إعادة صياغة التاريخ، وسرد أحداث نكبة فلسطين ونكستها بطريقة مغايرة؛ لأنهما حدثا بسبب أننا لم نستطع أن نتعامل مع حداثة الكيان اليهودي وتطوره!.
ضعف الأمة الإسلامية
لا شك أن كتابات هؤلاء وأقوالهم كانت في السابق أكثر تورية وتقية؛ لأن الأمة الإسلامية لم تكن بهذا الانكسار والضعف كما عليه الآن، فصوت هؤلاء وظهورهم يخفت حين تكون الأمة في قوتها، ومكانتها التي كانت عليها، وظهورهم مرهون بضعف الأمة، وتكالب أعدائها عليها، وهذا هو حال كل من أراد السوء لهذه الأمة منذ عهد النبوة إلى الآن.
خلاصة ما كتبه اليهود
فقد جمعوا خلاصة ما كتبه الباحثون اليهود للتشكيك في مكانة المسجد الأقصى عند المسلمين، وما سطرته مراكزهم العلمية، وما اخترعه مؤرخوهم لخلق تاريخ يخدم كيانهم ووجودهم على الأرض المباركة، وحقا لا مثيل لهؤلاء في كل مراحل التاريخ! فهؤلاء أناس تنكروا لأمتهم وأوطانهم، ودافعوا عن حقوق الأعداء، وهذا الفكر -مع الأسف- يجد كل الدعم من ظهور، وفتح الأبواب ليقولوا ما أرادوا، عبر الفضائيات والمنتديات.
كتابات الباحثين اليهود المشككة في مكان الأقصى ومكانته
وبالمقارنة بما قاله وكتبه هؤلاء، وما كتبه وأشاعه الباحثون اليهود والمستشرقون الحاقدون، يجد أنها متشابهة إلى حد المطابقة في فقرات كاملة أحياناً، وإليك الأدلة:
مسجد قريب من مكة
كتب (مردخاي كيدار أستاذ التاريخ الإسلامي جامعة بار إيلان قسم الدراسات العربية)، أن المسجد الأقصى هو مسجد قريب من مكة؛ فيقول: «القدس ليست لها أهمية تذكر في الدين الإسلامي، والمسجد الأقصى المذكور في القرآن الكريم هو مجرد مسجد صغير يقع في شبه الجزيرة العربية، وتحديداً في قرية الجعرانة على الطريق بين مكة والطائف».
ويضيف: «كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يصلي في أحد مسجدين بهذه القرية، الأول- هو المسجد الأدنى، والثاني- هو المسجد الأقصى وفقاً لموقعها الجغرافي»، وأن: «واقعة الإسراء والمعراج حدثت في مسجد الأقصى بالجعرانة وليست بالقدس».
مسجد بعيد قصي سماوي
وكتبت (حوا لاتسروس يافه) بحثاً أكدت فيه: أن المسجد المذكور في آية الإسراء قد فهم منذ البداية أنه مسجد بعيد قصي سماوي، ولم يقصد منه ذلك المسجد الذي لم يقم في القدس إلا زمن (الأمويين).
ودعمت (لاتسروس) فكرتها بمقال كتبه: (جوزيف هوروفيتش) حول الموضوع نفسه أكد فيه: أن المسجد الذي عنته آية الإسراء إنما هو مصلى سماوي يقع في القدس السماوية العليا، وقال: «ينبغي أن نفهم أقوال مفسري القرآن الأقدمين على هذا النحو؛ حيث يجمعون عادة على أن المسجد الأقصى معناه: بيت المقدس. وأن -بحسب رأيه تقصد جوزيف - فإنهم يقصدون القدس العليا، غير أن المصطلحات اختلطت على مر الأجيال، وفُهِمَ المسجد الأقصى الذي في القدس العليا، على أنه موجود في القدس الحاضرة».
وزعم الباحث (عوفر ليفينين) في مقدمة تحقيقه لمخطوط (ابن المرّجا) (فضائل بيت المقدس) في تعليقه على أحاديث فضائل بيت المقدس، ونشأتها وتطورها أن: «الأحاديث المتعلقة ببيت المقدس انتشرت انتشارا واسعا في العهد الأموي، هذا بعض مما أشاعه اليهود من أكاذيب، تركز على أن قداسة المسجد الأقصى ومكانته مرتبطة بظروف سياسية معينة في حقب التاريخ الإسلامي.
لماذا يشككون في تاريخ القدس والمسجد الأقصى؟
لا ريب أن هذا التشكيك هو في دائرة المؤامرة لهدم المسجد الأقصى المبارك، وليبنى مكانه معبدهم المزعوم (هيكل سليمان)، ولقطع الرابط بين فلسطين وبيت المقدس ومسجدها الأقصى المبارك، وفي سبيل ذلك أصروا على التشكيك في كل ما جاء في الكتاب والسنة حول فضائل المسجد الأقصى المبارك ليقولوا -كاذبين -: بأن القدس لا مكانة لها، ولا رابط دينياً بينها وبين الإسلام، وأن المسجد الأقصى هو مسجد آخر غير مسجد القدس، هو مسجد في السماء، أو هو مسجد قريب من المدينة وسمي الأقصى لأنه البعيد.
فقد أساءهم تعلق المسلمين بالقدس والأقصى ومحبتهم لهما والنظر إليهما، وتاريخهما الزاهر، فعملوا على تقويض إجماع المسلمين على قداسة مدينة القدس، وتعظيم حرمتها وحرمة الأقصى في الإسلام.
لماذا يؤرقكم أقصانا؟
ولعلنا نتساءل لماذا تتكرر على مسامعنا هذه الأكاذيب والشبهات بين فترة وأخرى؟! وما هدف من يتبناها من وسائل إعلامية وفضائية؟! وما السبب في نشر هذا التشكيك في مكان المسجد الأقصى ومكانته؟! ولماذا المحاولات حثيثة من هؤلاء -وهم ليسوا يهود- لإدخالها في بعض النفوس؟!
على الرغم أن ما يقوله هؤلاء من العرب - أسموهم أدباء ومفكرين- لم يضف جديداً على الدراسات اليهودية والاستشراقية التي تعمل على تقليل أهمية المصادر الإسلامية المتعلقة ببيت المقدس، بعد أن فتحها أمير المؤمنين عمر - رضي الله عنه -، أو للتقليل من أهميتها ومكانتها في الإسلام والتشكيك في النصوص التي جاءت في الكتاب والسنة وكتب السير والفقه؛ وذلك بهدف إلغاء الحقائق والتشكيك في الثوابت لكتابة تاريخ جديد لبيت المقدس من وجهة نظر أحادية متعصبة.
دوافع مراكز الدراسات والباحثين
ولا شك أننا نعرف دوافع مراكز الدراسات والباحثين اليهود في نشر تلك الشبهات والأكاذيب لإكساب احتلالهم لبيت المقدس شرعية دينية وتاريخية وواقعية وأثرية وقانونية، بل وإنسانية في بعض الأحيان.
وحقا إن تاريخنا في القدس يؤرقهم، وكيف لا يقلقهم وفي طياته الأخبار والسير ما يشيب منه أعداء المسلمين؟ ففي تاريخنا أخبار الفتوحات والبطولات، ثم الهزائم والانتصارات، قام بها علماء وقادة، فتحوا الأمصار، وانتصروا على غارات المغول، وردوا حملات الصليب، وكسروا شوكة الاستعمار المعاصر، وفي صفحة مؤلمة من صفحات هذا التاريخ - الذي نعيشه - انتكاسة للأمة بأن قامت على أرض فلسطين دولة آثمة ظالمة، سلبت الأرض والمقدسات، وسرقت الخيرات، وتعدت على الحريات والكرامات، لا بقوتها وبأسها، فما كان اليهود أبداً أولي بأس وقوة، ولا كانوا أولي نبل وشهامة، بل بقوة من يقوم وراءها ليحميها ويقويها على باطلها، ويمدها بما يزيد عدوانها.
لماذا لا يؤرقهم تاريخنا؟
لماذا لا يؤرقهم تاريخنا؟ وفي صفحاته تفاصيل فتح أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - للقدس، وأخبار عماد الدين ونور الدين الزنكي، وانتصارات صلاح الدين الأيوبي، والظاهر بيبرس -رحمهم الله جميعاً- وتحريك الأمة وإحياؤها من جديد على يد علماء ربانيين كالعز بن عبد السلام وابن تيمية، ومحمد بن عبد الوهاب -رحمة الله عليهم- جميعًا، والخير في هذه الأمة لا يزول إلى قيام الساعة.
والرد على كل من شكك في مكانة المسجد الأقصى نلخصه في الآتي:
1- محل دعوة الأنبياء إلى التوحيد
والمسجد الأقصى: محل دعوة الأنبياء إلى توحيد الله -تعالى-، ورباط المجاهدين القائمين، ورغبة المجاهدين الفاتحين، ومنارة للعلم والعلماء، دخله من الصحابة جمع كثير، ويرجى -والرجاء رجاء الأنبياء- لمن صلى فيه أن يخرج من خطئيته كيوم ولدته أمه، وهو مقام الطائفة المنصورة، وأرض المحشر والمنشر، وفيه يتحصن المؤمنون من الدجال ولا يدخله.
2- أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على فضله
وعظيم شأنه
والمسجد الأقصى: أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على فضله وعظيم شأنه، وأخبر بتعلق قلوب المسلمين به لدرجة تمني المسلم أن يكون له موضع صغير يطل منه على المسجد الأقصى أو يراه منه، ويكون ذلك عنده أحب إليه من الدنيا وما فيها، وهذا ما أخبرنا به الصادق المصدوق r بقوله: «وليوشكن أن يكون للرجل مثل شطن فرسه من الأرض؛ حيث يرى منه بيت المقدس خير له من الدنيا جميعاً»، أو قال: «خير من الدنيا وما فيها».
3- ثـاني المساجد وضعاً في الأرض
والمسجد الأقصى قدسيته قديمة؛ فهـو ثـاني المساجد وضعاً في الأرض بعد المسجد الحـرام، فعن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أولاً؟ قال: المسجد الحرام، قال: قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى قلت: كم كان بينهما؟ قال أربعون سنة ثم أينما أدركتك الصلاة بعدُ فصله، فإن الفضل فيه».
4- بشر النبي - صلى الله عليه وسلم - بفتحه
وبشر النبي - صلى الله عليه وسلم - بفتحه قبل أن يفتح، وتلك البشرى من أعلام النبوة، عن عوف بن مالك قال أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك وهو في قبة من أَدم، فقال اعدد ستاً بين يدي الساعة: ذكر منها: ثم فتح بيت المقدس».
من بنى المسجد الأقصى؟
أخرج البخاري في صحيحه بالسند إلى أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله، أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: «المسجد الحرام»، قال: قلت: ثم أي؟ قال: «المسجد الأقصى»، قال: كم كان بينهما؟ قال: «أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصله، فإن الفضل فيه»، وليس هناك نص ثابت في أول من بنى المسجد الأقصى، ولكن لا خلاف أن بيت المقدس أقدم بقعة على الأرض عرفت عقيدة التوحيد بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة، وأن الفرق بين مدة وضعهما في الأرض أربعون سنة.
أول من أسس المسجد الأقصى
- قول القرطبي في (الجامع لأحكام القرآن ج4 ص138): «واختلف في أول من أسس بيت المقدس، فروي أن أول من بنى البيت (يعني البيت الحرام) آدم -عليه السلام-، فيجوز أن يكون ولده وضع بيت المقدس من بعده بأربعين عامًا، ويجوز أن تكون الملائكة أيضًا بنته بعد بنائها البيت بإذن الله، وكل محتمل والله أعلم».
- وأورد ابن حجر في الفتح (كتاب أحاديث الأنبياء): «إن أول من أسس المسجد الأقصى آدم -عليه السلام-، وقيل الملائكة، وقيل سام بن نوح -عليه السلام-، وقيل يعقوب -عليه السلام-»، وقال كذلك: «وقد وجدت ما يشهد ويؤيد قول من قال: إن آدم -عليه السلام- هو الذي أسس كلا المسجدين، فذكر ابن هشام في (كتاب التيجان) أن آدم لما بنى الكعبة أمره الله بالسير إلى بيت المقدس وأن يبنيه، فبناه ونسك فيه». وذكر السيوطي في شرحه لسنن النسائي: «أن آدم نفسه هو الذي وضع المسجد الأقصى، وأن بناء إبراهيم وسليمان تجديد لما كان أسسه غيرهما وبدأه».
بناء إبراهيم -عليه السلام
- أشار ابن حجر العسقلاني في (فتح الباري- ج6- ص407) إلى أن ابن الجوزي ذكر في قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أربعون سنة» إشكالا؛ لأن إبراهيم -عليه السلام- بنى المسجد الحرام وسليمان بنى بيت المقدس، وبينهما أكثر من ألف سنة، ثم أجاب ابن الجوزي عن هذا الإشكال بقوله: «إن الإشارة إلى أول البناء ووضع أساس المسجد، وليس إبراهيم أول من بنى الكعبة، ولا سليمان أول من بنى بيت المقدس»، ثم قال ابن الجوزي: «فقد روينا أن أول من بنى الكعبة آدم، ثم انتشر ولده في الأرض، فجائز أن يكون بعضهم قد وضع بيت المقدس، ثم بنى إبراهيم الكعبة بنص القرآن»، وكذا قال القرطبي: «إن الحديث لا يدل على أن إبراهيم وسليمان لما بنيا المسجدين ابتدأ وضعهما لهما، بل ذلك تجديد لما كان أسسه غيرهما».
تجديد إبراهيم -عليه السلام
- وذكر أكثر المفسرين أن إبراهيم -عليه السلام- قد جدد بناء المسجد الأقصى، وأقامه ليكون مسجدًا للأمة المسلمة من أبنائه وذريته المؤمنين برسالته ودعوته، واستمرت إمامة المسجد الأقصى وبيت المقدس في يد الصالحين من ذرية إبراهيم -عليه السلام- كما ذكر ابن كثير في (البداية والنهاية- ج1- ص184): أنه في عهد يعقوب بن إسحاق -عليهما السلام- أعيد بناء المسجد الأقصى بعد أن هرم بناء إبراهيم -عليه السلام-. وذكر شهاب الدين المقدسي في (مثير الغرام- ص134): «وكان هذا البناء تجديدًا».
بناء سليمان -عليه السلام
- والثابت بالأدلة الشرعية المعتمدة لدينا نحن المسلمين أن سليمان -عليه السلام- بنى المسجد الأقصى، وأن بناء سليمان -عليه السلام- بناء التجديد والتوسعة والإعداد للعبادة لا بناء التأسيس، روى النسائي وابن ماجة وغيرهما بالسند إلى عبدالله بن عمرو بن العاص عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لما فرغ سليمان بن داوود من بناء بيت المقدس، سأل الله ثلاثًا: حكمًا يصادف حكمه، وملكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعده، وألا يأتي هذا المسجد أحد لا يريد إلا الصلاة فيه إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه» فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أما اثنتان فقد أعطيهما، وأرجو أن يكون قد أعطي الثالثة».
- قال النووي في شرح مسلم: «ورد أن واضع المسجدين آدم -عليه السلام-، وبه يندفع الإشكال بأن إبراهيم بنى المسجد الحرام وسليمان بنى بيت المقدس، وبينهما أكثر من أربعين عامًا، بلا ريب فإنهما هما مجددان».
وقال القرطبي في (الجامع لأحكام القرآن): «إن الآية -أي قوله -تعالى-: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ} (البقرة:127)- والحديث الذي رواه النسائي لا يدلان على أن إبراهيم وسليمان -عليهما السلام- ابتدأا وضعهما، بل كان تجديدًا لما أسس غيرهما».
ويقول الإمام البغوي في تفسيره: قالوا: فلم يزل بيت المقدس على ما بناه سليمان حتى غزاه بختنصر، فخرب المدينة، وهدمها ونقض المسجد، وأخذ ما كان في سقوفه وحيطانه من الذهب والفضة والدر والياقوت وسائر المجوهرات، فحمله إلى دار مملكته من أرض العراق.
تجديد للمسجد الأقصى
- ومما سبق يتبين أن ما قام به سليمان -عليه السلام- في بيت المقدس ليس بناء لهيكل، وإنما هو تجديد للمسجد الأقصى المبارك كما فعل إبراهيم -عليه السلام- في المسجد الحرام؛ فالمسجد الأقصى قبل سليمان وموسى ويعقوب وإبراهيم -عليهم السلام-، ليكون مجدًا للأمة المسلمة.
الصلاة في المسجد الأقصى لها فضل كبير
الصلاة في المسجد الأقصى لها فضل كبير، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لما فرغ سليمان بن داود من بناء بيت المقدس سأل الله ثلاثاً: حكما يصادف حكمه، و ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده، وألا يأتي هذا المسجد أحد لا يريد إلا الصلاة فيه إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه» فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أما اثنتان فقد أعطيهما، وأرجو أن يكون أعطي الثالثة».
المسجد الأقصى هو أول قبلة للمسلمين
نقول لكل من يشكك في مكانة المسجد الأقصى: المسجد الأقصى هو: أول قبلة للمسلمين، وثاني مسجد وضع في الأرض، وبارك الله فيه وفيما حوله، وثالث المساجد التي تشد إليها الرحال، ومسرى النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -، ومعراجه إلى السموات العلا، وصلى النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - فيه بالأنبياء إماماً، ويضاعف فيه أجر الصلاة، وبشر النبي - صلى الله عليه وسلم - بفتحه، أخرج البخاري ومسلم بالسند إلى البراء بن عازب رضي الله عنه - قال : صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً ثم صرفنا إلى القبلة»، وتحويل القبلة لم يلغ مكانته، بل بقيت مكانته عظيمة في قلوب المسلمين وفي الشرع الإسلامي.
لاتوجد تعليقات