كلمــة وفـــاء
قبل سبعة عشر عاماً دعاني أخي د.وائل الحساوي، وقال ما رأيك بتولي رئاسة تحرير الفرقان، وكذلك كانت الدعوة من أخي الفاضل د.طارق العيسى، ووافقت، والحمد لله عشت مع إخواني في المجلة أسرة واحدة متعاونين متحابين، بيننا الألفة والمحبة، وكملت طريق من سبقوني في رئاسة التحرير، وشعرت أنها جزء كبير ومهم في حياتي، ووجدت لها أثرا كبيرا في الناس خارج البلاد، وتوالت الأزمات ومدلهمات ومشكلات في تلك الحقبة، وكانت أهدافي: إبراز العمل الخيري ومشاريعه داخل البلاد وخارجه، وإبراز مشايخ الدعوة، وتسجيل موقف السلفيين في الأزمات كلها التي مرت على الأمة، وتطوير المجلة، إيجاد موقع إلكتروني متميز،إيجاد أرشيف إلكتروني، واستكتاب طلبة العلم، وتسليط الضوء على قضايا العالم الإسلامي.
وبعدها اتفقت مع أسرة الفرقان على هذه الرؤية ونجحنا إلى حد كبير بفضل الله -عز وجل- أولا وآخرا، ثم وجدت من إخواني مجلس الإدارة سندا كبيرا، ولمست لذة العمل التطوعي الخيري، ووجدت أن العلم الشرعي باق أثره في النفوس، ووجدت أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له نصر من الله وأثر كبير.
ولا يخلو العمل من الأخطاء والناقدين والمتربصين، وكنا نسير في حقل مليء بالأشواك، ووجدت نفسي أمام مسؤوليات أكبر وأهم في الدعوة إلى الله، والآن أترك المجال لأخي الفاضل سالم الناشي وهو الابن البار للمجلة؛ إذ لم يفارقها، داعيا الله له أن يعينه ويسدده ويوفقه ويفتح عليه.
وممن ساهم في النجاح الأخوة جاسم السويدي، ذياب عبدالكريم وعبدالقادر ورسمه ووائل رمضان وأحمد محفوظ وشقيقه محمود، وجميع الإخوة في المجلة.
فمن كل قلبي أقول لهم: شكرًا لكم! وأعتذر إن أخطأت في حق أحد منكم وسامحت كل من أخطأ في حقي.
والفرقان الْيَوْمَ أصبحت علما في عالم الصحافة الإسلامية، وقد أثنى عليها سمو أمير البلاد -حفظه الله ورعاه- وولي عهده، وكان يذكرنا بإطراء جميل وثناء عطر أمام اجتماع رؤساء التحرير، وكذلك رئيس الوزراء الحالي والسابق، وهيئة كبار العلماء ومشايخ الحرمين الشريفين ورؤساء الجمعيات السلفية وعلماء وطلبة العلم ورؤساء الجامعات الإسلامية، وسفراء أغلب الدول الإسلامية وإذاعات القرآن الكريم في عالمنا الإسلامي الذين خصصوا زاوية في الحديث عن موضوعات الفرقان الأسبوعي.
وأنا لن أترك الفرقان، بل سأكون معكم في المقال الاسبوعي، وأشكركم جميعا على حفل التكريم والتقدير والحفاوة التي سعدت بها كثيرا وحضور كبير من رؤساء اللجان والضيوف الكرام وهذا ليس بغريب على إخواني مجلس إدارة جمعية إحياء التراث وأسرة مجلة الفرقان، فشكرا لكم وجزاكم الله خيرا.
وبارك الله فيكم وسددكم وأسعدكم.
لاتوجد تعليقات