رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين 6 يوليو، 2021 0 تعليق

كيف يقاوم الشباب الفتن؟

 

هناك مغريات كثيرة للكبار والصغار، فإذا صبر الإنسان على مخالفتها فهو ممن خالف هواه، وهذه المغريات، إما شهوات أو شبهات، وهي مع كثرتها قد يعجز الإنسان عن مقاومتها، ولذلك فهو بحاجة إلى أمور لا بد أن نشير إليها باختصار، ومن الأمور التي تمكن الشاب من مقاومة الفتن والمغريات ما يلي:

1- معرفة ضرر الفتن في الدنيا

     لا بد أن نعطي من يريد المحافظة على نفسه الفرصة بأن يعلم الضرر الذي يكمن في اقتراف هذه المعاصي، فإذا علم الضرر فإنه يتجنبها، بعض هذه المفاسد فيها ضرر على الأخلاق، وعلى الأعمال، ولا شك أن الضرر حين يصيب الأخلاق يمثل الصورة السيئة للإنسان، فيشتهر بأنه فاسد الخلق، يتعاطى المخدرات، والمسكرات أو فاعل للزنا، أو اللواط، أو يأذن لامرأته بالتبرج؛ فتنتشر له بين أقرانه سمعة سيئة، لذلك فالإنسان يجب أن يحافظ على نفسه من السمعة السيئة، وينأى بنفسه عن التهم وعن السمعة السيئة، ويحب أن ينتشر له ذكر جميل بالثناء عليه، ومدحه، بعبادته، وغيرته، وحماسه، وغير ذلك.

2- معرفة ضرر الفتن في الآخرة

     إذا عرف الإنسان أنه قد يعذب على اقتراف هذه المعاصي في الدنيا ولو كان لها دافع، ولو كان لها دعاة في الدنيا، كما عذب الله كثيرا من الأمم على ذلك، كما قص الله علينا في كتابه، كذلك فإنه يعذب في الآخرة، وعذاب الآخرة أشد وأبقى، ألا يكون ذلك دافعا له على أن يتمسك بالحق، ويبتعد عن الباطل وأسبابه؟

3- محاسبة النفس ويقظة الضمير

كذلك على الإنسان أن يعرف الأشياء التي حرمها الله والأدلة على تحريمها معروفة، فإذا عرف أنها حرام، قال: كيف أقدم على أمر قد حرمه ربي؟ أليس الله -تعالى- هو الذي يملكنا، وهو الذي حرمها؟ فإذا فعلتها، أفلا أكون عاصيا؟

     أليس من عصى الله متوعدا بالعذاب، كما قال -تعالى-: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا}، فإذا صحا ضميره، وحاسب نفسه فإنه لا شك يتوب، ويستغفر الله -عز وجل- ولا يقدم على هذه الملاهي، ولو دفعته نفسه إلى استعمالها، وبذلك يقوى على مقاومتها.

4- قوة الإيمان

      كذلك على المسلم تقوية إيمانه بالله وملائكته، وكتبه ورسله، والبعث بعد الموت، والقدر، فإذا قوي الإيمان اندفع صاحبه إلى الأعمال الصالحة، وهُدي إلى الصراط المستقيم، ونأى بنفسه عن المحرمات والأعمال السيئة التي منها هذه الملاهي التي اتخذت مضيعة للوقت، ولا شك أن من أكثر من الأعمال الصالحة، يكون ذلك مما يقوي به إيمانه، فإن الحسنات تقوي الإيمان ككثرة الصلاة، وكثرة العبادات، وكثرة النوافل في الصلوات، وكثرة ذكر الله -عز وجل- وكذلك كثرة قراءة القرآن بالتدبر في ذلك، وكثرة الأمر بالخير والدعوة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهذه كلها من الحسنات التي يقوى بها الإيمان، وإذا قوي الإيمان قويت الدوافع إلى الأعمال الصالحة، وضعفت الدوافع إلى الأعمال السيئة.

ولا شك أن المحرمات تقسي القلب، وقسوة القلب تمكن من حب المعصية، وتقوي الدوافع إليها، كذلك تضعف الدوافع إلى الطاعات، فاحرص على ما يقوي الدوافع في قلبك إلى الطاعة، وعلى ما يضعف الدوافع في قلبك إلى المعصية.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك