رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: القاهرة – أحمد الفولي 7 يونيو، 2018 0 تعليق

لابد أن نخرج من العشر بعقلية ونفسية وإمكانيات جديدة – خيرالله: شعار المعتكف.. من محراب الصلاة إلى محراب الحياة

رمضان هو أفضل الشهور وأعظمها، قال فيه الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم -: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» متفق عليه، ومن هذا المنطلق فإن المسلم ينبغي عليه أن يحرص أشد الحرص على اغتنام أيام هذا الشهر العظيم ولياليه، وأن يبذل الجهد بالتخطيط المتقن لذلك، وذلك بأن يضع نصب عينيه أهدافًا واضحة للوصول إليها؛ والفرقان تلتقي اليوم مع د. أحمد خليل خير الله -عضو مجلس شورى الدعوة السلفية، والنائب بالبرلمان المصري، وأستاذ التخطيط الاستراتيجي-، للحديث عن كيفية الاستفادة من الأيام المتبقية من هذا الشهر المبارك.

- في البداية.. كيف تنظر إلى شهر رمضان هذا العام وما تمر به الأمة الإسلامية والعربية من أزمات متتالية؟

- أولاً، أشكر مجلة الفرقان وجميع القائمين عليها، على إتاحة هذه الفرصة الطيبة، من خلال هذا المنبر لأكون مع قراء المجلة في العالم العربي والإسلامي، أما عن النظرة لرمضان، فدائمًا رمضان ما يكون مرآة لقوة الأمة الإسلامية، ويمكننا أن نقول: إن رمضان مع كل عام يمر بالمسلمين يكون أشبه بصورة فوتوغرافية لموقف متحرك.

     لو أردت ان تعرف وضع الأمة في كل زمان انظر إلى أداء المسلمين في رمضان؛ لذلك تجد أغلب معارك الأمة الإسلامية الكبرى فيه، لتتأكد أن رمضان بالنسبة للمسلمين من ضمن المحطات الرئيسة في الحياة، وليس مخدرا أو جزيرة تذهب إليها لتمضي فيها بعض الوقت لأداء بعض العبادات ثم العودة إلى الحياة بذنوب أكبر وإقبال على الغثائية بطريقة أعمق وأكبر.

- هل بالإمكان أن تضع أيدينا على لقطة من هذه الصور لأحوال الأمة؟

- نعم.. فلنأخذ لقطة فوتوغرافية من شهر رمضان، وليكن مثلا مع واقعة (عين جالوت). أولاً (عين جالوت)، كانت عبارة عن قائد صادق مُلهم وهو قطز.

- ثانيًا كان قطز صاحب استراتيجية واضحة جدًا جدًا لبناء الأمة وذلك من خلال 5 بنود: (العفو العام عن كل من اختلف معه والتعاون والتجمع والائتلاف الداخلي والتعاون والائتلاف الخارجي -والإصلاح الاقتصادي الذي بُني على الأمراء وبيت المال دون الفقراء وإستراتيجية واضحة لمواجهة التتار وإظهار الأولوية فيها).

     بأول بند من اللقطة الفوتوغرافية للأمة في عين جالوت، هو قائد ملهم ذو استراتيجية واضحة من خمس بنود، ثانيًا حال الأمة في منتهى الصعوبة لكنها تجمعت بمنتهى السرعة، بمعنى أن حال الأمة في وقت عين جالوت لا يقارن إطلاقا بحال الأمة الآن؛ فالحال هناك كان أسوأ بمئات بل بآلاف المرات، لدرجة أن ابن الأثير -رحمه الله- قال عن هذه الفترة: «لقد بقيت سنين عدة مُعرِضًا عن ذكر هذه الحادثة استعظامًا لها، كارهًا لذكرها، فأنا أقدِّم إليه رجلًا وأؤخر أخرى، فمن الذي يسهل عليه أن يكتب نعي الإسلام والمسلمين؟ ومن الذي يهون عليه ذكر ذلك؟!».

ورغم ذلك استطاع قطز خلال 7 أو 8 شهور؛ حيث تولى الحكم في عام 357هـ، وفي عام 358هـ كانت عين جالوت، وفي هذه الفترة التي كانت أقل من 11 شهر تقريبًا، استطاع قطز أن يجمع الأمة، وفي الحقيقة تجمعت الأمة عندما أصبح لها حلم.

- ثالثًا، تنبهت الأمة للعدو الخارجي، ووضعت كل الخلافات الداخلية تحت أقدامها، فهذه صورة لرمضان، تؤكد على أنه ليس شعارا فقط، وإنما شرائع وشعائر ومشروعات تقوم بها الأمة، ورمضان دائما ليس مجرد مشاعر.

     والتاريخ عندما يذكر اللقطة الفوتوغرافية، فلك أن تلاحظ رمضان رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقد كانت معركة بدر في أول رمضان ، فتح مكة كان في شهر رمضان، تخيل أن رسول الله قرر أن يخرج في رمضان، ماذا كنا سنقول لو أننا مع النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -؟، هل سنقول يا رسول الله الأفضل أن تؤجلها لما بعد رمضان؟، وأين سنجد هذه الروحانيات؟، ولكن الصحابة كانوا ربانيين فعلا ولم يكونوا رمضانيين.

- أيام قليلة ونصبح في العشر الأواخر من الشهر الفضيل.. نحتاج منك إلى خطة عمل لإدارة العشر الأواخر ولاغتنامها بالطريقة المثلى؟

- عند الحديث عن العشر الأواخر من شهر رمضان، فلابد وأن نضع مفاهيم عدة لتناول العشر.

- أولا، إن هذه العشر هي الوحيدة التي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقضيها داخل المسجد، «كنا ندخل إلى المسجد الصغير لنخرج بقوة إلى المسجد الكبير وهو (الكون)»، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا»، فالصحابة كانوا يعتفكون 10 أيام فقط وليس 365 يوم، فكانوا يخرجون من هذا المسجد الصغير إلى المسجد الكبير، فمفهوم الاعتكاف مفهوم أوّلّي لصناعة العمل في محراب الحياة لا في محراب الصلاة فقط، والخروج من المحاريب إلى المحاريث، ومن المنارات إلى المطارات، ومن محراب الصلاة إلى محراب الحياة، وهذا هو المفهوم الأول.

- ثانيا، المفهوم الثاني، وهو مهم للغاية، وهو أن العشر الأواخر تغيير لثلاثة أشياء في المسلم الرباني: (صناعة عقلية جديدة، وصناعة نفسية جديدة، وصناعة إمكانية جديدة).

عقلية جديدة

     بمفاهيم وأفكار تنهض به لا تخلد به إلى الأرض، فمراجعة أفكاره التي أخرته من أهم واجبات الاعتكاف، تقول: إنك تستطيع أن تصلي التراويح والتهجد، وأنك من الممكن أن تفطر على تمرات وتكمل، وتستطيع أن تختم القرآن الكريم أكثر من مرة، وتستطيع أن تقف مع النفس، فتغير لك بعض الحيل النفسية والعقلية الموجودة عندك.

نفسية جديدة

     بمشاعر وأعمال قلبية جديدة تحمله ولا تخلد به إلى الأرض، عندها أمل وطاقة وقدرة على بناء ذاتها، وقدرة على الاتباع والتزكية، وقدرة على التعامل مع إخوانها داخل المسجد، وقدرة على خلع عاداتها، وابن القيم -رحمه الله- يقول: «المسلم لا يتغير إلا بثلاث أشياء: خلع العادات -أي تركها- وقطع العلائق وهجر العوائد».

إمكانية جديدة

     بمهارات وعادات تصنع النجاح في يومياته وفي حياته، وهذا يعني أن إمكانياتك تتطور؛ حيث تخرج بإمكانيات جديدة وأهداف جديدة، وأنا أنصح في الاعتكاف ألا يعيد المعتكفون اختراع العجلة، فالاعتكاف مصمم نبويا من 1400 سنة، الاعتكاف يكون داخل المسجد، ومعناه التهجد والتراويح، والخلوة بالقرآن الكريم، ولن أنسى كلمة شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «وددت لو أني أمضيت عمري مع القرآن» .

- برأيك.. ما شعار المُعتكف الذي يجعله نصب عينيه خلال العشر؟

- الاعتكاف تدريب على الاختلاط بالناس، والتربية الحقيقية للأفراد تظهر في الحقيقة داخل الاعتكاف، من خلال الفراش منظم أم لا، الاهتمام بالرائحة والنظافة الشخصية، الاهتمام بنظافة المسجد، والصبر على تحدي الطعام، قراراتك وترتيبك متى ستنام ومتى ستستيقظ؟ وتقليل النوم وتقليل الطعام، وكلها قرارت يتم ترتيبها داخل الاعتكاف؛ فالاعتكاف مصمم نبوي؛ ولذلك انظر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- كيف اعتكف، ولذلك أنصح بألا تكثر من الطعام ولا النوم، وليكن عنوانك (ترك الفضول في كل المجالات) ضع شعارا ل نفسك في الاعتكاف، وأقترح أن يكون الشعار (اعتكاف من محراب الصلاة إلى محراب الحياة).

     كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وسط الناس طيلة السنة، فؤذا ما أتت العشر الأواخر فإنه - صلى الله عليه وسلم- يقدم الأولوية للتزكية الشخصية، فكان الصحابة -رضي الله عنهم- يقولون: «كنا نرى رسول الله في الصلوات الخمس ثم يعود إلى معتكفه»؛ فالاعتكاف هو عكوف القلب وجمع الشتت وجمع الهم، فقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَنْ كَانَ هَمُّهُ الْآخِرَةَ، جَمَعَ اللهُ شَمْلَهُ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتْ نِيَّتُهُ الدُّنْيَا، فَرَّقَ اللهُ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ» صححه الألباني، وهذا من ضمن الأهداف الكبيرة جدا جدا، لبناء الذات داخل الاعتكاف، لتخرج منه بآية أثرت فيك وتظل معك، وبقيمة أثرت فيك وتظل معك.

     كان الشيخ سعيد السواح يقول لنا: ما القيم التي تخرج بها من الاعتكاف؟، هل تدبرت القرآن؟ يقول الله -تعالى-: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}، ولا يوجد خيار ثالث، إما أن تختم ختمة بدون أقفال وترفع الختم الذي على قلبك، أو ختمة وتظل الأقفال على القلب، وكم من مرة ختمنا وظلت الأقفال على القلب؛ ولذلك كم نحن في حاجة إلى ختمة لفك هذه الأقفال.

- ما الرسالة الأخيرة التي تختم بها وتوجهها لشباب الأمة؟

- رسالتي هي، أن الهدف الثابت الذي لا يتغير، هو هداية العالمين لرب العالمين وإلى صراطه المستقيم، واختيار الوسيلة الذهبية الأنسب هو التحدي الذي يواجه أهل الإيمان والعمران وأخلاق القرآن في كل زمان ومكان، واختيار الوسيلة الأنسب التي تمكنهم من تحقيق هذا الهدف، وحينها سيكون التمكين -بإذن الله.

أنصح شباب الأمة بخطة الخروج الثلاثية التي نصح بها ربعي بن عامر - رضي الله عنه-، وهي إن الله ابتعثنا:

1- ليخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد -مسار الهداية والتوحيد والدعوة.

2- ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام -مسار الحقوق والسياسة والعمل العام ورد المظالم والوقوف في وجه أي طغيان.

3- ومن سعة الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة -الحركة العمرانية الاقتصادية السياسية الإدارية.

هذه 3 مسارات أنصح بها نفسي وشباب أمتنا من خلال نصيحة سيدنا ربعي بن عامر، وأختم بقول الرب -جل وعلا-: {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ}.

إذا تولاك الله بفضله صاحبك في سيرك الجميل وحقق لك كل مستحيل، أسأل الله أن يرزقنا وإياكم وكل من يقرأ هذه الكلمات من فضله ورحمته.

 

 

كيف يكون تحرير الأقصى؟

- سيحرر الأقصى -بإذن الله- بخمس نقاط:

1- نخبة جديدة تقود الأمة: عنوانها (التوحيد والاتباع والتزكية).

2- قيادات تملك ثلاثة عناصر مهمة، «رؤية للتغيير، تفكير استراتيجي، تأثير حقيقي وسط محراب الصلاة ومحراب الحياة».

3- اجتماع الأمة من غير استقطاب ولا تفرقة ودون تحويل كل خلاف إلى افتراق وصراع.

4- قدرة على صناعة مسارات داخل النظام العالمي، واقتناص الفرص بحكمة ورشد بطريقة لا تجعل النظام العالمي يهدم هذه النخبة الجديدة، بطريقة طويلة المدى واضحة المعالم، عميقة الخطوات.

5- استحقاق لتوفيق الله -عز وجل- من السماء.

     وقد أوضح الرب -جل وعلا- أن المؤمنين في أي زمان ومكان سيفتح الله عليهم بركات إذا آمنوا واتقوا، يقول الله -تعالى-: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}، ليس بركة واحدة وإنما بركات، والأمة مجموع أفراد، فلو أنك مؤهل للبركة في شهر البركة، ستكون الأمة جميعا مؤهلة للبركات -بإذن الله.

 

 

القضية الفلسطينية وأحداث القدس

- كيف تقرأ الأحداث الأخيرة ولا سيما القضية الفلسطينية وأحداث القدس مع شهر رمضان؟

- أقول لكل مسلم: إن أفضل شيء تقدمه للأقصى الأسير، ألا تكون أنت أيضا أسيرا، بأن تحرر نفسك من عدم فاعليتك، وأن تحرر نفسك من عدم تأثيرك، وأن تحرر نفسك من ذنوبك وشهواتك، وأن تحرر نفسك من ضعفك، «والْمُؤْمِنُ الْقَوِىُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِى كُلٍّ خَيْرٌ»، يقول الله جل وعلا: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ}.

     كان الشيخ محمد بشير الإبراهيمي يقول: «البطل هو الذي يتعب كثيرًا حتى يرتاح الناس، والبطل هو الذي يعمل ولا يهتم بأن يعلم أحد عمله أم لا»، ولذلك.. كن أنت بطل قصة حياتك لتكون أنت بطل الأقصى بعد ذلك؛ فمجموع الأمة أفراد، ولا توجد أمة قوية بمجموع أفراد ضعفاء، وأفضل شيء تقدمه للعالم الإسلامي في ضعفه ألا تكون واحدا من الضعفاء، قوتك قوة لأمتك.

     ولنتأمل سورة المزمل، حينما بدأ النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - بمفرده قيام الليل، وكان الخطاب موجها له وحده، {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا}، ثم قال -سبحانه وتعإلى-: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (المزمل:20)، أمة أصبح فيها مرضى مطمئنين لوجود أناس وراءهم، وأصبح فيها تجار يعملون، وأصبح فيها مجاهدون؛ ولذلك شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- عندما تكلم عن أولياء الله، في كتابه (الفرقان)، وهو من أهم الكتب التأسيسية التي تحتاجها الأمة لصناعة نخبة جديدة، يقول فيه: «أولياء الله لا تجدهم فقط في القراء وطلاب العلم والشيوخ والعلماء، ولكن تجدهم زراعا وأهل حرف وصُناعا وعُمالا»، فكتاب الفرقان يخبرك كيف تصنع نخبة.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك