رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 22 مارس، 2018 0 تعليق

كلية الشريعة تعقد مؤتمرها السنوي تحت عنوان: (دور كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في خدمة المجتمع الكويتي)

 

في إطار من الشفافية ونقد الذات ومحاولة الوقوف على الإيجابيات والسلبيات، عقدت كلية الشريعة بجامعة الكويت الأسبوع الماضي مؤتمرها السنوي تحت عنوان: (دور كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في خدمة المجتمع الكويتي)؛ حيث استضافت الكلية عددا من المسؤولين في المؤسسات الكويتية من القطاعين الحكومي والخيري، وكذلك عددا من النخب الأكاديمية والأساتذة والمشايخ من داخل الكويت وخارجها.

 

ارتباط وثيق بالمجتمع

     في البداية أكد نائب مدير جامعة الكويت د.عادل الحسينان أن كلية الشريعة والدراسات الإسلامية من الكليات الحيوية الحية التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالمجتمع، وتلمس احتياجاته؛ مما يؤهلها من مهارات وخبرات عملية تعينها على التطوير في مجتمعاتنا، مؤكدًا أننا في حاجة شديدة اليوم لجهود كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في إصلاح المجتمع والنواحي الأخلاقية والقيم؛ مما يعين المجتمع الكويتي على النمو والتطور والوصول إلى مستوى الألفة والمحبة والتعاون بين أفراده.

التطوير والتحسين

من جهته، قال عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية د.فهد الرشيدي: إن الهدف من تنظيم هذا المؤتمر أن يكون أساسا لعملية التطوير والتحسين المستمرة التي تحرص إدارة كلية الشريعة وإداراتها السابقة على تنفيذها باستمرار.

وتابع: إن المؤسسات الشرعية بما فيها التعليمية ليست خارجة عن محل النقد، بل إن النقد البناء لها هو الضمانة لقدرة هذه المؤسسة على القيام بمهامها ومحاولة صيانتها عن الخطأ أو الزلل.

     مضيفا: إن الرهبة من النقد البناء للمؤسسات الشرعية احتراما لمرجعيتها، قد ساهم كثيرًا في ضعف أداء هذه المؤسسات وخروجها عن مقصودها، وجعلها تفقد شيئا من بريقها وبعضًا من ثقة المجتمع بها، وجرأ عليها من يريد محاربتها بل القضاء عليها؛ لذا حرصنا في هذا المؤتمر على مشاركة من يلتقون بخريجي هذه الكلية، ليوجهوا إدارة الكلية إلى ما الذي لاحظوه على الخريج الذي هو المنتج النهائي لهذه الكلية؟ وما يجب علينا استدراكه ومعالجته؟

 سد حاجة طلبة العلم الشرعي

     وزاد: إن كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة الكويت، جاءت نشأتها لتسد حاجة طلبة العلم الشرعي؛ حيث لم تكن في الكويت أي مؤسسة أكاديمية يمكن أن تدرس العلم الشرعي؛ فكان طلبة العلم الشرعي يرحلون خارج الكويت طلبا للعلم الشرعي؛ فجاءت الرغبة السامية من لدن أمير القلوب الشيخ جابر الأحمد -رحمه الله وأسكنه فسيح جناته- في تأسيس كلية الشريعة والدراسات الإسلامية.

المناصب الدينية

     وأضاف: تكمن الخطورة هنا إلى أن المناصب الدينية في المجتمع غالبا لا يتولاها إلا خريجو هذه الكلية؛ فكان ضعف الخريج سينعكس حتمًا لا محالة على ضعف هذه المؤسسات التي يتولاها هذا الخريج؛ لذلك تقع علينا اليوم مسؤولية عظيمة دينية ووطنية في بذل الوسع والعمل الدؤوب، لتطوير مخرجات هذه الكلية، بتحسين المدخلات من المقبولين في الكلية وتطوير صحائف التخرج، ورفع مستوى الأداء الأكاديمي والإداري في الكلية كل حسب موقعه.

الإيجابيات والسلبيات

     من جانبه تناول وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المساعد لشؤون المساجد م. داود العسعوسي في الورقة التي قدمها محورين مهمين، وهما الإيجابيات والسلبيات للعاملين في الوزارة من خريجي كلية الشريعة فقال: من الإيجابيات للعاملين في قطاع المساجد نجد الخريج عنده علم شرعي يساعده في حمل رسالة المسجد للناس، ووظيفة الإمام لها شرف ومكانة؛ فهو يعلم الناس، كما أن خريج الشريعة عنده التزام بالوسطية والاعتدال، والحمد لله مناهج كلية الشريعة اتسمت بذلك، كما أن المظهر الحسن للإمام والخطيب له دور في هم الدعوة في المسجد.

أما الجوانب السلبية فقال: يلاحظ على خريج كلية الشريعة الضعف الواضح في تلاوة القرآن الكريم وتجويده؛ فإمام المسجد يجب أن يكون شيخا للقرآن؛ فالتجويد ضعيف جدا، ويجب العناية به.

     وأضاف: من السلبيات أيضًا الضعف في اللغة العربية، وحدد المهارات التي ينبغي على الخريج أن يتحلى بها ليكون إماما، الأمر الأول التمكن من القرآن تلاوة وتجويدا، والتمكن من اللغة العربية، واقترح أن يكون هناك مادة ميدانية؛ من حيث التواصل مع حلقات القرآن الكريم، ويجب أن يكون هناك مهارة الارتجال والإلقاء في المناسبات؛ حيث إنها مفقودة عند الخريجين، واقترح م.العسوسي أن تقدم كلية الشريعة كورسا ميدانيا للطلاب، للتعاون مع قطاع المساجد بأن يمروا على المساجد ويصلوا بالناس ويلقوا دروسًا لهم.

صمام أمان

     وفي كلمته قال مدير إدارة الدراسات الإسلامية مرزوق الهيت: كلية الشريعة تعد صمام أمان للمجتمع في نشر العلم الشرعي الصحيح المستمد من القرآن والسنة، كما أن أغلب المواد تتوافق مع الطالب، كما أن خريج المعهد الديني يتفوق على طالب التعليم العام، وعن المهارات التي يحتاج إليها طلاب الشريعة قال: نرجو الاهتمام باللغة العربية والتركيز على زيادة مقرراتها والاهتمام بالحفظ والتجويد والتلاوة وعدم الاعتماد على المذكرات، بل البحث في أمهات الكتب، ونقترح أن يكون هناك مادة تربية عملية، كما يجب إنشاء تخصص خامس للدراسات القرآنية؛ حيث نجد أن 98% من المعلمين والمعلمات في الأترجة من غير الكويتيين؛ فنحتاج إلى معلمات كويتيات في التدريس.

وعن السلبيات قال: من الجوانب السلبية الضعف الواضح في اللغة العربية، قراءة وكتابة، وفي تلاوة القرآن، وعدم الإلمام بطرائق التدريس، وعدم تناسب عدد خريجي الشريعة مع المادة العلمية عند النساء والرجال.

نظام التوظيف

     وعن دور ديوان الخدمة المدنية في دعم كلية الشريعة، بيّن بدر هزاع أن المسجلين بالنظام منذ البداية في عام 1999 حتى الآن 1582 من الذكور و2299 من الإناث، وأن عدد الذين تم ترشيحهم 1517 ذكواً و1845 إنثى، وأن باقي المسجلين ذكور (65) وإناث (454)، ونسبة المرشحين للإجمالي 96% ذكور و80% إناث، وقال: نحن نعاني مشكلة الإمامة والخطابة للعمل بها؛ فهناك حاجة فعلية إلى (2000) وظيفة للإمامة والخطابة، ولا نجد من يسد هذه الحاجة وهذا العمل مطلوب حاليًا.

مخرجات الثانوية

     وتحدث الموجه العام للتربية الإسلامية سابقا الشيخ جاسم المسباح عن مكانة كلية الشريعة لتدريس الشريعة السمحة، وقال: إن مخرجات الثانوية العامة تختلف عن مخرجات كلية الشريعة؛ فالمخرجات تغيرت؛ فنجد من لا يحسن القراءة العربية، وانعكس ذلك على التلاوة والتجويد، واقترح المسباح أن تكون هناك مقابلات واختبارات تعزز الطالب ليكون مؤهلا لدخول كلية الشريعة؛ لأن الطالب المتخرج من الشريعة الملتزم يكون أفضل من غير الملتزم، مشيرًا إلى أننا نعاني من ضعفاً في  اللغة العربية، مطالبا أن تقدم دورات لخريجي الشريعة في أساليب تدريس العلوم الشرعية والقرآن. وهناك حاجة إلى علوم التربية وطلاقة التدريس.

 

القطاع الخيري

وفي ورقته التي قدمها في المؤتمر بعنوان: (ماذا يريد القطاع الخيري من خريجي الشريعة؟) أكد د. عبدالمحسن الجارالله الخرافي على عدد من التوصيات وهي:

- استحداث مقرر (تدريب ميداني في كليات الشريعة).

- استضافة ممثلي ميدان العمل في فعاليات عملية لتعريف دفعتي السنة الثالثة والرابعة بما يحتاجه الميدان العملي منهم بشتى مجالاته.

- توجيه المقررات ذات الطابع البحثي الميداني إلى هذه المجالات.

- توجيه رسائل الماجستير والدكتوراه في تخصصات الدعوة إلى هذه المجالات.

تأليف كتاب (أو كتيب) موجه إلى طالب الشريعة تحت عنوان: (ماذا يريد المجتمع والعالم من خريجي كليات الشريعة ونظرائها؟).

- استقراء رأي الميدان بتصميم استبانة لتحليلات الإيجابيات والسلبيات المنشودة في هذه الورقة. ولتكن تكليفات بحثية في مقررات الدعوة أو الباحثين المساعدين إن وجدوا في الكلية.

- إهداء الرباعيات الواردة في هذه الكلمة إلى مؤسسات ميدان العمل الرسمي والأهلي؛ لتكون دليلا لها في تقييم العاملين وتقويمهم بها من خريجي كليات الشريعة، أو المتقدمين للعمل بها كمقاييس للتفاضل بينهم.

 

 

 

د. الهاجري: معالجة القصور

     لا ننكر وجود التقصير ولابد من وجود لجنة مشتركة لمعالجة هذا القصور، فإذا كان الطالب ضعيفًا فلماذا يحصل على معدلات عالية؟ معنى ذلك أن هناك خللا في عملية التقييم، والمقام مقام معالجة، والمعالجة المفترض أن توضح السلبيات؛ لأن خريجينا مختلفون؛ لأنهم يتولون المناصب الدينية، ولن نقبل بأن يكون هذا الخريج ضعيفا.

 

د. محمدخالد: حلول عملية

     قدم د. محمد خالد -الأستاذ بالكلية- حلولا عملية منها: ضرورة أن يتحدث الأستاذ أمام طلابه باللغة العربية، وضرورة وجود جانب حواري لكل طالب يتحدث فيه خلال المحاضرة، وكذلك تضمين المناهج الدراسية لدراسات نصية تقرأ من الأستاذ والطلبة، وكذلك عمل مسابقات القرآن، ومسابقات الخطابة.

 

د. الحطاب: دور مهم جدًا

      وفي تصريح خاص لـ(الفرقان) قال د. كمال الحطاب -الأستاذ بقسم الفقه المقارن والسياسة الشرعية بكلية الشريعة-: إن الدور الذي تؤديه كلية الشريعة في المجتمع دور مهم جدًا؛ فرسالتها رسالة روحية تعبدية؛ حيث تعمل على تصحيح مسارات الإنسان في ضبط الأفكار المعوجة لديه، ووجود كلية الشريعة، يعد حصن أمان للمجتمع كله؛ لأن المسارات المنحرفة تأتي في غياب علماء الشريعة الذين تخرجوا في مثل تلك الكليات الواضح منهجها البين طريقتها، أما المتطرفون؛ فيخرجون من الزوايا المظلمة، وأنا أتحدى أن تأتي بشخص تخرج في كلية الشريعة حمل تلك الأفكار المنحرفة، إلا إذا كان سلك بنفسه المسارات المنحرفة.

 

د. سند: لماذا لا يحترمون الرأي الآخر؟

      أما د. سلطان سند أستاذ الحديث الشريف والسيرة النبوية بكلية الشريعة؛ فقال في تصريح لـ(الفرقان): الذين يطالبون بإغلاق كلية الشريعة من العلمانيين وغيرهم، هؤلاء -مع الأسف- يدَّعون أنهم يحترمون الرأي الآخر؛ فليس معنى أن كلية الشريعة بمناهجها ومخرجاتها لا تعجبهم، لكنها تعجب شريحة أخرى أكبر بكثير منهم؛ فلماذا لا يحترمون رأي هذه الشريحة؟ أما إذا كان الأمر من باب الحقد والبغض؛ فهؤلاء لا مجال للتعامل معهم، وسيرد الله كيدهم في نحورهم؛ فالكلية حريصة على نشر الإسلام الوسطي، ومخرجاتها فيها نفع عظيم للأمة وللمجتمع بأطيافه وشرائحه كافة، سواء الذين يحبون هذه الكلية أم الذين يبغضونها.

 

المسؤلية مشتركة

د. النشمي: نحن بحاجة إلى هذه الوقفات

     وفي مداخلة لعميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية السابق د. عجيل النشمي قال: نحن بحاجة إلى مثل هذه الوقفات لإعادة التقييم، وأعتقد أنه كلما كان التقويم من خارج الكلية يكون أكثر شفافية، وأقترح أن تكون هناك دراسة للمقترحات، وتشكل لجنة وتقدم هذه الدراسة لأساتذة المناهج بالكلية.

د. العقيل: لنخرج من دائرة التلاوم

     المسؤولية مشتركة لنخرج من دائرة التلاوم إلى دائرة التعاون والتلاؤم للبحث عن حلول لبلوغ الأمنيات، والكمال الكامل يصعب الوصول إليه، وهذه بداية مبشرة وهي مراجعة النفس، ولسنا متأخرين في ذلك، علينا أن يساعد كل منا الآخر وأن نتكامل، وهذا المؤتمر بلغ من الصحة درجة كبيرة للوصول إلى هذا الطموح.

د.الرفاعي : الجامعة هي التي تقوي الطالب

الجامعة هي التي تقوي الطالب وترفع مستواه، والطريقة الجديدة في التعليم هي التعليم المبني على الطالب وليس الأستاذ، مثل التركيز على جهد الطالب في عمل الأبحاث والمشاريع العملية والغوص في أعماق المراجع وأمهات الكتب.

د. الهاجري: منظومة متكاملة

المنظومة التعليمية منظومة متكاملة وهي التي تسبب نوع المخرج في كلية الشريعة، ولا يجب أن نحمل الكلية العبء وحدها؛ فيجب إصلاح كل طرف من تلك المنظومة على حدة.

 

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك