رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: إيمان الوكيل 24 ديسمبر، 2013 0 تعليق

كيف نرتقي بمستوى أطفالنا الدراسي

النمو العقلي للطفل مهمة القائمين على تربيته؛ فمعرفة خصائصه ومظاهره تفيد -إلى حد بعيد- في تعلم الطفل وإعانته في اختيار أكثر الظروف ملائمة للوصول بقدراته واستعداداته إلى أقصى حد ممكن، وأسلوب الإعانة كما حددّه رسول الله صلى الله عليه وسلم : «رحم الله عبداً أعان ولده على برّه بالإحسان إليه، والتآلف له، وتعليمه وتأديبه»، وذاكرة الطفل ذات طبيعة حسية مشخصة في البداية فهو يتذكر الخبرات التي تعطى له مشخصة ومحسوسة وواقعية؛ لهذا السبب يستطيع طفل المدرسة الابتدائية الاحتفاظ بالخبرات التي اكتسبها عن طريق الحواس.

     لكن أحياناً يصدم الوالدان في نهاية الفصل الدراسي بنتائج ابنهم وتحصيله غير المرضي، فيقعان في خطأ محاسبته، ويمنعانه امتيازاته عنه ويؤنبانه ويضعانه في مقارنات مع زملائه - زميلك تفوق عليك - لم تبذل مجهوداً لكي تحصد – أنت غبي – يقول الدكتور عمر المفدي رئيس قسم علم النفس بجامعة الملك سعود: «إنَّ تشخيص التلميذ بأنه غبي يقوده إلى الاعتقاد بأنه كذلك، وهذا يثبط عزيمته ولا يشجعه لتحسين وضعه الدراسي» وهكذا نبدي الغضب والاستياء الشديد وهذا عواقبه سيئة، ولاسيما عندما يكون الابن قد بذل مجهوداً ولو عادياً فلابد من تفهم الأمر وإدراكه سريعاً ومعالجته بالحكمة والتفاهم والعطف، والبحث عن وسيلة لتحسين أدائه في الفصل الدراسي المقبل، وهناك استراتيجات عدة  وأمور لابد أن تنتهجها في التعامل مع هذه القضية وهي:

- قبل أن تتحدث معه في الموضوع أعط لنفسك وقتاً للتهدئة، وضع في ذهنك أن هذه الدرجة مرة في العمر ولن تدمر مستقبله لكن أسلوبك معه سوف يترك أثراً كبيراً على تقديره لذاته.

- ناقشه مع إعلامه بأنك غاضب منه واترك له مجال الرد والدفاع عن نفسه وإعطائك تفسيراً لما حدث، مثلا: «لم يكن لدي وقت كاف».. اسأله لماذا لم يكن لديك وقت ؟، «هذه المادة لم أستوعبها جيداً أثناء شرح المعلم».. اسأله ما الذي يصعب عليك؟ وعلى هذا الأساس ضع خطة للتعامل مع الوضع.

- تواصل مع المعلم واسأله عن ملاحظاته لأي تقصير من ابنك أثناء الشرح فقد يساعدك جوابه، وقد تلاحظ أن معلم المادة هو سبب أساسي فشخصيته قاسية أو صارمة في التعامل.

- توقف عن تذكير ابنك بنتائجه السيئة حتى لو بنظرة عين، يقول الدكتور (بنجامين سبوك): «إنّنا بوصفنا آباء يجب أن لا نجعل الطفل يشعر في أي مرحلة من مراحل عمره بأنّه منبوذ ولو حتى بمجرد نظرة عين؛ لأنّ الطفل لا يستطيع أن يفرّق بين كراهية والديه لسلوكه وبين كراهيتهما له»؛ حيث إن تذكيرك وتأنيبك باستمرار يؤدي إلى نفوره ورفضه للدراسة، وذبذبة ثقته بنفسه وقدرته على التفوق مرة أخرى وإحساسه بالعجز.

- احرص على توفير المكان والوقت المناسب للمذاكرة ولعمل الواجبات المنزلية، فيجب أن تكون الإضاءة كافية ومريحة والمكان يكون بعيداً عن الإزعاج، فلا تسمح بالمقاطعات المستمرة من قبل الآخرين.

- ادعم ابنك دائما بلا مبالغة بكلمات الثناء والتشجيع لتقوية ثقته بنفسه وبقدراته على اجتياز النتائج السيئة للأفضل منها، شجعه بالحوافز التي تجذبه فالطفل يستجيب دائماً بالمكافآت، واجعل قيمة المكافأة التي يتلقاها باختلاف درجاته فتزيد وتنقص، ويجب أن تتركه وشأنه في اختيار الأشياء التي يشتريها مكافأة له.

- اعمل على الحد من ممارسة الهوايات كألعاب الفيديو أو قراءة القصص مع شرط عدم إتاحة هذا إلا بعد انتظام التقرير الأسبوعي الذي تتلقاه من المعلم أنه قد قام بجميع واجباته المنزلية، وأن درجاته ومستواه يتحسنان عموماً، لإرغام الطفل على المذاكرة؛ فإن ذلك يزيد من الوقت المحتمل للمذاكرة لتشجيع طفلك بالانتهاء من دروسه وحل واجباته لكي يصل لوقت ممارسة هوياته.

- اهتم بمتابعة ابنك في المنزل - متابعته وليس إكراهه على التعلّم -؛ حيث إن عملية التعلّم يجب أن يحققها الطفل بنفسه؛ لأنه أمر يخص الطفل نفسه، ولا يتدخل الوالدان فيها إلا في حدود المطلوب.

- لا تفرق بين أبنائك لمجرد تفوق أحدهما على الآخر، وتيقن من أن لكل منهم قدراته، فلا تقارن بينهما لعدم ترك آثار سلبية عليهم كالغيرة والعدوانية والحقد والكره بين الإخوة.

- ساعد ابنك بتوفير برامج تعليمية على جهاز الكومبيوتر ضمن البرامج الترفيهية يكون بطريقة مبسطة وممتعة بحيث تتناسب مع عمره.

وأيضاً من الوسائل التي تساعد أبناءنا على ارتفاع مستواهم الدراسي هي الدروس الإضافية نلجأ لها في الحالات الآتية:

- عندما يكون مستوى أداء الطفل بالمدرسة أقل من قدراته.

- عندما يكون مستوى ذكاء الطفل متوسطاً وأفضل من مستوى تحصيله الدراسي وليس لديه إعاقات تعلميه.

- عندما لا يتمكن الطفل من أداء واجباته المدرسية أو المنزلية.

- عندما يحصل الطفل على درجات ضعيفة في شهادة تقويمه أكثر من مرة.

     ويتم ذلك من غير إكراه فقد توصلت إحدى الدراسات بجامعة (دورها) البريطانية إلى أنَّ إجبار التلاميذ على حضور الدروس الإضافية أو التوجيهية أو الاستشارية قد لا يساعدهم على تحقيق تقدم، بل قد يقود إلى عكس ما هو متوخى من هذه الدروس، ويجعلهم يتراجعون في الدراسة أكثر من السابق.

 

إيمان الوكيل

استشارية تربوية –

ماجستير في الدراسات التربوية «صحة نفسية».

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك