قواعد نبوية (1) أحب الأعمال إلى الله -تعالى- الفرائض
- الفرائض هي أركان الإسلام وهي شهادة ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان
- بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا حظّ في الإسلام لمن ترك الصلاة فعلى الإنسان أن يحافظ عليها وأن يؤديها كما أداها رسول الله صلى الله عليه وسلم
- الله تعالى مع المحسنين الذين يبذلون ويجتهدون ويعملون سعيا في رضوانه سبحانه وسعيًا في كسب الحسنات والأجور والثواب
قاعدة عظيمة من أهم قواعد الإسلام، وحديث قدسي عظيم قال فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -: قال الله -تعالى-: «وما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه»، إذًا أحب الأعمال إلى الله -تبارك وتعالى- هي الفرائض، وهذا ما نستفيده من هذه القاعدة العظيمة.
والفرائض كما هو معروف هي أركان الإسلام، كما جاء في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: «بُني الإسلام على خمس: شهادة ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان» هذه تسمى الفرائض، فالله -تعالى- يحب أن يقام توحيده، وإفراده بالعبادة، وأن يعبد وحده لا شريك له، وألا يعبد معه إله غيره، وهذا الأمر الذي خلقنا الله -تعالى- من أجله، ولأجل إقامة التوحيد أرسل الله الرسل وأنزل الكتب. قال الله -تعالى-: «ولقد بعثنا في. كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت».إفراد الله بالعبادة
نحتاج إلى هذه العبادة -إفراد الله بالعبادة- لما دخل الخلل عند بعض الناس وأصبحوا يعتقدون بغير الله، وينذرون لغير الله، ويخافون من غير الله، ويعتقدون أن هناك أشياء تنفع أو تضر من دون الله -تعالى-، الله جل وعلا له ملكوت السموات والأرض «وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو»، فالله تعالي بيده مقاليد السموات والأرض، هو الذي يجلب النفع، وهو الذي يدفع الضر، فلا يعتقد الإنسان بأشياء أو أحجار وأشجار أو خواتم أو سلاسل وغير ذلك أنها تجلب نفعا أو تدفع ضرا، إذًا الواجب على الإنسان أن يعلق قلبه بالواحد الأحد، أن يعلق قلبه بالفرد الصمد، أن يعلق قلبه بالله الذي بيده ملكوت السموات والأرض، ويعلم علم اليقين أنه ما من خير إلا من الله -تعالى-، ولا يستدفع الشر إلا من الله -تعالى-، فلا تتعلق بأشياء كثير منها خرافات لا تجلب نفعا ولا تدفع ضرا.الصلاة من أهم الفرائض
ومن أهم هذه الفرائض ومن أهم هذه الأركان، وثاني هذه الأركان الصلاة؛ لأن الصلاة عمود الإسلام، وبيّن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه لا حظّ في الإسلام لمن ترك الصلاة، فعلى الإنسان أن يحافظ عليها وأن يؤديها كما أداها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأن يقيمها في الأوقات التي شرعها الله -تعالى-، يقول الله -عز وجل-: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا}، بمعنى أنها كتاب مؤقت، له بداية وله نهاية، الفجر من طلوع الفجر الصادق إلى طلوع الشمس، ما بين هذين وقت صلاة الفجر، إذا طلعت الشمس انتهى وقت الصلاة، كذلك الظهر والعصر والمغرب والعشاء كل واحدة لها وقت محدد، لا يضيّع الإنسان الصلاة عن وقتها. ومع الأسف هذا خلل وقع فيه بعض الناس إلا من رحم الله؛ لذلك حذرنا ربنا -جل وعلا- فقال: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ}، يضيّعونها عن أوقاتها التي شرعها الله -تعالى-؛ لذلك يقول الله -تبارك وتعالى-: «وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه»، أهم شيء أن يأتي الإنسان بالفرائض كما أمر الله -تعالى- في الأوقات التي حددها الله، ومن جاء بها كتبت له السعادة والفرح ومغفرة الذنوب والرزق والهداية.من أسباب الرزق
بعض الناس اليوم يبذل أسبابا للرزق، إما بالتجارة أو العمل أو الشهادة أو غير ذلك، لكنه ينسى أن أعظم أسباب الرزق إقامة الفرائض، ومن أهمها الصلاة، قال الله -تعالى-: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا}، والصلاة تحتاج إلى صبر، فالإنسان يتوضأ ويصلي، والمرأة تتوضأ وتلبس حجابها وتصلي، وهذا يحتاج إلى صبر ومصابرة، لكن من يصبّر نفسه على الطاعة، الله يهديه سبيل الخير.إن الله مع المحسنين
قال الله -عز وجل-: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين}، الله -تعالى- مع المحسنين الذين يبذلون ويجتهدون ويعملون سعيا في رضوان الله -تعالى-، وسعيا في كسب الحسنات والأجور والثواب، فاليوم عمل ولا حساب، وغدا (يوم القيامة) حساب ولا عمل. يحتاج الإنسان دائما أن يربي نفسه على الاجتهاد في الطاعة، والبذل والعمل ولا سيما في الفرائض التي افترضها الله -تعالى- على عباده، تقول أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها عندما تذكر أحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيته-: كان يقوم في مهنة أهله، يخصف نعله، ويرقع ثوبه، فإذا أذّن المؤذن خرج كأنه لا يعرفنا. لا يعرفنا؛ لأن المؤذن ناداه بذلك النداء العظيم، حي على الصلاة حي على الفلاح. فإذا سمعت المؤذن قم فأجب وصلِّ؛ لأن الله -تعالى- هو الذي أمرك بهذا الواجب العظيم، وتأكد أن الله يحب هذا العمل؛ لأنه من أهم الفرائض.الزكاة: الركن الثالث
ثالث هذه الأركان الزكاة، ثم بعد ذلك الصيام. المال إذا بلغ النصاب وحال عليه الحول فإنه يزكّيه، وهذه من أحب الأعمال إلى الله -تعالى-؛ لأنها من الفرائض، والزكاة من اسمها نصيب، إنها نماء، تطهر المال مما شابه من الحرام أو الشبهات أو غير ذلك، وهي نماء للمال كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ما نقصت صدقة من مال»، إذا أردت البركة في مالك، والبركة في أهلك، والبركة في تجارتك، فأخرج زكاة المال؛ أولا سيكون هذا من أحب الأعمال إلى الله -تعالى- لأنها من الفرائض، ثانيا لأنها زكاة ونماء وبركة وحفظ للمال، بعض الناس قد يكون عنده خير كثير جدا، لكنه منع الزكاة فما تمر أيام أو شهور أو سنوات إلا وتمحق بركة ذلك المال ويكون عليه وبالا. أعرف أحد الأشخاص يقول: كان عندي مال جمعته من طريق حرام، حاولت أن أجمع المال بكل طريقة، لكن سبحان الله! لما جمعت ذلك المال يقول: سرعان ما ذهب ذلك المال كله، وأصبح عليّ دين ضعف المال الذي جمعته، والآن أنا مطلوب القبض عليّ لدى السلطات الأمنية، وغير ذلك من العقوبات التي كانت سببها أن ذلك المال كان مالا حراما. إذًا قاعدتنا «وما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه» نخرج منها بأن نحرص على الفرائض، نؤديها في أوقاتها، نؤديها كما أمر الله -تعالى.
لاتوجد تعليقات