رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: مصطفى دياب 21 سبتمبر، 2020 0 تعليق

قوة الخير

 

     كل مولود يولد على الفطرة قلبه عامر بالإيمان ولكن يحتاج لمن يحرك هذا الإيمان فى قلبه، ويحتاج لمن يكشف عن جوهر القلب وما فيه، وقلوب العباد مملوءة بالخير ولكن ربما نحن لا نلحظ هذا الجانب، فقد نتعامل مع شخص فنرى فيه شدة وحزما وتدقيقا وأشياء ربما لم يتعود عليها الناس؛ فيصفونه بأنه صعب أو أن قلبه لا ينبض بالخير، ولكن عندما نلمس الجانب الطيب فى نفوس الناس نجد أن هناك خيرا كثيرا قد لا تراه العيون من أول وهلة.

     ولذا يجب علينا ألا نتسرع فى الحكم على الناس وإبعادهم من ساحة البذل، و أن نحرك الخير الذى فى قلوب الناس عموما و قلوب الشباب خصوصا؛ فالشباب يحبون البذل وعندهم القدرة على البذل، فلماذا لا نثق بشبابنا وندع لهم الفرصه لكى يفكروا ويخططوا ويسترشدوا بآراء السابقين ويعملوا بها؟ فإننا قد نرى ما لا نتوقعه، كيف لا؟ والشباب هم قادة التغيير، وهم المستقبل لهذه الدعوة ولكل دعوة. إن قلوب شبابنا مملوءة بالخير وحب الخير، ولكنها تنتظر تلك اليد الحانية البانية التى تحركها وتوجهها للعمل لدين الله.

     فهل نسينا في مجد آبائنا السابقين أسامة بن زيد أو محمد بن القاسم الثقفى الذى فتح بلاد السند والهند وهو فى السابعة عشر من عمره؟ أم نسينا مصعب بن عمير الذى فتح البلاد وقلوب العباد وهو فى التاسعة عشر من عمره؟ إن التاريخ حافل بالنماذج الفريدة المتميزة من جيل الصحوة منذ عهد النبوة إلى عهدنا هذا، وكلما كان القلب أطهر كانت قوة الخير فيه أعظم.

     فعلى المربين والقادة الربانيين أن ينظروا في الخير الذي في قلوب الناس عموما وفي قلوب الشباب خصوصا، ويحاولوا توجيهه إلى أقصى ما يمكن من البذل؛ فإن الطاقة التى فى نفوس الشباب إن لم تتجه نحو العمل لخدمة الدين اتجهت نحو الانحراف والفساد أو الإفساد فى الأرض؛ ولذا يجب أن يُعد المربون أنفسهم للتعامل مع قطاع من الشباب مِلْؤهُ الطاقة والحيوية والنشاط والأفكار والإبداع حتى يعم الخير وينعم المجتمع بتعاون أبنائه وتكافل أفراده.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك