رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: جاسم السويدي 21 مارس، 2016 0 تعليق

كيفـيـة كتــابـة المقدمة

قبل البدء بكتابة المقدّمة عليك أن تحدد هدفك، ونوع الأسلوب الذي يجب اتّباعه عند كتابتك، فقد تكون الغاية من المقدّمة تذكير الناس بالموعظة الحسنة

عند كتابة المقدّمة: يمكنك الاستعانة ببعض الآيات القرآنية التي تزيد من نسبة الخشوع لدى القارئ، وتؤكّد له أنّ الموضوع المقدّم مبني على حقائق دينية وعلمية

 

المقدمة نبذة تستطيع من خلالها تقديم الغرض الذي تريده، وتحتاج لتوصيله لمن أمامك، وتكون المقدّمة غير مقيّدة بعدد الكلمات، لكن يشترط عدم الإطالة فيها؛ لأنّ الهدف منها كتابة نبذة صغيرة عن الموضوع الذي تريد تقديمه، ويجب أن تحتوي على العديد من الكلمات التي تلفت الانتباه؛ فهي التي تترك الانطباع الأول لدى السامع أو القارئ، وهي التي تحفّزه على إكمال ما بدأه؛ لأنها بمثابة تحفيز الانتباه وشده؛ فلا يجوز منها الإطالة فتكون مملة، ولا يجوز القصر فتكون لغتها موجزة وغير مفهومة؛ فيجب أن تدمج بين شرح الغرض مع عدم الإطالة، ويجب أن تكون الصياغة سليمة وملفتة للانتباه.

أنواع المقدّمات

مقدّمة الكُتب

     من شروط كتابة أي كتاب أن يحتوي في صفحاته الأولى على مقدّمة يقوم فيها الكاتب بطرح القليل من الكلمات الإرشادية التي توضح الغرض والغاية من كتابة الكتاب، ومن خلالها يستطيع الكاتب إثبات براعته في كيفية مقدرته على لفت انتباه القارئ وجذبه لقراءة الكتاب كله، فيجب أن تحمل المقدّمة في طياتها رسالة تشويقية لأهمّية هذا الكتاب، وأنّ الذي سيقرؤه لن يندم، وسيجني الكثير من الفائدة والمنفعة، وعلى العكس منها المقدّمة التي تشعر أنها بعيدة عن قلبك وأفكارك فتجعلك تترك الكتاب منذ الوهلة الأولى.

مقدمة البحث

     الأبحاث يجب أن تحتوي صفحاتها الأولى على مقدّمة مكوّنة من أسطر عدة، تقوم من خلالها بالتمهيد للبحث أو الدراسة التي تقوم بتقديمها، وفيها تثبت مدى قدرتك على البحث والتمحيص والقدرة على الاستنتاج، وتبين الأحداث التي قد تكون قد مررت بها أثناء كتابتك للبحث، فتبيّن مدى قدرتك على الملاحظة ومدى رصدك للنتائج الجيدة، وتمهد للموضوع الذي سيطرق له في البحث، وفي المقدّمة يجدر بك أن تكون متميزاً عن غيرك حتى تحصل على أعلى الدرجات والمراتب، ومهما كان بحثك جيداً من الداخل فالمقدّمة هي التي ستعكس واجهة بحثك.

مقدمة الخطب

     الخطبة تحتاج لخطوات عدة، يتم من خلالها بناء أجزاء الخطبة، ويكون فيها موجز من العبارات التي تثير انتباه السامعين أو القراء، والمقدّمة عبارة عن دعاء، أو آية قرآنية أو أبيات من الشعر يتم البدء بها لتبين مدى أهمية هذه الخطبة ولتعطي للمستمع والقاريء جواً من الخشوع إذا كانت قد بدأت بآية من القرآن، وقد يكون فيها تذكير وعبرة.

مقدمة الرسائل

     عند كتابة الرسالة يجب اتباع العناصر المبنية عليها الرسالة، ومن أهم عناصر الرسالة عنصر المقدّمة الذي يسبق المتن، وفيه يتم كتابة بعض الكلمات التي تستطيع من خلالها التمهيد للموضوع الذي تريد طرحه أو المناسبة التي تريد الكتابة عنها؛ فإذا كانت الرسالة شكوى فعليك في المقدّمة أن تستعطف من تكتب إليه، أمّا إذا كانت رسالة عتاب فعليك أن تشعر من تبعث له رسالتك بقدر حزنك من موقف قد سببه لك، وإذا كانت مناسبة سعيدة فعليك أن تعبر عن مدى فرحك وسعادتك بهذه المناسبة.

كيفية كتابة المقدّمة

(1) تحديد الغرض والهدف

     قبل البدء بكتابة المقدّمة عليك أن تحدد هدفك، ونوع الأسلوب الذي يجب اتّباعه عند كتابتك، فقد تكون الغاية من المقدّمة تذكير الناس بالموعظة الحسنة؛ فيجب أن تحمل المقدّمة في طياتها معاني موجزة تتحدّث عن الموعظة الحسنة، وتتعدّد الغايات المطلوبة عند كتابة المقدّمة، وعندها يشترط تحديد الهدف ليكون هناك تخطيط مسبق للأسلوب الذي تحتاج إلى اتّباعه؛ وذلك كي تكون المقدّمة بأفضل صورة يمكنك تقديمها للقارئ.

(2) استخدام اللغة الفصيحة

     عند كتابتك للمقدّمة يجب أن تكون حريصاً على استخدام لغة عربية فصيحة، وأن تكون اللغة سليمة خالية من الأخطاء، فلا تكون الكلمة ناقصة الحروف، ولا يكون خلل في معنى العبارات، كذلك يجب الحرص على وضع الحركات على الكلمات التي قد يكون فيها لبس، ومن الأشياء التي يجب الحرص على وضعها علامات الترقيم؛ فالمقدّمة بمثابة الواجهة للمنزل؛ فإذا كانت مليئة بالأخطاء ولغتها رقيقة فهذا ينعكس على واجهة الموضوع الذي تحتاج تقديمه؛ فيشعر القارئ أن جميع المبحث لغته رقيقة وغير متناسق أما إذا كانت المقدّمة جيدة فهذا تمهيد إلى أن الموضوع جيد وسليم.

(3) وضع المقدّمة في مكانها المناسب

     يتم وضع المقدّمة في مكانها المخصص؛ فعند كتابة الرسالة يتم كتابة المقدّمة بعد اليوم والتاريخ والمرسل إليه، وبعد هذا مباشرة يتم كتابة بعض الأسطر التي تعبر فيها عن غرضك من الرسالة، أو تمهيد للذي تريد تقديمه لهذا الشخص، أمّا في الكتاب فتكون المقدّمة في أول صفحات؛ ففي الغالب تأتي المقدّمة بعد الفهرسة، وقد يسبقها الإهداء ثم تأتي المقدمة، وفي الأغلب لا تتجاوز الصفحة الواحدة.

(4) استخدام الكلمات التي تشد انتباه القارئ

المقدّمة في الكتاب بمثابة البائع الذي يعرض السلعة للمشترين فيستطيع من خلال كلمات بسيطة أن يشد انتباه المشترين إلى البضاعة التي لديه، وكذلك المقدّمة يجب أن تحتوي على كلمات تشد انتباه القارئ كي يواصل قراءة الكتاب، أو رسالة وما غير ذلك من الأغراض التي تستخدم فيها المقدّمة.

 (5) التمهيد للموضوع الذي تحتاج لعرضه

     بعد كتابة العبارات التي تستطيع من خلالها شد انتباه القارئ عليك أن تستخدم العبارات التي يمكنك من خلالها أن تشرح ببساطة الموضوع الذي تحتاج لطرحه، ويجب أن يكون أسلوبك نابعاً من القلب كي يدخل إلى قلب القارئ فيشعر بالراحة عند القراءة، ويجب عدم ذكر النتائج التي توصلت إليها؛ وذلك لترك مجال للتشويق لدى القارئ كي يقرأ الموضوع حتى نهايته بالكامل.

(6) استخدام الآيات القرآنية: عند كتابة المقدّمة: يمكنك الاستعانة ببعض الآيات القرآنية التي تزيد من نسبة الخشوع لدى القارئ، وتؤكّد له أنّ الموضوع المقدّم مبني على حقائق دينية وعلمية، كذلك يمكنك الاستعانة بأبيات الشعر لتكون شاهداً على القضية التي تطرحها إذا تطلب الأمر، أو مقولة أحد المشاهير.

(7) المقدّمة غير المصطنعة: يجب أن تكون المقدّمة معبرة وخارجة من إحساس الكاتب، فسيشعر عندها القارئ أنه قريب من إحساس الكاتب؛ فيكمل القراءة بشغف وحيوية بسب ما تركته المقدّمة من أثر في نفسه.

مثال عملي

وفيما يلي مثال عمليّ على مقدمة لبحث تمّ تقديمه بوصفه مشروعاً تخرّج في دائرة اللغة العربيّة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد:

     فإن بحثي يتناول الأخطاء اللغوية الشائعة في اللغة العربية، ولم يكن هذا الموضوع جديدًا بل تناول القدماء والمعاصرون كلٌ منهم من منطقه، ومن أهم القدماء الذين تناولوه ابن الجوزي في كتابه: (تقويم اللسان)، والكسائي في كتابه (ما تلحن فيه العامة)، وأيضا هناك كتاب: (لحن العوام) للزبيدي، وكتاب: (إصلاح المنطق) وغيرهم من الكتب. لم يترك المعاصرون هذا الموضوع أيضًا، فكان من أهم المواضيع التي تناولها علماء العربية في علم اللغة، وخصصت له معاجم خاصة به. فقد حاولوا أن يهذبوا اللغة العربية، ويحافظوا عليها ويحموها من كل دخيل حتى يبقى رونقها وعبيرها كما ألفناه دائمًا.

     يستهدف هذا البحث دراسة مسألة الأخطاء اللغوية الشائعة، ووضع اليد على مناطق الضعف في القضايا التي سأناقشها فيه، التي تشمل جميع جوانب الأخطاء اللغوية؛ حيث يقترح دراسة نماذج من مقالات كتبها طلاب التخصص. فقد طلبت من طلاب دائرة اللغة العربية في جامعة بيت لحم من السنة الأولى حتى الرابعة كتابة مقالات بعنوان (وسائل الإعلام ودورها في تغيير وجهات النظر)، وجمعت 40 نموذجًا عشرة نماذج لكل سنة، ثم قمت بدراسة هذه النماذج من ناحية اللغة، ثم قمت باستخراج.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك