رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: فايزة أوشالة 22 يوليو، 2018 0 تعليق

لك أختي التاجرة


من سنن الله في خلقه أن جعل النهار لنا معاشا، نتكسب فيه حلالاً طيباً، قال -تعالى-: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُون}(الجمعة: 10)، وفي الآونة الأخيرة ظهرت شريحة كبيرة من فئة النساء، تتكسب في مجال التجارة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها (الانستغرام) .

     والمعروف أن التجارة من أفضل طرق الاكتساب، وقد اشتغل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ وكذلك الكثير من أصحابه -رضي الله عنهم-, ولا بأس للمرأة أن تشارك في هذا المجال على وجه ليس فيه خطر على دينها وعرضها, ولا خطر على الرجل كفتنته وإفساده, وألا تكون مانعاً لها لإقامة شعائر الله على الوجه المرضي, ولا تنشغل بالمعارض التجارية في أوقات الصلوات، وأن تبذل من أرباحها الحلال لدين الله، كما كان عهد التجار المفلحين, وأن تصرف من أموالها لإعلاء راية الله ابتغاء مرضاته، ولا تغتر بكثرة الأرباح.

     والأصل في التجارة وسائر أنواع المكاسب الحل، لكن ليست لكل أنواع المكاسب التجارية صفة الجواز؛ لذلك كان لزاما عليك -أختي التاجرة المسلمة- أن تعتني عناية كافية بمعرفة الأحكام الشرعية المتعلقة بصفة المعاملات المادية، وتعلم أحكامها حلالها وحرامها, حتى تكون بعيدة عن المحرمات, وهي كثيرة كالربا، والغش، والتدليس، والغرر، والرشوة، وغيرها من أكل أموال الناس بالباطل، وإياك والسعي وراء فضول الأموال؛ فالحرص عليها يوقع العبد في التنعم والترفه والتبسط؛ فقلما نجا عبد كان ذلك حاله من عواقب جمع المال وكثرة مغانمه؛ ولذلك نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التبقر في المال، والتبقر : هو الكثرة والسعة.

     أيتها التاجرة المسلمة، إجعلي من المال وسيلة للتقرب من الله, تعينين به الضعيف, وتكرمين الفقراء والمساكين وتصلين به الرحم، والحذر الحذر أخيتي عند الإعلان عن منتجاتك من نشر المقاطع الموسيقية والصور المحرمة؛ فالأرزاق بيد الله يقسمها كيف يشاء, وما عند الله لا ينال إلا بطاعته، ثم إن التجارة عن طريق الإنترنت، تجعلك أنت من تتحكمين في الميزان؛ فالكثير من الزبائن يستقبلون البضاعة دون وزنها، لكن الله في السماء يراك؛ لذا كان عليك أن توفي الإيفاء الحقيقي، كماً، وكيفاً دون تطفيف، أو بخس، أو انتقاص.

- نقطة مرور: بعض الأخوات إذا اشتهر حسابها يطلب منها لنشر أغراض كثيرة، ومنها نشر مقاطع تثير الشعوب ضد الحكام، وتشجع على الخروج باسم الثورات التي تجر إلى الفتن، وتمزق وحدة الأمة؛ فلتكوني -أخيتي- تاجرة فطنة، لا يستغلك المحتالون والنصابون، ولاسيما ممن يسيء إلى الدين بعباءة الدعوة إلى الله، والقيام بواجب النصيحة، ولا تنسي أختي التاجرة المسلمة شكر الله على نعمه، وفضله، والشكر لا يكون إلا باجتماع ثلاثة أركان:

- أولاً: اعتراف القلب بنعمة الله وفضله.

- ثانيا: الثناء على الله وحمده عليها قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}(البقرة: 172).

- ثالثا : الاستعانة بالجوارج على مرضاة الله.

الحاصل: على التاجرة المسلمة أن تسعى إلى تحقيق الفضيلة، ونشر الخير في المجتمع, وتفادي الذنوب والمحرمات، والعمل على صرف أموال التجارة في موضعها الشرعي، وشكر الله بالقلب والجوارح واللسان.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك