رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: مصطفى دياب 30 مايو، 2016 0 تعليق

كسر الحواجز الوهمية

فى كثير من الأحيان نتوهم وجود حواجز بيننا وبين أشياء كثيرة في حياتنا وفى تطورنا وارتقائنا، وفي الحقيقة قد تكون هذه الحواجز وهمية لا حقيقة لها، وقد تكون سهلة لا تستحق الهاجس الضخم حولها، وقد تكون حواجز حقيقية فعلا تستحق الدراسة والاجتهاد لإزالتها.

حواجز في الدعوة إلى الله

     وأكثر ما يصيب الإنسان من هذه الحواجز في مجال الدعوة إلى الله، فربما نضع لأنفسنا حواجز تمنعنا من إنكار المنكر بالطريقة الشرعية، نتيجة تخوفات وعقبات وهمية مسبقة، فأنت تمر على جارك أو صديقك وربما تجده على منكرٍ ما، ومع ذلك لا تتكلم ولا تنصح؛ توهماً منك أنه ربما يفعل بك كذا وكذا, وأنت تركب مع سائق التاكسي، وتسمع الأغانى بصوت عال ومع ذلك تتوهم أنك لو كلمته لفعل بك كذا وكذا، أو قال لك كذا، فتُحجم ولا تنكر المنكر فيزيد المنكر.

ألم تتساءل، ما يمنعك أن تتكلم مع أستاذك في الفصل أو الجامعة؟

وما يمنعك أن تتكلم مع مديرك وصديقك؟ والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «الدين النصيحة» ويقول: «من رأى منكم منكراً فليغيره..».

- أخى الحبيب: أخلص فقط، وأحسن التوكل على الله، ولتكن غايتك مرضاة الله -عز وجل- مهما كانت العوائق الحقيقية أو الوهمية، قال -تعالى- لموسى وهارون: {اذهبا إلى فرعون إنه طغى..}(طه: 43)، فلا تتوهم الأذى فتتوقف، ولكن خذ حذرك وتحرك {قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى. قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى..} (طه: 45-46).

تكلم والله معك

- أخي الحبيب: تكلم والله معك ولو توقعت الأذى، أذكرك بقوله تعالى لنبيه[: {يا أيها الرسول بلغ ما أُنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس..} (المائدة: 67)، قال ابن القيم: «العصمة على قدر البلاغ» بلغ، والله يعصمك. فعلى قدر البلاغ تكون العصمة ويكون الحفظ من الله «احفظ الله يحفظك..»، وانظر إلى مؤمن آل فرعون: {و جاء من أقصى المدينة رجلٌ يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين..}(يس: 20)، وماذا بعد؟! هل تعرض للأذى؟ هل أصابه مكروه؟ هل ضيعه الله؟ قال تعالى: {فوقاه الله سيئات ما مكروا..}.

بلغ وليس عليك إدراك النتائج

- أخي الحبيب: بلغ وليس عليك النتائج طالما قمت بكل ما يجب، وأخذت بالمتاح من الأسباب مع حسن التوكل قال تعالى: {فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب}، وكما قال: {لست عليهم بمسيطر}.

- أخي الحبيب: اكسر الحواجز؛ فقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يغشى الناس في مجالسهم ونواديهم، وتحرك لدين الله عز وجل، فهذا عمار بعد إسلامه قام بدعوة أمه فأسلمت وبدعوة أبيه فأسلم، وهذا أبو هريرة يدعو أمه ويظل يدعوها حتى أسلمت، وأولاد عمرو بن الجموح لا يفتُرون عن دعوته والتحايل ليُسلم حتى أسلم، فما توهم هؤلاء حواجز، ولو توهموا ما أسلم على أيديهم من أسلم.

 أنت من يصنع الحواجز

- أخى الحبيب: أنت من يصنع الحواجز، هل تذكر هذه المرأة التي أتت الكفل فأعطاها ستين ديناراً على أن يطأها؟ فلما قعد منها مقعد الرجل من امرأته ارتعدت وبكت، وذكّرته بالله؛ فقام عنها وقال: والله لا يعصِي اللهَ الكفلُ أبداً ؛فمات من ليلته فأصبح مكتوباً على بابه غفر الله للكفل.

وأخيراً أخي الحبيب:

هل توجد حواجز حقيقية؟ قال رجل للحسن: «أُحب قيام الليل وأُعد طهورى ولا أستطيع القيام! فقال له قيدتك ذنوبك».

     نعم أخي الحبيب إن الذنوب من أكبر الحواجز الحقيقية التي تحتاج إلى الاقتلاع، وقد يتعثر العمل والإنجاز بسبب ذنب للجماعة بسبب شخص واحد، والحل لايكون بالخروج من الجماعة ولكن الحل بالخروج من الذنوب والانكسار بين يدي رب العالمين. والآن ونحن مقبلون على شهر رمضان المبارك علينا بالتوبة والعودة والانكسار والانخلاع من الذنوب، ومراقبة النفوس، والله الله في السرائر؛ فإنه لا يصلح مع فسادها صلاح ظاهر.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك