رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: عبد الرحمن الصالح 4 أبريل، 2016 0 تعليق

كيف تدعو جارك؟

     الإسلام دين الترابط والتآلف، وهو دين يدعو إلى المحبة بين أبنائه، والتكاتف في المجتمع, وفي القرآن الكريم تأتي آيات كريمات توصي المسلمين فيما بينهم بحقوق جمة على المخاطبين بالتشريع في هذا الكتاب العظيم (أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -) أن يهتموا بها، وأن يولوها جلَّ اهتمامهم، ومن هذه الحقوق اهتمام الإسلام اهتماماً بالغاً بالجار، ووصايته برعايته، فقد تضافرت الأخبار بالوصاية والعناية في أموره؛ لإيجاد التضامن الاجتماعي بين المسلمين، وبناء مجتمع إسلامي تسوده المحبة والألفة.

وللجار من الحقوق وعليه من الواجبات ما يجعل الجوار نعمة وراحة، ومن هذه الحقوق.

     حديث أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ. قِيلَ: مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَشَمِّتْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ».

     ومن أهم الحقوق للجار: دعوته إلى الله - تعالى - وهذا من أعظم الحقوق؛ إذ كيف ترى جاراً لك واقعاً في بدعة، أو جهل، أو معصية، ثم يروق لك ذلك، فأين واجب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر؟، وقبل أن تبدأ بالناس فإن جارك أولى وأحق بدعوتك، وإنقاذه من الوحل الواقع فيه، ومن وسائل الدعوة:

- الكتب النافعة التي تحل قضاياه، وتعالج أوضاعه؛ دون أن تجرح مشاعره، أو تنقص من كرامته.

- الشريط المؤثر لمن يحب من المشايخ والدعاة، ويراعى في اختيارها العناوين الهادفة، والأسلوب الجذاب، والمناقشة الجادة المقنعة.

- إيجاد الإعلام البديل (الإسلامي) الهادف، والمنضبط بتعاليم الشرع الحنيف من خلال إرشاده إلى القنوات الإسلامية، وإعطائه بعض أشرطة الفيديو الإسلامية ذات المواضيع الهادفة؛ فعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيه ِرضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِرَجُلٍ أَتَاهُ: «اذْهَبْ فَإِنَّ الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ».

- حثه على أداء العبادات والشعائر الإسلامية - ولاسيما الصلاة -، وإن استطعت أن تطرق الباب عليه عند خروجك من المنزل لأداء الصلاة فافعل، أو بالهاتف.

- التواصل معه عبر الاتصال بالجوال، وإرسال الرسالة المؤثرة المتزينة بجميل العبارة، ولطيف الإشارة.

- معالجة أخطائه من خلال النصيحة الفردية، والمجادلة بالتي هي أحسن؛ لإقناعه، وإرشاده.

- إشراكه في بعض الأنشطة التي يقوم عليها أناس صالحون كدعوته لحضور الرحلات الجماعية، والمحاضرات المسجدية، بل والحرص على حضوره للمحاضرات العامة، ودعوة أهله للمحاضرات النسائية، والأنشطة النسائية.

- تنسيق الزيارات الجماعية إليه في بيته مع جماعة الحي، أو جماعة المسجد، وبطلاب العلم، والدعاة في بيته، أو دعوته إليهم، شريطة ألا يكون عنده تضجر، أو تضايق من الزيارة.

- إعانته على الطاعة من خلال الدعاء له بظهر الغيب بالهداية، والاستقامة على أمر الله، والإجابة عن أسئلته الدينية عن طريق إيصاله بالعلماء، والدعاة، والمصلحين، وتبصرته بأمور دينه، وعدم التخلي عنه وقت حاجته لك.

     بعد هذا كله فإن هذا الحرص عليه لا يسوغ أن نقبل منه المنكر، أو الرضا به، أو مشاركته فيه، أو المداهنة الممقوتة، أو التجسس عليه، والتقاط أخباره، والتعليق على كل شاردة وواردة مما يحصل منه؛ فإن في هذا تضييقا عليه؛ مما قد يتسبب في نفرته وبعده عن التدين، بل قد يؤدي إلى العداء للمتدينين والصالحين، والسبب في هذا كله أنت بأسلوبك القاسي غير المنضبط.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك