قوافل الخير من جمعية الخير..
ثقة المواطنين والمقيمين على أرض الكويت الغالية بجمعية إحياء التراث الإسلامية زادت مسؤوليتها وأنشطتها لتقوم بعمل مضاعف وإنشاء جسور إغاثية سريعة لإيصال المعونات للمستحقين, وزيادة العمل التطوعي للقيام بهـذا العمل الكبير..
انطلاقا من حديث: «أحب الناس إلى الله آنفعهم للناس»، وتطبيق الأثر: «ومن لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم»، وحديث: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى».
ولذلك لم تتوقف المساعدات لإخواننا وأشقائنا في سورية من خلال إيصال المواد الغذائية والطبية والإغاثية الإنسانية المستعجلة في الداخل والخارج دون توقف، وحفاظا على سلامة الشباب الذين يوصلون هـذه التبرعات إلى مستحقيها في الداخل فقد تم منع تداول الصور والحديث عن الطرق التي يسلكونها، ولكن الصور كانت واضحة للسوريين في الأردن ولبنان وتركيا، ونسأل الله عز وجل أن يكشف عنهم كربتهم.
وفور السماح للجمعية بجمع التبرعات العينية والمالية لإخواننا في بورما تم جمع مبالغ وتفاعل الناس بشكل كبير وعليها شكلت الجمعية وفوداً للقيام بزيارة المناطق الحدودية والمنكوبة والعمل على المشايخ البورميين في الخارج لتسهيل مهمة الوفد والإجراءات المتاحة التي يمكن أن تقوم بها الجمعية والتواصل مع ولي الأمر والمسؤولية في البلاد للحد من الهجرة الإجبارية الظالمة التي تقوم بها حكومة بورما ورجال الدين البوذيين والمطالبة بتوقف عملية الإبادة والتعذيب والحرق كما قال تعالى: {وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحكيم}.. وهذه الإغاثة لم تتوقف - بحمد الله - بل هي مستمرة حتى يعيشوا في عز ورخاء وحتى نحافظ على تماسكهم وهذا واجبنا تجاههم.
ولا ننسى قوافل الخير التي قادتها لجنة العالم العربي بالجمعية إلى اليمن الشقيقة بعدما حدث من فقر شديد وأمراض فتاكة وهجرة جماعية من مدنهم إلى أماكن أكثر أمنا بعد الحروب والتغيير الذي طرأ على اليمن.. فقد قام الوفد بشراء الحاجات الضرورية وتسليمها إلى الأسر، وقام بالإشراف على توزيعها والاطمئنان على سيرها بأمانة وإخلاص، والتعاون مع الجمعيات الخيرية هناك وتحت إشراف رسمي وهذه الدفعة السادسة ومازالت.
وكلما شاهدت تفاعل الناس مع الحوادث والنوازل التي تنزل بالمسلمين حمدت الله عز وجل أن الناس مازالوا بخير، وأنهم قدموا تضحيات كبيرة من جهاد بالمال والدعاء ونشر المعلومات عبر وسائل الاتصال الحديثة ودعوة أهاليهم وأقاربهم للمشاركة بهذه الحملات الإغاثية وعدم التردد بالتواصل والسؤال والتأكد والاطمئنان بدقة متناهية.
وأثبت شباب جمعية إحياء التراث الإسلامي أنهم محل ثقة وكفاءة وإبداع، وأنهم محل تقدير، فقد قاموا بتضحيات وتحملوا هذه المسؤولية دون تردد، وآثروا على أنفسهم أنهم يتركون بلادهم وأهاليهم للقيام بواجبهم تجاه إخوانهم.
ورسموا أروع ملاحم التعاون وصوره فضلا عن الاخلاق الرفيعة التي تحلوا بها وهم يمسحون رأس اليتيم، ولا ننسى دور الأطباء الذين قاموا بعمل كبير من أخذهم الإجازات من عملهم وتشكيل قوافل إغاثية لدعم المسلمين المنكوبين في معظم المناطق محتسبين الأجر من الله سبحانه وتعالى، بل وقام بعضهم بتحمل مصاريف السفر والإقامة على حسابهم الشخص.. فشكرا لهم.
وعليها أقول: الحمد لله رب العالمين الذي وفق الشباب للقيام بهذا العمل الكبير، وشكرا للأهالي على هذه الثقة وعلى زيادة العطاء، وشكرا لوزارة الشؤون التي يسرت كثيراً من الأمور، ونرجو أن لا يكون هذا الدعم في رمضان بل باستمرار حتى تنكشف الكرب عن إخواننا، ويرجعوا إلى بلادهم ويستقروا وينهضوا بها ويتحملوا مسؤولية البناء والتنمية ونشر الدين والثبات عليه: {الذين إن مكناهم في الأرض آقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر}.
والحمد لله رب العالمين
لاتوجد تعليقات