رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. أمير الحداد 3 أغسطس، 2015 0 تعليق

كلمات في العقيدة – الحيي

 صاحبي مغرم بعالم الأرقام... يجمعها.. يضربها.. يقسمها... ليبين علاقة ما بينها.. ومن أكثر الأرقام التي يستخدمها الرقم (21)... كلما كان معي في المركبة... تابع أرقام لوحات المركبات أمامنا.

 انظر (5268) واحد وعشرون، وهذه (4674) واحد وعشرون، وهذه (3828) واحد وعشرون.. وهكذا.. إلى أن أطلب إليه التوقف.

- هل تعلم أن الأسماء الحسنى التي وردت في السنة الصحيحة ولم ترد في القرآن عددها واحد وعشرون اسماً... لم يخف فرحته وسروره.

- ألم أقل لك؟

- ماذا قلت لي؟

- إن هناك سرٍّا في الرقم (21).

- دعك من هذه الخرافات ولكني جمعت الأسماء الحسنى في السنة التي لم ترد في القرآن فوجدتها واحداً وعشرين اسماً من الأسماء الحسنى التي وردت في القرآن سبعة وثمانون اسماً .

- وما الأسماء الحسنى التي وردت في السنة ولم ترد في القرآن؟

- لا أحفظها عن ظهر غيب ولكن سأحاول أن أتذكرها.

(الوتر - الحيي  - الستير - المقدم - المؤخر - القابض - الباسط - المسعر - الرازق - الجميل - السيد - الطيب - الديان - المنان - المحسن - الحكم - الجواد - السبوح - الشافي - الرفيق - المعطي).

هل أكملت واحدا وعشرين؟

- نعم .

وكان صاحبي يعقد أصابعه بعدِّها.

- هل اسم الله (الحيي) من الحياء؟

- نعم.. وقد ورد في حديثين صحيحين.. الأول عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - «إن ربكم - تبارك وتعالى - حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردها صفراً» صحيح ابن ماجه والثاني.. عن يعلى بن أمية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يغتسل بالبراز (أي المكان البارز الواضح في الفضاء) بلا إزار فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الله - عز وجل - حيي ستير يحب الحياء والستر فإذا اغتسل أحدكم فليستتر» صحيح أبي داود.

ففي هذين الحديثين بين النبي معنى اسم (الحيي) لله عز وجل.

     ففي اللغة الحيي: هو من خلقه الحياء خلق يمنع النفس من تجاوز مكارم الأخلاق أو أحكام الشرع وما تستحسنه العقول السوية وهو خلق محمود في جميع الشرائع ففي حديث ابن مسعود في البخاري.. «إن مما أدرك الناس من كلام البنوة الأولى إن لم تستح أصنع ما شئت». والحياء حق الله وصفة تليق بجلاله ليست كحياء المخلوقين فنقول إن الحياء معلوم وهو صفات الله - عز وجل- وليس كحياء المخلوقين كما تليق بجلاله سبحانه وتعالى وبين النبي صلى الله عليه وسلم جانبا من هذه الصفة في حق الله عز وجل في الحديثين السابقين... فهو سبحانه حيي لا يرد العبد إذا رفع يديه وهو سبحانه حيي ستير يحب الحياء والستر، فلا يحب هتك الأستار ولا فضح العيوب ولا إظهار العورات ولا إعلان الفواخش.

- هل المطلوب من العبد أن يتخلق بخلق الحياء؟

- نعم؛ بل قالوا: إن لكل دين خلقا وخلق الإسلام (الحياء)... فمن إحصاء اسم الله الحييي أن يتخلق العبد بصفة الحياء فيستحي أن يرتكب الفواحش ويستحي أن يجهر بالمعصية، ويستحي أن يظهر عورته أو أن ينظر إلى عورة غيره، ويستحي أن يرد أحدا سأله، يريد الله منا أن نتخلق بهذه الأخلاق، بل الحياء خلق جميع الأنبياء كما جاء في وصف النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي سعيد الخدري قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها فإذا رأى شيئا يكرهه عرفناه في وجهه) متفق عليه. 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك