رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: اللجنة العلمية في الفرقان 22 فبراير، 2021 0 تعليق

قواعد الإصلاح والتغيير عند الأنبياء والمرسلين – القاعدة الرابعة – التــدرج في الدعـــوة

 

 

الدعوة إلى الله هي إخراج الناس من الظلمات إلى النور، ومن الكفر إلى الإيمان، ومن الشرك إلى التوحيد، والدعوة الصحيحة هي التي تقوم على منهج الأنبياء والرسل، وتنبع من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وكل دعوة لا تقوم على هذا الأساس دعوة قاصرة وناقصة، وقد تفشل بسبب انحرافها عن الصراط المستقيم، لذلك بدأت لجنة البحث العلمي بالفرقان في استنباط بعض قواعد الدعوة والإصلاح من منهج الأنبياء والمرسلين، وقد تكلمنا في الحلقتين السابقتين عن التوحيد والصبر بوصفهما معلمين رئيسين من معالم تلك الدعوة، واليوم نكمل ما بدأناه مع قاعدة فقه التدرج في الدعوة.

سنةٌ ربَّانية إلهية

     إن التدرج سنةٌ ربَّانية إلهية في الرسالات جميعها، منذ نوح -عليه السلام-إلى خاتم الأنبياء والمرسلين -صلى الله عليه وعليهم- أجمعين، ولا عجبَ في ذلك؛ فإن الرسالات جاءت من عند اللهِ الواحد الأحد، والرسل كلهم أرسَلهم الله -تعالى- ليُبلِّغوا للخلقِ رسالة واحدة، هي الإسلام، وليأمروا الناس بعبادةِ الله وحده لا شريك له، ونَبْذ عبادة الأصنام والأنداد، سواء كانت بشرية أم خشبية أم حجرية، قال -تعالى-: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} (النحل: 36).

الدعوة إلى توحيد الله -تعالى

     ويبدأ الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - دعوتَه إلى توحيد الله -تعالى- باللِّين وبالرفق، ويُقِيم الأدلة والبراهين، ويدعو بالترغيب قبل الترهيب، ثم ما يلبَثُ الملأُ أصحابُ المصالح الدنيوية بالتكذيب وإلقاء الاتهامات، وقيادة حملات التشكيك والطعن في بشرية الرسول، أو في صدقه، أو في نبل الغاية التي جاء لأجلها، ومع هذا يواجِهُ الرسلُ -صلوات الله عليهم- أجمعين هذه الاتهاماتِ بالصبر وباللين وسَعة الصدر، والأمل في الهداية، وكلُّ هذا بتوجيهٍ من الله -عز وجل.

فقه التدرج في دعوة نوح -عليه السلام

     أرسل الله -عز وجل- نوحًا -عليه السلام- إلى قومٍ يعبدون أصناما صنعوها لأناس صالحين، ولكن الشيطان خطا بهم خطواته، وزيَّن لهم الأمر شيئًا فشيئًا، وسلك معهم سبيلَ التدرج حتى عبَدوا التماثيل التي صنعوها لهؤلاء الرجال الصالحين، وأصروا على هذا الصنيع، قال -تعالى-: {وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} (نوح: 23)، وقد تعمَّقت جذور الكفر، وتأصَّلت عبادة الأصنام في عقول الناس وقلوبهم بفعل الإضلال الشيطاني؛ ليتبيَّن لنا أن زرع الأفكار وبناء العقائد أو تغييرها لا يمكن أن يتم فجأة أو دفعة واحدة، وإنما يكون على مراحل وبتدرج؛ ولهذا كانت المهمة صعبةً، والظروف قاسية بالنسبة لنوح -عليه السلام-، فلقد ظل يدعو قومه ليلاً ونهارًا، وسرًّا وجهارًا، ومكث بين قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا، وقد انقسمت مراحل دعوته إلى الآتي:

(1) البَدْء بتوحيد الله -عز وجل- ونبذ عبادة الأصنام.

(2) مواجهة الملأ الذين تصدَّوا لدعوته.

(3) طول أمد الدعوة؛ مما استدعى تنويع أساليبها وتدرجها من استعمال الرفق واللين والترغيب، ثم التأنيب والتوبيخ، ومواجهة ذلك منهم بالاستخفاف والاستهزاء والسخرية، وتعرُّضه للمساومة كي يَطرُدَ المؤمنين الفقراء.

(4) اليأس من إيمانهم بعد إخبار الله -تعالى- له والدعاء عليهم.

(5) هلاك المكذِّبين.

سمات التدرج في دعوة نوح -عليه السلام

 وقد اتسمت سُنَّة التدرج في دعوة نوح -عليه السلام- بسمات عدة، منها:

(1) فهم بيئة الدعوة؛ لتحديد نقطة البَدْء.

(2) الدعوة إلى نَبْذ الأصنام، وتوحيد الله -عز وجل.

(3) استعمال الأساليب الممكنة والمتاحة لدى الداعي مع الصبر والتحمل.

(4) مراعاة أحوال المخاطَبين ودعوتهم بالحكمة.

(5) البَدْء بأسلوب اللين والرفق مع المدعوِّين، والترغيب أولاً ثم الترهيب والتوبيخ، ثم التعنيف والتخويف، ثم يدعو الله -عز وجل- أن يفتح بينه وبين قومه.

فقه التدرج في دعوة إبراهيم -عليه السلام

    لقد أثنى الله -تعالى- على خليله إبراهيم -عليه السلام- في مواضع كثيرة، منها قوله -تعالى-: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} (النجم: 37)، وقوله -تعالى-: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} (البقرة: 124)، وهذه شهادة من الله -تعالى- بأنه أتم عهد العبودية، وأما سنة التدرج في قصة إبراهيم -عليه السلام- تتلخص في الآتي:

(1) البَدْء بدعوة أبيه؛ لأنه أقرب الأقربين إليه، ولأنه كان صانعًا للأصنام، وهذا من باب تجفيف ينابيع الكفر.

(2) دعوته لقومه، وعلى رأسهم النمرود، وكان هذا في بابل محل نشأته الأولى، وهكذا يكون البَدْء.

(3) دعوته لأهل حران بعد تركه بابلا؛ حيث كانوا يعبدون الكواكب.

والمتتبع لقصة إبراهيم -عليه السلام- يجد أنَّ سنة التدرج سنةٌ ثابتة في دعوته -عليه السلام-، ويظهر ذلك فيما يلي:

(1) البَدْء بالأهم، وهو الدعوة إلى التوحيد ونبذ الشرك، وكان ذلك بالبراهين والأدلة، والمناظرات العقلية، ومجادلة الخصم واستدراجه؛ لتظهر له الأدلة واضحة جلية فيقف في حيرة من أمره، لا يجد حيلة ولا حجة، فينهار داخليًّا، ويخر ساقطًا، ولو ظل واقفًا في أعين الناس.

(2) البَدْء بالأقربين، وقد تمثَّل ذلك في البدء بدعوة أبيه، وقد كان صانعًا للتماثيل، وبهذا يستطيع إبراهيم -عليه السلام-أن يجتثَّ جذور الشرك، بالقضاء عليه من منابعه، ثم كانت دعوته لقومه.

(3) لقد ابتعد إبراهيم -عليه السلام-عن أسلوب الصدام المباشر، فقد كان يقر الخصم على سبيل الافتراض أو الجدال؛ ليستدرجه بعد ذلك لما يريد.

(4) الترقي في استعمال الأدلة كما حدث في مناظرة عبدة الكواكب؛ حيث بدأ بالكواكب ثم القمر ثم الشمس.

فقه التدرج في دعوة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم

     بدأ نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - الدعوة للإسلام بالدعوة لأركان الإيمان، لإفراد الله -عز وجل- بالعبودية ونبذ الشرك والوثنية، وقد بقي - صلى الله عليه وسلم - ما يقارب نصف عمره بعد الرسالة يدعو إلى هذا التوحيد، ويركز عليه دون غيره، وبعد بضع سنوات من تثبيت عقيدة التوحيد -التي تعد الأساس والأصل- في نفوس الجماعة المؤمنة، فرضت الصلاة ثم الصيام والزكاة والجهاد والحج، دل على ذلك حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-؛ حيث قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت» (البخاري)، وعن جرير بن عبد الله قال: «بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم» (رواه البخاري)، يقول ابن حجر مبينًا البدء بالصلاة بعد التوحيد: «وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - أول ما يشترط بعد التوحيد إقامة الصلاة؛ لأنها رأس العبادات البدنية، ثم أداء الزكاة؛ لأنها رأس العبادات المالية، ثم يعلم كل قوم ما حاجتهم إليه أَمَسُّ».

الدعوة إلى أصول الأخلاق

     وكما تدرج - صلى الله عليه وسلم - في الدعوة إلى أركان الإسلام مراعيًا البدء بالأهم ثم المهم، فقد راعى هذا الجانب في الدعوة إلى أخلاق الإسلام؛ حيث بدأ بالدعوة إلى أصول الأخلاق من الصدق والعدل وأداء الأمانة والعفة، مراعيًا في ذلك جانب التدرج في الوجوب والعلو؛ حيث حاجة الفرد إليها أمس، وأداؤها عليه أوجب، وقد جاءت الأدلَّة تؤكد اهتمامه - صلى الله عليه وسلم - بهذا الجانب في عهد مبكر من دعوته.

التدرج في تحريم المنكرات

وبالتدرج نفسه جرى تحريم المنكرات، فتحريم الخمر على سبيل المثال تم على مراحل، بدأت بالتحذير من مضاره وآثامه، ثم انتهت إلى تحريمه على وجه القطع.

التدرج في الدعوة

     وأما في المدعوين أنفسهم فقد تدرجت دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ إذ بدأ بمحيطه القريب جدا، (زوجته خديجة، وصاحبه أبي بكر، وابن عمه علي بن أبي طالب، وغلامه زيد بن حارثة)، ثم اتسعت الدائرة لتشمل محيطًا من أقاربه أوسع من ذي قبل عملًا بقوله - عز وجل -: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} (الشعراء: 214) وقضى فترة زمنية ليست بالقصيرة يدعوهم إلى الله -تعالى-، وينذرهم عذابه، فدل هذا على أن البداءة بالأقربين مستمرة في كل زمان، وبعد أن أنذر - صلى الله عليه وسلم - أهل مكة وصبر على أذاهم طويلًا، دعا أهل الطائف ثم أعيان قبائل العرب ممن يقدمون على بيت الله الحرام.

دعوة أهل الكتاب

وبعد الإذن بالهجرة إلى المدينة دعا - صلى الله عليه وسلم - أهل الكتاب، ثم أزال بالجهاد الذين كانوا يعيقون إبلاغ الدعوة إلى الناس، ثم أرسل الكتب إلى زعماء الروم والفرس والحبشة وغيرهم يدعوهم إلى الدخول في دين الله، وبذلك نعلم أن نبينا - صلى الله عليه وسلم - تدرج في تبليغ الإسلام والدعوة إليه متخذا في ذلك الوسائل المناسبة لدعوة الكفار.

سمات التدرج في سنة النبي - صلى الله عليه وسلم

ومن سمات سنة التدرج في دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - الآتي:

(1) نزول القرآن منجَّمًا بحسب الوقائع والأحداث.

(2) البَدْء بالدعوة إلى توحيد الله -عز وجل.

(3) البَدْء بدعوة الأقربين.

(4) الدعوة السرية في بداية الأمر، ثم الدعوة جهرًا.

(5) الصبر وتحمل الأذى، ثم رد العدوان، ثم القتال.

(6) بناء جيل الصفوة على الإيمان بالله واليوم الآخر في فترة المرحلة المكية.

(7) عدم الأمر بالتكاليف الشرعية من عبادات ومعاملات في مكة، ثم الأمر بالتكاليف والأوامر الشرعية بالمدينة المنورة.

(8) لم يفرض الجهاد إلا بعد قيام الدولة.

(9) لم تفرض التكاليف الشرعية دفعة واحدة، وإنما فرضت بتدرج.

(10) قَبول بعض أمور الجاهلية حتى تستقر العقيدة وتتهيأ النفوس للتخلِّي عنها.

مظاهر التدرج في دعوة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم

وتتلخص مظاهر التدرج في دعوة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -، التي مرت بالمراحل السابقة، وبدأت بالاستضعاف، وانتهت بالتمكين في الأرض في النقاط الآتية:

(1) البدء بالأقربين.

(2) البدء بالتوحيد.

(3) إرساء قواعد العقيدة قَبْل الأمر بالتكاليف؛ حيث بدأ الأمر بالتكاليف في المدينة بعد إقامة الدولة وتمكين الإيمان في القلوب.

(4) الدعوة باللِّين وبالحكمة والموعظة الحَسَنة، وتحمُّل مشاقِّ الدعوة، والصبر على ذلك، ثم تحمل أذى المعارضين، ولا سيما في مرحلة الاستضعاف.

(5) عرض الدعوة على جميع الناس: الفقراء والأغنياء، والقريب والبعيد، وإقامة الحجة عليهم، وطلب النصرة.

(6) استعمال القوة لحماية الدعوة عند الاستطاعة.

(7) الالتزام الشرعي بالأحكام في كل مرحلة من مراحل الدعوة، وعدم تغليب الأهواء، وترويض النفس على قَبول حكم الله -عز وجل-، حتى لو كان شاقًّا على النفس؛ حيث لم يؤمَرِ المسلمون بالقتال أو ردِّ العدوان بمكة وقد كانوا أهل شَكيمة وعزة.

 

 

الشيخ صالح الفوزان: التدرج المنهي عنه

     يقول فضيلة الشيخ صالح الفوزان: «فالتدرج في الدعوة معناه: الإتيان بالأهم فالأهم. وذلك بأن يبدأ أول شيء بالتوحيد: دعوة الناس إلى التوحيد وعبادة الله وحده؛ لأن هذا هو الأساس»، ثم قال: «أما التدرج المنهي عنه فهو العكس الذي يسير عليه بعض الدعاة في عصرنا الحاضر وهو أن يبدأ بالأمور التي هي دون الشرك، يبدأ بنهي الناس عن الزنا وعن الكبائر وأكل الربا وغير ذلك، ويترك جانب العقيدة ولا يهتم به، فهذا عكس دعوة الرسل -عليهم الصلاة والسلام-، وأيضًا هو لا يثمر ولا يفيد؛ لأنه حتى لو ترك الناس هذه الكبائر وتعاملوا بالأخلاق الفاضلة والمعاملات المباحة مع بقاء الشرك فيهم فإن هذه الأعمال لا تنفعهم؛ لأنهم بنوا على أساس غير صحيح، بينما لو أن الإنسان حقق التوحيد وتجنب الشرك، ووقع منه بعض الكبائر وبعض المعاصي، فإنه لا يخرج بذلك من الإيمان، وترجى له المغفرة، وهو تحت المشيئة، قال -تعالى-: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (النساء: 48) (2) وقال -تعالى-: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا} (النساء: 31).

 

الشيخ ابن باز: الدعوة إلى أصل الدين مقدمة على كل شيء

     يقول سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز: «فإنه - صلى الله عليه وسلم - لما بعثه الله، بدأ بدعوة الناس إلى التوحيد في مكة، وترك الشرك، ونبذ آلهتهم المعبودة من دون الله، من أشجار وأحجار وأصنام وغيرها، ولهذا لما بعث معاذًا إلى اليمن قال له: «إنك تأتي قومًا من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله، وفي لفظ: فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله» فأمره أن يدعوهم إلى توحيد الله قبل الصلاة وقبل غيرها، فدل ذلك على أن الدعوة إلى أصل الدين مقدمة، ثم بعد ذلك يتدرج بدعوتهم إلى الصلاة والزكاة وبقية أمور الدين، ولهذا قال له بعده: «فإن أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة، فإن أطاعوك لذلك فأعلمهم... إلخ».

 

 

الشيخ العثيمين: البدء بالدعوة إلى الشهادتين

     يقول فضيلة الشيخ محمد العثيمين: «الدعوة إلى الله مثل ما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ: «ليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله، فإن أجابوك لذلك فأخبرهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة، فإن أجابوك لذلك فأخبرهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم، تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم»، فإذا كنا نريد أن ندعو كفارًا فلابد أن ندعوهم كما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث معاذ -رضي الله عنه-، وإذا أردنا أن ندعو شخصًا بعينه، فلننظر أيضًا هل هو كافر؟ فندعوه إلى أصل الإسلام، ثم بعد ذلك نأمره بالصلاة، ثم بالزكاة، ثم بالصوم، ثم بالحج».

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك