رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 13 نوفمبر، 2017 0 تعليق

كتاب: مفكرة المريد على كتاب التوحيد

بين يدينا اليوم كتاب: (مفكرة المريد على كتاب التوحيد)، لمؤلفه الشيخ أحمد بن عطية الوكيل، وهو من علماء الحديث في جمهورية مصر العربية، وقد قامت جمعية إحياء التراث الإسلامي فرع الأندلس بطباعته، والكتاب تعليق على (كتاب التوحيد الذي هو حقُّ الله على العَبيد) لشيخ الإسلام محمد ابنِ عبدالوهاب -رحمه الله تعالى-، وفيه شرح مختصر وموثق لمعاني ومصطلحات عقائدية، وفيه التنبيه على تجريد التوحيد من الشركيات والبدع المنتشرة بين العوام والجهال، وقام مؤلفه بطباعته في المرة الثانية والثالثة بعنوان: (مفكرة المريد على كتاب التوحيد)، تيمنا باسم كتاب الشيخ ابن عثيمين: (القول المفيد على كتاب التوحيد)، وكانت الطبعة الأولى مُجرَّدةً عن أصلها، باسم: (مُفكرة المُريد بما جاء في كتاب التوحيد مِنَ المُصطلحات والمَعاني والتجْريد) .

     والكتاب يقع في أربعين وثلاثمائة صفحة، واشتمل على تعريفات في العقيدة بلغت مائتين وخمسين مصطلحًا وتعريفًا على أبواب وفصول كتاب التوحيد نفسه للشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- وكان الشيخ العلامة سعد الحُصين - رحمه الله تعالى – قد راجعها، وصحَّحها وعلَّق عليها، وطلب من المؤلف إلحاقها بأصلها، وبعد أن قام الشيخ الوكيل بمراجعتِها وإلحاقها بأصلها وفاءً لطلب الشيخ الحصين، وبعد أنْ استوجبت الفوزَ بمسابقةٍ أجريت في (فرع الأندلس للدعوة والإرشاد بجمعية إحياء التراث)، أمرُوا بطباعتها في ثوبِهَا الجديد، ومما تجدُر الإشارةُ إليه في هذه الطبعة كما ذكرها مؤلفها في مقدمته أمورٌ عدة هي.

     الأول: اعتماد المؤلف متنَ (كتاب التوحيد) الذي صدر باعتناء الدكتور دَغَش بنِ شَبِيبٍ العجميِّ -حفظه الله- وتحقيقه، وقد جاء على لسان المؤلف في مقدمة طبعته قائلاً: إنه وإنْ خالف الدكتور العجمي في ضبط بعض الكلمات الواردة في المتن، إلا أنه يعده أفضل طبعَةٍ ظهرت حتى الآن، وقد قابلها على نسخ خطيِّة رائقة، وبذل في خدمتها غاية جَهده فجزاه الله خيرًا .

     والثاني: أنه ذيَّلها مِن مروياته بالإسناد المتصل عن الإمام أحمد بن حنبل بعقيدته التي علَّمها تلميذَه مُسدَّد بنَ مُسَرْهَد -رحمهما الله- وهي غير مطبوعةً مِن قبل، فضلا عن أنْ تكون مشروحةً ومبسوطةً .

كلمة لجنة الدعوة والإرشاد

     وفي مقدمتها على الكتاب أكدت لجنة الدعوة والإرشاد بفرع الأندلس، أن عقيدة التوحيد هي أساس الإسلام الذي لا يقبل الله عملاً إلا بها، وهي أول ما أمر الله -جل وعلا- به عباده وبيَّن -سبحانه- إنما خلقهم لها، قال -تعالى-: {وَمَا خَلَقَتُ الجنَّ وَالإنس إِلَّا ليعِبُدُونَ}(الذاريات: 56) وبها أرسل الله الرسل، ولم يأت نبي من الأنبياء إلا وأمر قومه بإخلاص التوحيد لله، قال -تعالى-: {وَمَا أرسلنا مِن قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} (الأنبياء : 25)؛ فإن لم يتحقق التوحيد فلا فائدة في بقية الأعمال مهما كثرت؛ لأن كل شيء يبنى على غير أساس ينهار، وإن مما يخل بهذه العقيدة هو الشرك؛ فإما أن يبطلها إن كان شركا أكبر، وإما أن ينقصها إن كان شركا أصغر؛ فالمشرك لا يقبل له عمل ولو عبد الله الليل والنهار ما دام خلط العبادة بشرك، ولا يستقيم توحيد عبد إلا بمعرفة الشرك ثم الحذر منه ، قال الله -تعالى-: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون}(الأنعام: 82).

     ومن هذا المنطلق؛ فإن مؤلف الكتاب الشيخ/ أحمد بن عطية الوكيل -غفر الله له ولوالديه وللمسلمين- قد شرح المبادئ الأساسية، وقام بعمل شروحات مبسطة ميسرة لكل موضوع من الموضوعات التي تصل إلى تسعة وأربعين بعد المائتين، حتى يسهل على القارئ فهمها واستيعابها في (كتاب التوحيد) للشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- والمؤلف -حفظه الله تعالى- حكم على أحاديث وآثار ليكون طلبة العلم على الحجة والبرهان فلذلك قامت لجنة الدعوة والإرشاد –فرع الأندلس- التابعة لجمعية إحياء التراث الإسلامي- دولة الكويت – بإعادة طباعة هذا الكتاب القيم ونشره، إيمانًا منها بضرورة نشر العلم الصالح وعلى رأسه التوحيد بين المسلمين وهدايتهم للعقيدة الصحيحة.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك