كيـف نحمي أطفالنـا مـن أمـراض الصيـف؟
يجب الحذر من الأمراض الناجمة عن الزحام الشديد في الأندية وحمامات السباحة؛ حيث ينجم عنها العديد من الأمراض الجلدية
جاء فصل الصيف بدرجات الحرارة العالية وارتفاع نسب الرطوبة، وفي وسط التقلبات الجوية يصبح الأطفال عرضة لأمراض الصيف المختلفة، ومما يزيد من خطر الإصابة بتلك الأمراض تناول الأطفال لبعض الأطعمة التي تكون ملوثة بالمبيدات حتى ولو تم غسلها بالأساليب العادية؛ حيث إنها تحتاج إلى أساليب غسل خاصة، كذلك إقبالهم على الأطعمة والوجبات الجاهزة من المطاعم، كل ذلك يساعد على انتشار أنواع معينة من الأمراض في فصل الصيف؛ مما يزيد من خوف الأسر على أطفالهم.
الطفح الجلدي
يؤكد الدكتور هاني الناظر -استشاري الأمراض الجلدية- على أن تعرض الأطفال لأشعة الشمس الحادة ولاسيما في الفترة من الحادية عشرة إلى الرابعة بعد الظهر في الصيف، يجعل الأطفال معرضين للطفح الجلدي، ويحدث ذلك نتيجة ارتفاع الرطوبة في الجو ولا يتبخر العرق.
الإجهاد الحراري
وهنا يؤكد الدكتور محمد القيسي -أخصائي أمراض الباطنية- على أن الأعراض التي يخلفها ارتفاع درجات الحرارة تحدث ما يسمى بالإجهاد الحراري للطفل، ومن أعراضه الشعور بتكسير في الجسم نتيجة تعرض الجسم لدرجة حرارة عالية مع وجود رطوبة مرتفعة في الجو.
أمراض الجهاز الهضمي
كما تزداد بعض الأمراض المتعلقة بالجهاز الهضمي كالإسهال والإنتان المعوي بنوعين: الفيروسي والجرثومي وغيرها من الأمراض، إلا أن هذين المرضين يعدان الأكثر انتشارا بين الأطفال؛ لما لفصل الصيف من خصوصية تتعلق بنوعية الأغذية المتناولة، وعدم الاهتمام بالنظافة الشخصية ولاسيما في فصل الصيف.
الإسهال الصيفي والحمى التيفودية
تعد هذه الأمراض من أشد الأمراض ضررا، ولاسيما عندما يصاب بها الأطفال خلال العام الأول من العمر، وثبت من الإحصاءات الطبية أن النزلات المعوية الحادة تسبب ما لا يقل عن 50% من الوفيات عند الأطفال خلال العام الأول من العمر، وتستقبل المستشفيات العامة والمتخصصة وعيادات الأطفال عشرات الحالات يوميا من الإصابات؛ حيث تتراوح أعمار الأطفال ما بين الأشهر وحتى سن الثالثة عشرة.
التهاب العيون
ومن أمراض الصيف الشائعة التهاب العيون ولاسيما عندما تزداد حدة الغبار، وتكثر بين الأطفال، وأعراضها: احمرار العين، تورم الجفون والتصاقها، وقد تؤدي إلى مضاعفات كالتهاب القزحية أو تقرح القرنية إن لم تعالج، وتنتقل العدوى عن طريق الإفرازات الحاملة للجراثيم عن طريق الفوط أو استعمال الوسادة، أو عن طريق الذباب، والوقاية تكون بالنظافة وعدم استعمال فوط أو النوم على وسادة المريض، والقضاء على الذباب، وعدم الإهمال في تلقي العلاج.
حساسية الأنف والرعاف
وهي عبارة عن التهاب المجاري الأنفية بسب الغبار أو حبوب اللقاح عند النباتات أو فرو الحيوانات، وتستمر حساسية الأنف عادة لفترة أطول من الأنفلونزا العادية، ويمكن أن تترافق مع الحمى، وأفضل طريقة للوقاية من هذا المرض تكون من خلال تجنب العطور، واستخدام الأجهزة التي ترفع من كمية الرطوبة في جميع أنحاء المنزل، وعدم التدخين والابتعاد عن مناطق التخزين أيضاً، ويجب تنظيف المكيف بانتظام، وللعلاج يمكن تناول مضادات الهيستامين .
أما الرعاف، فيعني نزيف الأنف عند الأطفال، فإنه يندر حدوثه في الأطفال أقل من سنتين، وتزداد النسبة بعد هذا العمر، ثم تقل بعد سن البلوغ، ويكون للعامل الوراثي دور في بعض الحالات، ويتسبب نزف الأنف من الأوعية الدموية الرقيقة الموجودة في بطانة الأنف في الجزء الداخلي أو الأوسط من التجويف الأنفي، والمعروف أن بطانة الأنف تحتوي على كثير من الأوعية الدموية التي تعمل على تدفئة هواء الشهيق، وبسبب رقة هذه الأوعية فإنها تكون معرضة للنزف عند إصابتها بالالتهابات، مثل: الزكام والأنفلونزا والبرد وعند التعرض للصدمات البسيطة عند وضع الإصبع في الأنف .
أسباب انتشار أمراض الصيف
أشار د. أحمد منتصر -استشاري طب الأطفال- إلى أن انتشار الأمراض الصيفية يعود إلى درجة الحرارة المرتفعة والرطوبة وموسم التلقيح بين النباتات والأتربة العالقة في الجو، كذلك التلوث الغذائي وأنواع من البكتيريا تنمو وتتكاثر بسبب الحرارة والرطوبة، ويشير إلى أن الذباب يكثر في الجو الحار صيفا، وهو أهم العوامل الناقلة للبكتيريا وسائر الميكروبات إلى المأكولات والمشروبات، فيلوثها، وأبرز شيء هو إهمال النظافة الشخصية وعدم غسل الأيدي باستمرار.
أساليب الوقاية
للوقاية من الأمراض المتعلقة بالشمس والحرارة يجب تفادي تعرض الأطفال إلى أشعة الشمس خلال فصل الصيف ما أمكن، ولاسيما في الفترة بين الساعة العاشرة صباحًا والرابعة مساء، إضافة للتخزين الجيد للأطعمة وعدم تناول طعام أو شراب غير مخزن بطريقة صحية أفسدته درجات الحرارة المرتفعة.
ومن أهم النصائح للوقاية من أمراض الصيف ما يأتي:
- يجب حفظ الأطعمة في أماكن باردة أو في الثلاجات، ولاسيما طعام الأطفال، وألا يترك الأكل خارج الثلاجة لفترة طويلة.
- الحرص على أن يشرب الأطفال كميات كبيرة من الماء باستمرار.
- ضرورة مراجعة الطبيب بأسرع وقت إذا أصيب الطفل بالإسهال أو القيء المستمر.
- يجب الحذر من الأمراض الناجمة عن الزحام الشديد في الأندية وحمامات السباحة؛ حيث ينجم عنها العديد من الأمراض الجلدية.
- يجب توخي الحذر من انتقال العدوى السريعة للأمراض الجلدية، من خلال التقبيل والمصافحة واستخدام الأدوات الشخصية نفسها.
- يجب التخلص الآمن من القمامة المنزلية والنفايات.
- التعامل الحذر مع الحيوانات والطيور في المنزل، من خلال ارتداء قفازات – أقنعة – أحذية ذات رقبة طويلة.
- وأخيرًا أثبتت الدراسات أن غسيل الأيدي يحد من وفيات الأمراض المعدية بنسبة 50%، والإصابة بأمراض الجهاز التنفسي بنسبه 25%؛ لذا يجب غسل أيدي الأطفال بالماء والصابون جيداً أكثر من مرة طوال النهار.
لاتوجد تعليقات