رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 8 سبتمبر، 2019 0 تعليق

كيف تختار زوجة… صالحة؟

 

 

- كيف أختار زوجة المستقبل؟ يبدو أن هذا السؤال الأهم والأبرز عندما يفكر الشاب في الزواج، وقد يبدو الجواب سهلا عند قليلي الخبرة والتجربة! حتى إن بعضهم يرى أن هذا الأمر ليس من اختصاص الشاب بل يلقي هذا القرار المهم والمهم جدا، على والدته لكي تبحث له عن (بنت الحلال)، وإذا دخلت (الخاطبة) في الموضوع فالمشكلة أكثر تعقيدا! واذا كان الاعتماد على وسائل التواصل فهنا المصيبة!!

- مشروع الزواج من أهم المشاريع وأخطرها في حياة الشاب المسلم؛ لذلك يجب أن يكون اتخاذ قرار إنشاء هذه الشراكة وفق آليه معدة سلفا، ودراسة جدوى محكمة؛ فقرار الزواج هو قرار مبدئي محدد بعامل واحد هو القدرة على توفير أسباب الزواج من مهر ونفقة؛ للحديث الشريف قالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «يا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ فإنَّه له وِجَاءٌ». وهذا هو معنى الباءة. فلا ينبغي للشباب ترك الزواج أو تأخيره وهو مستطيع الباءة؛ فقد رغّب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في الزواج، وجعله من سننه؛ فقال: «النكاح سنتي، فمن لم يعمل بسنتي فليس مني».

- وآلية الزواج حددها النبي - صلى الله عليه وسلم - في أربعة أشياء غالباً: المال والحسب والجمال والدين قال - صلى الله عليه وسلم -: «تنْكَحُ المَرْأَةُ لأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ». أي أن المرأة التي يرغب فيها الرجال هي من توافرت فيها هذه الأسباب مجتمعة أو منفردة؛ فالمال معروف، والجمال أمر فطري باعث على الزواج واستمراره؛ لذا يجوز النظر إلى المخطوبة؛ فقد أرشد النبي إلى ذلك فقال: «اُنْظُرْ إلَيْهَا فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا». أما الحسب يقصد به المكانة والمنزلة عند الناس.

ومعرفة (تدين) المرأة يكون بالسؤال عنها، وعن أهلها، وأن تكون محافظة على الصلاة، حريصة على الستر والعفة والأخلاق، مستقيمة على أمر الله، تاركة لمحارمه. قال - صلى الله عليه وسلم -: «الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا المَرْأَةُ الصَّالِحَةُ».

- ومن التدين تودد الزوجة لزوجها، قال -تعالى- عن الزوجين:{وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً}. ومن التدين عدم الامتناع عن رغبة الزوج، وطلب الذرية، قال - صلى الله عليه وسلم -: «تزوَّجوا الودودَ الوَلودَ فإنِّي مُكاثِرٌ بِكُمُ الأممَ»، والذرية الصالحة أساس السعادة في الدنيا، قال -تعالى-:  {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} (الكهف:46). وقال - صلى الله عليه وسلم -: «إذا باتَتِ المرْأَةُ هاجِرَةً فِراشَ زَوْجِها باتَتْ تَلْعَنُها الـمَلائِكةُ» - قيل- حتى تَرْجِعَ.

- ومن التدين أن تكون ذات علم شرعي؛ فتعين زوجها على طاعة الله، وتقوم بحقه على أكمل وجه، وتسايره في أموره، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله، وإن أسر إليها لم تخُنه في سره، ولا في ولده، ولا في أهله؛ فقوله - صلى الله عليه وسلم -: «فَاظْفَرْ بذَاتِ الدِّينِ»، يدل على منزلته العالية، والغنيمة الثمينة. وإذا أخذت بهذه الوصية من الرسول - صلى الله عليه وسلم - فكأنك تستشيره في زواجك فيشير عليك بأن تتزوج امرأة ذات دين. ومعنى «تربت يداك» تفيد الحث والترغيب على فعل الشيء. وقال - صلى الله عليه وسلم -: «ألا أخبرُكم بخيرِ ما يكنِزُ المرءُ؟ المرأةُ الصَّالحةُ إذا نظر إليها تسرُّه، وإذا أمرَها أطاعتْهُ، وإذا غاب عنها حفِظتْهُ».

- ويجب الاعتماد على الله -سبحانه وتعالى- أولاً وآخرًا في الإقدام على الزواج، مع استحضار نية إعفاف نفسك بهذا الزواج، قال - صلى الله عليه وسلم -: «ثلاثةٌ حقٌّ على اللهِ -تعالى- عونُهم: المجاهدُ في سبيلِ اللهِ، و المكاتَبُ الذي يريدُ الأداءَ، والناكحُ الذي يريدُ العَفافَ». ويستحب أن يصلي صلاة الاستخارة؛ فقد كانَ رَسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُعَلِّم الصحابة الِاسْتِخَارَةَ في الأُمُورِ كُلِّهَا.

- فإن أخذ المُقْدِم على الزواج بهذه الأسباب، فقد تكون سبيلا إلى توفيق الله له لاختيار زوجة صالحة، تعينه على أمور الدنيا، وتكون سببا في إسعاده في الدارين.

 

2/9/2019

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك