رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر التربوي 30 يوليو، 2017 0 تعليق

كيف تصنع من ابنك معاقاً؟!

لا تكن سببا في أن يكون ابنك معاقا! فلا تساعده في أمر يستطيع القيام به بل اتركه يعتمد على نفسه، ولا تقتل الدوافع الداخلية لديه في حب العمل والاستكشاف فتجعل منه شخصا غير ناضج، وغير قادر على التعامل مع المتغيرات والتحديات في هذه الحياة. إن الحماية الزائدة المبالغ فيها للطفل تجعل منه طفلاً ضعيفاً؛ فتحرمه مثل هذه الحماية من التجربة والتعلم ولاسيما في بداية حياته؛ وحقيقة الحياة أننا في يوم ما سوف نواجه المسؤوليات منفردين، ولن تفرق بيننا وبينها شيء، وسوف يصدم الابن بتجربة مؤلمة تفوق قدراته النفسية التي لم تكتمل بسبب الحماية الزائدة.

مساعدة الآخرين فيما يحسنون القيام به

- هي أول خطوة في صناعة الإعاقة، وهذه القاعدة تنطبق على الأطفال والمراهقين، والبالغين؛ فعندما تساعد شخصا في أمر يستطيع القيام به فأنت تسلبه الممارسة والتجربة والقدرة، فيصبح عاجزاً على القيام به، ويصبح معتمدا عليك اعتماداً كلياً، وهذا يحدث كثيراً داخل الأسرة؛ فتجد الوالدين يتحملان المسؤولية كاملة عن أبنائهم حتّى في قضاياهم الخاصة مثل الدراسة، وحل الواجبات المدرسية، والقيام للصلاة وغيرها.

- والطفل هنا يمارس دوره بذكاء؛ فيسلم فيلقي على الوالدين ولا يتحمل شيئا منها، ولا يبالي؛ فتموت لديه الدوافع الداخلية تدريجيا، وما عليه إلا أن ينتظر الأوامر مباشرة من الوالدين، فينفذها دون تفاعل حقيقي مع الوقائع وما فيها من مسؤولية، فهنا لا يشعر بألم الإخفاق، ولا حلاوة الإنجاز والنجاح؛ لأن هذه القضايا ليست من مسؤولياته بل هي من مسؤوليات الوالدين.

- هذا النوع من التربية يخرج لنا شخصا معاقا نفسياً، غير ناضج، وغير قادر على التعامل مع المتغيرات والتحديات في هذه الحياة.

الحماية الزائدة

- إن الحماية الزائدة المبالغ فيها للطفل تجعل منه طفلاً ضعيفاً لا يستطيع التعامل مع معطيات الحياة؛ وتحرمه من التجربة والتعلم ولاسيما في بداية حياته؛ لأن خبراتنا تصقل في بداية حياتنا؛ فالطفل تصقل خبراته في مرحلة الطفولة، فنجد أن تجاربه لا تتجاوز قدراته تجاوزا كبيرا، ونجد أن مشكلاته وتجاربه المؤلمة متناسبة مع مرحلته العمرية، وهذه التجربة وهذا الألم ينمي قدراته على تحمل الآلام ومواجهة المشكلات؛ بحيث ينمو جسدياً وعقلياً ونفسياً نموا متوازنا.

- أما في حالة الحماية الزائدة فإنه ينمو جسدياً وعقلياً ولكنه لا ينمو نفسياً ولا متوازنا؛ وذلك بسبب حماية الوالدين له، والخوف عليه من تعرضه لبعض التجارب بحجة أنه ضعيف لا يقدر أن يحمي نفسه، وأنه صغير لا يحسن التصرف.

- وحقيقة الحياة أننا في يوم ما سوف نواجه المسؤوليات منفردين ولن تفرق بيننا وبينها شيء، وسوف يصدم الابن بتجربة مؤلمة تفوق قدراته النفسية التي لم تكتمل بسبب الحماية الزائدة.

فوبيا الحرمان

- يعاني بعض الآباء والأمهات من (فوبيا الحرمان)، وعقدا من النقص، ويعتقدون أن الحرمان شر محض؛ وذلك بسبب أنهم عانوا منه في طفولتهم!

- ولذا هم يلبون طلبات أبناؤهم كلها بدافع ألا يشعر أبنائهم بالحرمان، أو بدافع أنهم لا يريدون أن يشعر أبناؤهم أنهم أقل من الآخرين، ويسعى الأب والأم جاهدين لتحقيق طلبات أبنائهم كلها!

- وهذا التدليل المبالغ فيه يجعل الأطفال عاجزين عن معرفة قيمة الأشياء، وعاجزين عن تحقيق الغايات، ويزرع في داخلهم اتكالية على الآخرين في أبسط أمورهم. فأنت أيتها الأم عندما تحملين طفلك وهو يستطيع المشي، فأنت تصنعين من طفلك هذا معاقاً، وعندما تقومين بإطعام طفلك الذي يستطيع الاعتماد على نفسه في الأكل، تصنعين منه معاقاً، وعندما تتحدثين عن طفلك الذي يستطيع التحدث والتعبير عن نفسه، تصنعين منه معاقا، وهكذا.

- فترى الأم كخادمة لأبنائها في بيتها؛ فالمراهق يعجز عن إحضار كأس ماء لنفسه، بل يتمادى في الاتكالية فيطلب من الآخرين خدمته، دون بذل جهد أو إحساس! وهكذا يصبح الأب والأم أشبه بخادمين لتوصيل الطلبات، وتنفيذ الرغبات!

- هذه الشخصية المدللة ستصبح لاحقا عاجزة نفسياً، وغير قادرة على مواجهة الحياة، ضعيفة تنهار أمام أول التحديات.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك