رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: ريما السدحان 4 أبريل، 2016 0 تعليق

كيف تعلم طفلك الثقة بالنفس؟

مدح الطفل من الأمور المهمة التي تعزز ثقته بنفسه، ولاسيما المدح أمام الغير

الطفل الذي ينشأ في أسرة تعزز ثقته بنفسه ، سيكتسب هذه المهارة لتصبح منهجاً تسير عليه حياته

الثقة بالنفس هي القدرة على اعتماد الشخص على نفسه وقدراته وقراراته عند التصرف في كافة شؤون حياته، دون قلق أو خوف، ودون اللجوء أو الاعتماد على من حوله من أهل أو أصدقاء أو غيرهم.

ومن الجدير بالذكر، أن الثقة بالنفس تعد من الأمور التي يكتسبها الشخص من البيئة المحيطة التي ينشأ فيها؛ إذ إنها لا تولد مع الشخص؛ لذلك فإنها تعد من الأمور المهمة التي يجب الانتباه إليها في أساليب التربية الحديثة؛ لأن الطفل الذي ينشأ في أسرة و بين أبوين يعززان ثقته بنفسه ، سيكتسب هذه المهارة لتصبح منهجاً تسير عليه حياته فيما بعد.

كيف أزيد ثقة طفلي بنفسه؟

سنتطرق هنا -على سبيل الذكر لا الحصر- إلى عشرة نقاط مهمة وأساسية يجب عليك بوصفك أماًّ أن تهتمي بها أثناء تربيتك لطفلك، لينشأ واثقاً من نفسه، قادراً على اتخاذ قراراته، ومؤمناً بذاته.

تصرفي بثقة أمام طفلك

يجب أن تعلمي أنك الشخص الأول الذي يتعلم منه طفلك، فثقتك بنفسك وصدقك في تعاملك مع الآخرين سوف يعزز هذا المفهوم عنده؛ فلا تترددي كثيراً أمام طفلك في اتخاذ القرارات الحياتية البسيطة التي يكون أي قرار فيها صائباً.

دعي طفلك يشاركك القرار

     استعيني برأي طفلك و ناقشيه، خذي رأيه في الأمور البسيطة، فهي تعلمه كيف يبدأ بالتفكير المنطقي الذي يعزز ثقته بنفسه؛ مثلاً، اصطحبيه معك الى السوق و دعيه يبدي رأيه بين قطعتين من اللباس أو الألعاب أو حتى أثاث المنزل، وتناقشي معه أي القطعتين تناسبكما أكثر. دعيه يقرر الأمور التي تتعلق بأمور حياته اليومية، كأن يختار ملابس الخروج مثلاً.

امدحي طفلك

     مدح الطفل من الأمور المهمة التي تعزز ثقته بنفسه، ولاسيما المدح أمام الغير؛ تحدثي عن إنجازات طفلك أمام زوجك وأهلك وأهل زوجك، وكوني فخورة به، ورددي على مسامعه أنك تثقين به لمساعدته لك في كثير من الأمور. من الأفكار الجيدة أن تضعي في غرفته لوحة الإنجازات التي ستشعره بالفخر كلما نظر اليها.

ابتعدي عن حماية طفلك الزائدة

     لا تخافي على طفلك بما يزيد عن الحد الطبيعي، ولا تأخذي على عاتقك القيام بواجباته ومسؤولياته، كأن تقومي مثلاً بحل واجباته المدرسية، أو ترتيب سريره. عوّدي طفلك من الصغر على تحمل المسؤولية، وأن هناك بعض الأمور التي يجب أن يقوم بها هو، ولن يستطيع أي شخص آخر مساعدته بها. مع الأخذ بعين الاعتبار عمر الطفل والمسؤوليات التي يستطيع إنجازها في هذا العمر.

شجعيه على أن يكون له أصدقاء

     إن وجود الأصدقاء في حياة الطفل هو أمر لابد منه لتعزيز ثقته بنفسه، أما إذا كان طفلك لا يفضل وجود الأصدقاء في حياته، حاولي أن تساعديه في تكوين صداقات جديدة كأن تتعرفي على أصدقائه و عائلاتهم، أو أن تدعي أصدقاءه لبيتك، وتقومون بقضاء وقت ممتع سوية.

لا تجعليه يخاف من قراراته

علمي طفلك مهارة إبداء رأيه في قرار اتخذه، لا توبّخيه إذا أخطأ، استمعي لما يريد أن يقوله لك، ناقشيه و شجعيه على توجيه الأسئلة، ولا تتهربي من أي سؤال يطرحه عليه.

 علميه مهارات عديدة

     من الأمور التي تزيد من ثقة طفلك بنفسه، هي شعوره بأنه يعرف الكثير من الأمور، علميه الرياضات المختلفة كالسباحة و كرة القدم و غيرها، وسّعي أفق طفلك بتشجيعه على القراءة، واروي له القصص التي تتناول المواقف التي تتطلب من بطل القصة أن يكون شجاعاً واثقاً بنفسه.

أوفي بوعودك له

     الوعد ما هو إلا حالة من الثقة بين طرفين، يقوم طرف بإعطاء وعد بتنفيذ شيء أو إعطاء شيء ما للطرف الآخر، فيقبلها الطرف الآخر لثقته فيمن أعطى الوعد، يعني ببساطة أكثر حينما لا تفي بوعدك لابنك فإنك تقولين له (لا تثق في بعد الآن ولا فيما أقوله، فأنا لست أهلا للثقة!!).

لا تنقذيه من مشكلاته البسيطة

 لا تدافعي عن طفلك، دعيه هو يفعل ذلك، عوّديه أن يعتذر إذا أخطأ بحق أحدهم، وعلميه أن في ذلك مصدر قوة ينبع من مراجعته لذاته ومعرفته أنه أخطأ في حق غيره.

احترمي خصوصيته

     لا تأخذي شيئاً من حاجاته وألعابه دون إذنه، وحاولي تخصيص بعض الأماكن في البيت أو الحديقة وأشعريه بأنه مسؤول عنها، كأن يكون مسؤولاً عن غرفته، أو حديقة المنزل الخارجية؛ دعيه يهتم بكامل تفاصيلها، واسأليه دائماً عن أي جديد فعله بها. في النهاية، عليك أن تعرفي أن هناك الكثير من السلوكيات التي تعزز ثقة طفلك بنفسه، وهي تتمحور معظمها في أهمية تعزيز الإيجابيات التي يقوم بها طفلك و تحمله مسؤولية السلبيات التي تصدر عنه.

 وتذكري دائماً أن ثقتك بنفسك وتعاملك مع باقي أفراد أسرتك بتفاهم و حب و ثقة سيعزز من شعور طفلك بأنه مسؤول و واثق من نفسه.

 

 

 التربية العقلية في الإسلام 

د. قاسم يوسف بدري

  المراد بالتربية العقلية: تنمية قدرات الطفل الذهنية حتى تصل إلى أقصى درجة ممكنة. وقد اهتم الإسلام برفعة الإنسان من الناحية العقلية واحترام العقل والحث على تنميته.

      فقد قال تعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}(النحل: 78). وقال: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}(الزمر: 9). وقال: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}(المجادلة: 11).

 وقد بين الإسلام الكيفية التي تتم بها تنمية القدرات العقلية للإنسان وذلك عن طريق الأسلوب الذي اتبعه الله -سبحانه وتعالى- في القرآن الكريم فلو أمعنا النظر في أسلوب القرآن لوجدنا أن الله قد قرر عددًا من الأساليب التعليمية يمكن أن نجملها في الآتي:

     التلقين المباشر، المجادلة التي تؤدي في النهاية إلى الوصول إلى نتيجة ما بتكرار بعض النقاط المهمة، القصص وضرب الأمثال بغرض الإيضاح أو الاتباع واستعمال أسلوب التورية أو التشبيه لإيضاح بعض المفاهيم التي يصعب فهمها. فأسلوب التلقين المباشر استعمله القرآن الكريم في كثير من الآيات التي تتناول التعاليم الإسلامية من أوامر أو نواهٍ.

      أما أسلوب المجادلة فقد استعمله القرآن بطريقة وضع أسئلة ثم الإجابة على هذه الأسئلة. مثل قوله تعالى: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ ﴿١﴾ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ}(النبأ 1 - 2). والأسلوب الثالث هو أسلوب التكرار الذي استعمله القرآن لتثبيت الحقائق المهمة وأحسن مثال لذلك هو سورة الرحمن. وأهمية الأسلوب الرابع - القصص وضرب الأمثال تكمن في أن كثرة الأمثلة والأسلوب القصصي يرسخ في الأذهان بطريقة أكبر وأسهل. كما أنه يساعد على الاقتداء حسناً أو قبحاً. وأما الأسلوب الأخير - استعمال التورية أو التشبيه فهو لشحذ الفكر وإثارة التفكير مثل قوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}(العنكبوت: 41).

مما تقدم نجد أن القرآن الكريم قد أوضح لنا مختلف الوسائل التي يمكن أن ننمي بها مقدرة الطفل على التفكير السليم.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك