لطائف من أخبار العرب
كان الحارث بن عباد في حرب، وأراد أن يظفر بعدي بن أبي ربيعة ليثأر منه، وبينما هو في الحرب أسر رجلا، فطلب منه أن يدله على عدي بن أبي ربيعة فقال له الأسير: أتطلقني من أسري إن دللتك عليه؟
قال: نعم.
فقال: أنا عدي بن أبي ربيعة.
فأطلقه وفاء بوعده!!!
التواضع:
يروى أن رجلا كان يسعى بين الصفا والمروة راكبا فرسا وبين يديه العبيد والغلمان توسع له الطريق ضربا للناس؛ فأثار بذلك غضب الناس، وحملقوا في وجهه وكان فارع الطول واسع العينين.
وبعد سنين رآه أحد الحجاج الذين زاملوه يتكفف الناس على جسر بغداد فقال له: ألست الذي كنت تحج في سنة كذا وبين يديك العبيد توسع لك الطريق ضربا؟
قال بلى.
فقال: فما صيرك إلى ما أرى؟
قال: تكبرت في مكان يتواضع فيه العظماء؛ فأذلني الله في مكان يتعالى فيه الأذلاء.
نفسي وأعدائي:
سأل العتبي أعرابيا: ما بال العرب سمت أبناءها: أسدا ونمرا وكلبا؟ وسمت عبيدها: مباركا وسالما؟
قال: لأنها سمّت أبناءها لأعدائها، وسمّت عبيدها لأنفسها.
الجرح الذي لا يندمل:
قيل لأعرابية: ما الجرح الذي لا يندمل؟
قالت: حاجة الكريم إلى اللئيم ثم يرده.
قيل لها: فما الذل؟
قالت: وقوف الشريف بباب الدنيء ثم لا يؤذن.
فائدة تعلم اﻷدب:
قال بعض الأعراب: تعلموا الأدب؛ فإنه زيادة في الفضل ودليل على العقل، وصاحب في الغربة وأنيس في الوحدة، وجمال في المحافل وسبب إلى درك الحاجة.
ندعو الله باسمه:
صاح أعرابي بالخليفة المأمون: يا عبدالله يا عبدالله؛ فغضب المأمون وقال: أتدعوني باسمي؟!!!
فقال الأعرابي: نحن ندعو الله باسمه.
فسكت المأمون كأنه ألقم حجرا.
معاذ عبدالرحمن
لاتوجد تعليقات