رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 23 فبراير، 2015 0 تعليق

كيف عالج الإسلام مشكلات العصر؟

 

يعد الإسلام من أكثر الأديان شمولية وتكاملاً، فلم يترك مسألة من المسائل التي تهم الفرد في حياته إلا وتفاعل معها، فإذا ما حدثت مشكلة كانت هناك حلول فورية لها، فالله -سبحانه وتعالى- قد أكمل هذا الدين {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}(المائدة: 3).

     واليوم يتعرض العالم لمشكلات اقتصادية وسياسية واجتماعية كبيرة جدًا ويقف علماء الاجتماع والباحثون وخبراء الاقتصاد عاجزين لا يستطيعون فعل شيء لحل تلك المشكلات، ولكن هناك أملا كبيراً جدًا في النظام الإسلامي الذي بدأ الكثير يعترف بقوته وقدرته على الاستمرار والصمود في وجه المتغيرات.

 الإسلام والمشكلات الاقتصادية

     لقد جرب البشر القوانين التي وضعوها للاقتصاد العالمي الحديث ورأوا هذا الاقتصاد كيف ينهار، ورأوا المجاعات والكوارث، حتى وصل العالم إلى وجود طبقتين غنية وفقرة وانعدمت الطبقة المتوسطة.

     ففي تقرير على التلفزيون الألماني عام 2008 عقب الأزمة المالية العالمية تقول الباحثة والخبيرة الاقتصادية لوريتا نابليوني: لقد رأينا سلوك الجشع والطمع الذي يسلكه التجار والأغنياء، ورأينا تجارة العبيد والمتاجرة بالأطفال والنساء.. ورأينا الكذب الذي يمارسه أرباب الاقتصاد لتحقيق أطماعهم؛ مما أدى لانهيار الاقتصاد، الحل يكمن في النظام المالي الإسلامي، فهو النظام الوحيد الذي لم يتأثر بمثل هذه الأزمات، لأن الذي وضعه صممه بحيث يصمد أمام أصعب الظروف!! فالنظام المالي الإسلامي هو نظام أخلاقي لا يسمح بممارسة الأطماع أو مبادلة المال بالمال (الربا)... ولذلك فهو الحل الوحيد لمشكلات العالم اليوم.

 الإسلام والمشكلات الاجتماعية

     ما أكثر مشكلات المجتمع اليوم!: الشذوذ – جرائم الاغتصاب – السرقة – جرائم القتل... وقد وجد العالم الغربي  الفاشل -اجتماعيًا- طريقة سهلة لإبعاد الفشل الاجتماعي عنه من خلال إلصاقه بالمسلمين، فلو تأملنا الإحصائيات الخاصة بالولايات المتحدة الأمريكية فقط نجد أشياء عجيبة: في كل ثلاث دقائق هناك امرأة تغتصب في مكان ما من أمريكا، وفي كل أربع دقائق هناك جريمة سرقة في مكان آخر... وفي كل سبع دقائق هناك جريمة قتل أو سرقة أو اعتداء في أمكنة أخرى.

     إنها إحصائيات مرعبة تنذر بنهاية هذه الحضارة، ولذلك يبحثون عن حل لمشكلاتهم، وسبحان الله، من دون أن يشعروا يصرحون بأن الحل في الإسلام، هل تصدقون بأن الجمعية البريطانية لأمراض القلب تنادي بضرورة الامتناع عن شرب الخمر!! أليس هذا هو الإسلام، الإسلام نادى بتحريم الخمر قبل أربعة عشر قرنًا؟

     الأطباء في الولايات المتحدة ينادون بضرورة الزواج للشباب لمكافحة الأمراض الجنسية الخطيرة ومنها الإيدز، وينصحون بالزواج لعلاج الأمراض ولاسيما السرطان بعد آخر دراسة تؤكد أن الزواج يحمي من السرطان!!

أليس الإسلام قد نادى بذلك من قبل؟!

     أرباب الطب الوقائي اليوم ينصحون بغسل الأيدي والوجه والقدمين مرات عدة كل يوم للتخلص من كثير من الأمراض الخطيرة والمعدية (أنفلونزا الطيور والسارس وبعض الأمراض التنفسية...)، وإذا تأملنا تعاليم الإسلام نجد أن الله أمرنا بالوضوء خمس مرات في اليوم... أليس الإسلام دين النظافة والطهارة والاطمئنان؟!

     افتحوا المواقع العالمية العلمية لتجدوا كل ما ينصح به العلماء قد أمر به الإسلام قبل أربعة عشر قرنًا، ينصحون بالابتعاد عن الشذوذ للوقاية من الأمراض المدمرة، وينصحون بالابتعاد عن الوشم؛ لأنه يسبب سرطان الجلد، والإسلام حرم الوشم قبلهم، ينصحون بالتفاؤل لعلاج الأمراض والنبي الكريم أمر بالتفاؤل والفرح برحمة الله والثقة بالخالق -عز وجل- وذلك قبل هؤلاء العلماء.

     علماء النفس يحذرون من الانعزال والوحدة، وينصحون بالعمل الجماعي، والإسلام أمر بذلك، ينصحون بضرورة الإيمان بالله لعلاج الأمراض؛ لأنهم وجدوا استجابة كبيرة للعلاج عندما يكون الشخص مؤمناً... والإسلام يأمرنا بالإيمان بالله لعلاج أمراض الدنيا والفوز بنعيم الآخرة.

 الإسلام والمشكلات السياسية

في أحد مقاطع الفيديو على اليوتيوب يؤكد فيه أحد حاخامات اليهود أن الإسلام منذ بنائه تم تصميمه بحيث يكون قادرًا على مواجهة المتغيرات في العالم بسبب عقيديته القوية، وارتضاه الله -عز وجل-؛ بحيث يكون سريع الانتشار على عكس كثير من الديانات التي اندثرت منذ وقت طويل.

ويقول الحاخام: من الواضح لكل من يقرأ القرآن أن نشأة الإسلام واضحة: هناك نبي أوحي إليه القرآن وكل شيء واضح في هذا الكتاب، فالتعاليم وضعت؛ بحيث تكون قادرة على الصمود في الحالات الصعبة، والدليل على ذلك أن الإسلام صمد أمام الحالات الصعبة ونراه اليوم ينتشر بقوة.

ولذلك تؤكد التقارير الصادرة عن غير المسلمين بأن الإسلام هو الأسرع انتشارًا اليوم على مستوى العالم.

ميزة الإسلام أنه يجعلك على اتصال مباشر مع الخالق -تعالى- دائما على عكس المسيحية التي تطلب منك الحضور مرة في الأسبوع إلى الكنيسة لتجدها فارغة إلا من بعض كبار السن!! فليس هناك اتصال حقيقي ومستمر في هذه الديانة، كذلك اليهودية والبوذية والهندوسية.. كلها ديانات على طريق الزوال؛ لأن أتباعها لا يعرفون منها إلا اسمها فقط.

ولذلك يقول الكثير من الباحثين المنصفين ومنهم ذلك الحاخام: إن في الإسلام الحل لجميع مشكلات العالم؛ ولذلك فهو دين المستقبل؛ ولذلك فإنه بعد عشرات السنوات من الآن سوف يدين معظم سكان الأرض بدين الإسلام.

 

الإسلام ومشكلات البيئة

حافظ الإسلام على البيئة بالنهي عن الإضرار بها، والأمر بالمحافظة عليها، ومن الأمور التي نهى الله عنها لحفظ البيئة، الإفساد في الأرض عموماً، كما في قوله تعالى: {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا(الأعراف:56)، ونهى عن إهلاك الحرث والنسل بذم من فعل ذلك، كما في قوله تعالى: {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ (البقرة:205).

      وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم  قال لا ضرر ولا ضرار رواه أحمد وعبد الرزاق في المصنف، ومعناه لا ضرر ابتداءً، ولا ضرر في مقابل الضرر. ومما أمر الله به لحفظ البيئة، الدعوة إلى الزرع وإثبات الأجر بفعله، فقد روى البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه  أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلم يغرس غرساً، أو يزرع زرعاً، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة، إلا كان له به صدقة وروى البخاري ومسلم أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم  قال في كل ذات كبد رطبة أجر.

      وقد عُني الإسلام بالبيئة في كل نواحيها، ففي الناحية الزراعية أمر بالحرص على الزرع ولو قامت القيامة- يعني ظهرت علاماتها - فقال صلى الله عليه وسلم : إذا قامت الساعة، وبيد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسها فليفعل رواه أحمد، وفي الحديث السابق الذي يتكلم عن فضل الغرس ما يدل على ذلك أيضاً.

      وأمر الإسلام بنظافة الطرق والحفاظ عليها من كل ما يؤذي، وجعل ذلك من شعب الإيمان، ففي الحديث: «الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان». رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة.

     وعن معقل بن يسار قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من أماط أذى من طريق المسلمين، كتبت له حسنة، ومن تقبلت منه حسنة دخل الجنة» رواه الطبراني في المعجم، و البخاري في الأدب المفرد.                  

      وأمر الإسلام بالحفاظ على الحيوان مأكولاً كان أو غير مأكول، وعاقب من كان سبباً في تعذيبه، كما في الحديث: «دخلت امرأة النار في هرة، ربطتها، فلا هي أطعمتها ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض، حتى ماتت هزلاً». رواه مسلم.

      وأمر الإسلام بالحفاظ على الطرق والمنتزهات، وجعل لمن أفسدها أشد العقاب، فعن أبي هريرة رضي الله عنه  أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اتقوا اللاعنين» قالوا: وما اللاعنان؟ قال: الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم. رواه مسلم.

كما أمر الإسلام بالحفاظ على المياه بأنواعها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه  - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يبولن أحدكم في الماء الدائم، الذي لا يجري، ثم يغتسل فيه.

الإسلام ومشكلة الفقر والبطالة

لقد اهتمَّ الإسلام بمشكلتي الفقر والبطالة، وحرص على علاجهما - قبل نشوئهما - بوسائل متعدِّدة حفاظًا على المجتمع المسلم من الأخطار التي قد تصيبه أخلاقيًّا وسلوكيًّا وعقائديًّا؛ حيث تؤكِّد الإحصائيَّات العلميَّة أنَّ للفقر والبطالة آثارًا سيِّئة على الصحَّة النفسيَّة، ولاسيما عند الأشخاص الذين يفتقدون الوازع الديني؛ حيث يُقْدِم بعضهم على شُرْب الخمور، كما تزداد نسبة الجريمة - كالقتل والاعتداء - بين هؤلاء العاطلين؛ لذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم  يستعيذ كثيرًا من الفقر، بل ويجمعه في دعاء واحد مع الكفر، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ».

الحل النبوي لمشكلتي الفقر والبطالة

      كما يُعَاني العالم اليوم من جرَّاء مشكلتي الفقر والبطالة فإنه قد عانى قديمًا، فكان الحلُّ النبوي لهذه المشكلة حلاًّ عمليًّا متدرِّجًا مبنيًّا على تعاليم الإسلام وأحكامه؛ حيث بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بتشجيع الناس على مزاولة الأعمال، وبعضَ المهن والصناعات، كما كان يفعل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، الذين أَعْطَوا القدوة والمثل الأعلى في العمل والكسب الحلال، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نبي الله داود: «مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عليه السلام كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ».

      وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة والمَثَل الذي يُحتذى به في هذا المجال؛ حيث كان يرعى الغنم، ويُزَاول التجارة بأموال خديجة -رضي الله عنها- قبل بعثته؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلاَّ رَعَى الْغَنَمَ». فقال أصحابه: وأنتَ؟ فقال: «نَعَمْ، كُنْتُ أَرْعَاهَا عَلَى قَرَارِيطَ لأَهْلِ مَكَّةَ».

      كما كانت نظرة رسول الله صلى الله عليه وسلم للعمل نظرة تقدير واحترام، مهما كانت طبيعته؛ فإنه خيرٌ من سؤال الناس والذِّلَّة بين أيديهم، ويُصَوِّر رسول الله صلى الله عليه وسلم  هذا الأمر بقوله: «لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ فَيَأْتِيَ بِحُزْمَةِ الْحَطَبِ عَلَى ظَهْرِهِ، فَيَبِيعَهَا، فَيَكُفَّ اللَّهُ بِهَا وَجْهَهُ؛ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ». كما تتفرَّد النظرة النبويَّة للعمل كذلك بأنها تربط بين العمل وثواب الله في الآخرة.

      وشجَّع رسول الله صلى الله عليه وسلم  المشاريع الاقتصادية بين المسلمين، وحثَّهم على المزارعة، كما فعل الأنصار مع إخوانهم المهاجرين الفقراء، الذين قَدِموا على المدينة بلا أدني مال، فعن أبي  هريرة رضي الله عنه  أنه قال: قالت الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم : اقسمْ بيننا وبَيْن إخواننا النَّخِيلَ. فقال: «لا». فقالوا: تَكْفُونَا الْمُؤْنَة, وَنَشْرَككُمْ في الثمرة. قالوا: سمِعْنا وأطَعْنا.

وحرَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم  الربا لما له من مضارَّ على فقراء المجتمع؛ فهو يعوق التنمية، ويُسَبِّب التخلُّف، ويَزِيد الفقير فقرًا؛ ممَّا يؤدِّي إلى الهلاك؛ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ». قالوا: يا رسول اللَّه، وما هنَّ؟ قال: «الشِّرْكُ بِاللَّهِ... وَأَكْلُ الرِّبَا».

ووضع الإسلام الحل إذا ضاقت الحال، ولم يجد الإنسان عملاً، وأصبح فقيرًا محتاجًا، فعلاج الإسلام حينئذ لهذه المشكلة هو أن يَكْفُل الأغنياءُ الموسرون أقاربهم الفقراء؛ وذلك لما بينهم من الرَّحِمِ والقرابة، وقد وصفه الله -عز وجل- بأنه حقٌّ من الحقوق الواجبة بين الأقارب، فقال تعالى: {فآت ذا القربى حقه(الروم: 38)، ثم تأتي السيرة النبويَّة خير تطبيق لهذا الحقِّ، وتُرَتِّب أولويَّات التكافل لدى كل مسلم؛ فعن جابر رضي الله عنه أنه قال: أعتق رجل من بني عُذْرة عبدًا له عن دُبُرٍ، فبلغ ذلك رسولَ الله[، فقال: «أَلَكَ مَالٌ غَيْرُهُ؟» فقال: لا. فقال: «مَنْ يَشْتَرِيهِ مِنِّي؟» فاشتراه نُعيم بن عبد الله العدوي بثمانمائة درهم، فجاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم  فدفعها إليه، ثم قال: «ابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَتَصَدَّقْ عَلَيْهَا، فَإِنْ فَضَلَ شَيْءٌ فَلأَهْلِكَ، فَإِنْ فَضَلَ عَنْ أَهْلِكَ شَيْءٌ فَلِذِي قَرَابَتِكَ، فَإِنْ فَضَلَ عَنْ ذِي قَرَابَتِكَ شَيْءٌ فَهَكَذَا وَهَكَذَا». يقول: فَبَيْنَ يَدَيْكَ وعن يمينك وعن شمالك.

     وإذا عجز الأقارب الأغنياء عن سدِّ حاجة الفقراء جاء دَوْرُ المجتمع متمثِّلاً في الزكاة التي فرضها الله للفقراء من أموال الأغنياء، ولكنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلها مقصورة على الفقير الذي لا يستطيع العمل والكسب؛ لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ، وَلا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ». بهذا لم يجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم  لمتبطِّل كسول حقًّا في الصدقات؛ ليدفع القادرين إلى العمل والكسب.

     أمَّا إذا عجزت الزكاة فإن الخزانة العامَّة للدولة المسلمة بكافَّة مواردها تكون هي الحلَّ لمعالجة مشكلة الفقر والبطالة، والموئل لكل فقير وذي حاجة - مسلمًا كان أو غير مسلم - وخير شاهد على ذلك من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم  ما كان يفعله مع أهل الصُّفَّة.

 ختامًا: نخلص مما سبق إلى أن منهج الإسلام كفيلٌ بحلِّ جميع مشكلات العصر في جميع الجوانب: السياسيَّة، والاقتصاديَّة، والاجتماعيَّة، وغيرها، وإيجاد الحلول العمليَّة والواقعيَّة لتلك المشكلات؛ لأن من أهمِّ خصائص هذا الدِّين العظيم أنَّه دِين شامل، كامل، ثابت، يصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، وهو وحده الذي يضمن سعادة الدُّنيا والآخرة؛ كما قال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الأنعام/ 162).

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك