لماذا استهدف الإرهاب بلجيكا؟
في أول زيارة للملك فيصل آل سعود ملك المملكة العربية السعودية لبروكسل كانت عام 1967، والتقى الملك (بودوان الأول)، وفي هذه الأثناء شب حريق في أكبر مصنع للحديد والصلب، راح ضحيته أعداد كبيرة، ونكسوا العلم وقتها، فما كان من الملك فيصل إلا أن زار المصابين وأهالي الذين ماتوا، وواساهم بالمال، ودفع قرابة نصف المبلغ المخصص لإعادة إعمار المصنع؛ فما كان من ملك بلجيكا إلا أن أهدى الملك فيصل قطعة أرض في قلب العاصمة؛ فأمر -رحمه الله- ببناء مركز إسلامي عليها، و يقع المركز على بعد أمتار قليلة من مقر السوق الأوروبية المشتركة، لتكون مسجدا ومقرا، كما اعترفت الحكومة البلجيكية بالمركز الإسلامي ليكون ممثلا عن المسلمين فيها، واعترفت في 27-6-1974م بالإسلام، وأدخلت مقرر التربية الإسلامية ليكون مقررا في جميع المدارس والمراحل الحكومية للمسلمين بوصفها مادة أساسية ولغيرهم مادة اختيارية.
في بلجيكا قرابة المليونين مسلم -من أصل 12 مليوناً عدد سكانها- كما نشرت صحيفة (نوميف ليكسبريس) وجاء في الخبر أن: 80٪ منهم مغاربة، و10٪ أتراك، والباقي من أصول مختلفة.
وسمحت بالحجاب والنقاب وتطبيق السنة على المسلمين، وفتحت مجالا لبناء المساجد، ووزعت أراضي للمقابر، واعترفت بالأحوال الشخصية للمسلمين من زواج وطلاق، وتوزيع المواريث والوصايا.
كما عدت عيدي الفطر والأضحى عطلة رسمية، وسمحت بتعليم القرآن واللغة العربية، وحتى الكتابة على المحلات التجارية، وأعطت رواتب لـ(400) إمام مسلم، يستلمون رواتبهم مباشرة من وزارة العدل.
وتم توظيف (900) معلم ومعلمة للتربية الإسلامية، ويحصلون على رواتبهم من وزارة التربية، وسمحت بتعيين وزراء مسلمين وسفراء وآخرين في مناصب عليا.
بلجيكا تمثل ثلاثة ألوان، وهذا دليل على أن الشعب غالبيته من هولندا وألمانيا وفرنسا، ولغاتهم هي اللغات الأساسية عندهم، وقد رفضت أن تعد الإسلام ديناً إرهابيا، وعدت الإرهاب لا دين له ولا وطن، ولا يخلو دين من وجوده، وهو مستنكر عند الديانات جميعها.
إذاً لماذا يريدون ضرب عاصمة الدول الأوروبية؟!
حتى يتحرك الأعداء لمواجهة المسلمين ومضايقتهم، وهذا تنفيذ لما يريده بشار وحلفاؤه من التحرك ضد الدول التي تريد الإطاحة به، وهذا يبين أن (داعش) وأخواتها الإرهابيين ما هم إلا امتداد لهذا الفكر الدخيل علينا جميعاً.
ولذلك قام العلماء والدول باستنكاره واستنكار الإرهاب الذي يتعرض إليه المسلمون في كل مكان وغيرهم مثل الواقع في فلسطين المحتلة، والأقليات في بورما، وبعض الدول الإقليمية.
وقد زرت بلجيكا مرتين, ووجدت فيها ما يَسرُّ من السماح للمسلمين بممارسة ديانتهم، والسماح بالدعوة، والحفاظ على الهوية الإسلامية, وفتح برامج وقنوات ومدارس لهم.
والله المستعان.
لاتوجد تعليقات